احتدمت المعارك شمال غربي افغانستان امس. وشنت القوات الموالية لحركة "طالبان" هجوماً واسعاً على معاقل الميليشيات الاوزبكية في ولاية فارياب. وتمكن المهاجمون من الاستيلاء على بلدة قيصار الاستراتيجية. وتواصل قوات طالبان التقدم في اتجاه عاصمة الولاية التي تحاذي جوزجان، معقل الزعيم الاوزبكي الجنرال عبدالرشيد دوستم ومسقط رأسه. وتواصلت المعارك في شمال شرقي العاصمة الافغانية كابول، اذ شنت قوات طالبان هجوماً على وادي نجراب الاستراتيجي، وفي حال السيطرة عليه سيغدو تحكم القوات الموالية للرئيس الافغاني المخلوع برهان الدين رباني بالقاعدة الجوية في بغرام امراً عسيراً. وقالت مصادر طالبان امس لپ"الحياة" ان مقاتليها تمكنوا من اسر أكثر من مئة من مقاتلين من الاوزبك والاستيلاء على ثماني دبابات صالحة للاستعمال. وأفادت تقارير عن مقتل 16 مقاتلاً من جماعة دوستم وخمسة من مقاتلي حركة طالبان. ويعزو المراقبون والمحللون اسباب هذا التراجع الخطير في موقف الاوزبك الى الانشقاق الاخير الذي تعرضت له الميليشيات الاوزبكية حين انشق المهندس نسيم مهدي عن دوستم، مما خلق فراغاً في الولاية التي كانت خاضعة لسيطرته. واستغلت حركة طالبان هذا الواقع الجديد وشنت هجومها. واللافت ان الهجوم يأتي في اعقاب اللقاءات الايرانية - الباكستانية من اجل حل الازمة الافغانية وتشكيل هيئة مشتركة لزيارة المدن الافغانية الخاضعة لسيطرة الفصائل المتناحرة. وفي شمال شرقي العاصمة الافغانية التي تعرضت لهجوم من حركة طالبان على معاقل رباني اكدت المصادر الافغانية ان المعركة العنيفة التي جرت صباح امس بين الطرفين لم تسفر عن اي تغيير في خطوط القتال. وأرغمت الهجمات الصاروخية على كابولالأممالمتحدة على تعليق رحلاتها الجوية الى العاصمة الافغانية، اذ ان احد الصواريخ كان سقط على بعد نصف ميل عن طائرة تابعة للأمم المتحدة كانت جاثمة في أرض المطار.