دعا نائب الرئيس الأفغاني زعيم الحرب السابق الجنرال عبد الرشيد دوستم إلى مواجهة حركة «طالبان»، مؤكداً انه «صانع ملوك وحصن ضد الحركة المتشددة» التي لم يستبعد التحالف مع أعداء الأمس ضدها. وقال زعيم الحرب الذي عرف بقسوته أثناء الحرب الأهلية في التسعينات من القرن العشرين: «سنطرد طالبان من ولاية فارياب (شمال)»، حيث يستهدف المتمردون الجيش والشرطة. وأضاف: «سترون، رشق النساء طالبان بحجارة». وأعلن الزعيم الوحيد للأقلية الأوزبكية في أفغانستان والمعروف بحسه المسرحي «أنا من جعل أشرف غني يفوز بالانتخابات الرئاسية. أنا صانع الملوك». وينوي تسخير شعبيته لمكافحة «طالبان»، ولو استدعى ذلك التحالف مع أعداء الأمس، على غرار عطا محمد نور، زعيم الحرب السابق من أقلية الطاجيك والرجل القوي في ولاية بلخ المجاورة لجوزجان. وكان الرجلان تحالفا ضد طالبان في التسعينات، لكن الكراهية تصاعدت بينهما لتصل إلى اشتباكات عنيفة بين قواتهما من أجل السيطرة على مدينة مزار الشريف بعد سقوط نظام «طالبان» نهاية 2001. وبعد 13 سنة، يبدو أنهما قلبا هذه الصفحة. وتذهب الإشاعات إلى حد إعلان تحالف دوستم مع نور للدفاع عن منطقتهما في الشمال. لكن مصدراً مقرباً من دوستم ينفي ذلك متحدثاً عن «تعاون محلي» بين مقاتليهما. عسكرياً، يمكن أن يعتمد الجنرال دوستم على القوات الحكومية، حيث نشرت كابول «حوالى 5 آلاف جندي» في فارياب، الولاية التي طالما تمتعت باستقرار حتى باتت ساحة معارك شرسة على رغم محاولات أخيرة لعقد محادثات سلام بين كابول و»طالبان». لكن في بلد يعتمد كل زعيم حرب فيه على ميليشيا تابعة له، بات دوستم عالقاً بين طرفين. فهو لا يستطيع كونه نائباً للرئيس تزعم قوات خارج السلطة، فيما يؤكد أن «9 آلاف متطوع مستعدون لمقاتلة طالبان في فارياب». ويأوي دوستم عشرات المقاتلين في مقره العام. ويؤكد الرقيب نسيب «ننتظر منذ منتصف تموز (يوليو) للذهاب إلى الجبهة، إذ نريد الدفاع عن وطننا أفغانستان». ورداً على سؤال حول رأيه في المفاوضات مع «طالبان»، أعلن الرقيب نسيب أنه لا رأي واضحاً له في استئناف المحادثات على رغم الانقسامات في أوساط الحركة المتشددة وإعلان وفاة زعيمها الملا محمد عمر، لكنه أكد أنه «إذا أرادت طالبان السلام فنحن مستعدون».