أبوجا - رويترز - قضى حكّام نيجيريا العسكريون الليل في نقاشات حامية لوضع خطة تنحيهم عن السلطة بعدما شهدت البلاد أحداثاً خطيرة أحاطت خطة لإنهاء الحكم العسكري في البلاد بالشكوك. وقال مصدر رسمي انهم "بدأوا اجتماعاتهم ظهر اول من امس لوضع صيغة وجدول زمني لتنحيهم عن السلطة". وخرج الجنرال عبدالسلام ابو بكر من الاجتماع المشترك للمجلس الحاكم الموقت والحكومة التنفيذية ليلقي خطاباً الى الأمة. لكن خطاب ابو بكر تركز في معظمه على الوفاة المفاجئة للمعتقل السياسي المعارض موشود ابيولا الثلثاء واعمال العنف التي تفجّرت الاربعاء في مسقط رأسه جنوب غربي نيجيريا حيث قتل ما يقل عن 19 شخصاً. وكانت نيجيريا شهدت اضطرابات مماثلة اثر الوفاة المفاجئة للحاكم العسكري السابق ساني اباتشا الذي اعتقل ابيولا سنة 1994 بعدما اعلن نفسه رئيساً للبلاد استناداً الى نتائج انتخابات جرت عام 1993 وألغتها السلطات العسكرية. وخلف ابو بكر اباتشا ويتعرض لضغوط في الداخل والخارج لوضع خطة واضحة لانتقال السلطة الى المدنيين في اول تشرين الاول اكتوبر على الأرجح. ودعا ابو بكر في كلمته الى توخي الهدوء مشيراً الى اعمال العنف التي وقعت عقب وفاة ابيولا قائلاً "أدعوكم جميعاً الى توخي الهدوء على الرغم من حزنكم الذي يمكن تفهمه. وحزننا العام لا يمكن اخماده بالخروج على القانون وتهديد الارواح والتدمير الغاشم لممتلكات الابرياء". وتمثلت اول نتيجة ملموسة حتى الآن للاجتماعات المطولة لحكّام نيجيريا العسكريين في حل مجلس الوزراء الذي يعرف باسم المجلس التنفيذي الاتحادي المؤلف من 34 عضواً ويضم وزراء مدنيين وعسكريين. اما المجلس الحاكم الموقت وهو مجلس عسكري فلم يتأثر بهذا القرار. ويقول محللون نيجيريون ان ابو بكر في حاجة الى ان يتحرك سريعاً في قضية اعادة نيجيريا الى المسار الديموقراطي اذا كان يحرص على عدم تبديد التأييد الذي كسبه منذ ان تولى السلطة من اباتشا المتشدد الذي فقد شعبيته. وصرح اميكا ايناوكو الامين العام للكومنولث وهو نيجيري الجنسية، التقى مع ابو بكر وابيولا الاسبوع الماضي، ان الحاكم العسكري الجديد سيكسب تأييد اتباع ابيولا اذا تقدم بخطة معقولة للانتقال الى الحكم المدني. واعلنت الرئاسة الثلثاء ان ابيولا توفى بأزمة قلبية خلال اجتماعه مع مسؤولين نيجيريين ووفد اميركي يبحث شروط الحكومة العسكرية للافراج عنه. واعلنت الولاياتالمتحدة انها لا تشك في اسباب وفاته. وتوقع طبيب ان يبدأ تشريح جثة ابيولا فور وصول وفد يضم خمسة من الخبراء الاجانب. وقال الدكتور اوري فالومو ان الوفد يضم خبراء من الولاياتالمتحدة وبريطانيا وكندا. وطلبت اسرة ابيولا تولي لجنة من الخبراء الدوليين تشريح الجثة للتأكد من سبب الوفاة. واجتاحت حوادث الشغب لاغوس ومدناً اخرى جنوبي غربي نيجيريا. وطالب المحتجون بالثأر واتهموا الحكّام العسكريين الشماليين باغتيال رجل الاعمال الجنوبي المسلم. واكد شهود مقتل 19 شخصاً في انحاء عدة من البلاد، من بينهم 11 قتلوا في ثلاث مناطق من لاغوس تقطنها اعداد كبيرة من الشماليين.