أبوجا، لاغوس - رويترز، أ ف ب - أدى رئيس الاركان النيجيري الجنرال عبدالسلام ابو بكر القسم الدستوري امس الثلثاء حاكماً عسكرياً للبلاد خلفاً للجنرال ساني اباتشا، الذي توفي نتيجة سكتة قلبية ودفن في مأتم متواضع في مسقط رأسه مدينة كانو الشمالية اول من امس. وأشرف على مراسم اداء القسم في العاصمة ابوجا رئيس المحكمة العليا القاضي محمدو لاوال عويس في حضور اعضاء المجلس العسكري الموقت الحاكم، الذين رشحوا الجنرال ابو بكر للمنصب، وكبار المسؤولين والديبلوماسيين. وألقى ابو بكر كلمة قصيرة اعتبر فيها ان تعيينه في هذا المنصب، "تحد شخصي" له. وأكد على "وجوب تضافر كل الجهود من اجل تقدم البلد". واعلن ابو بكر الحداد اسبوعاً على اباتشا الذي حكم نيجيريا منذ العام 1993. ولم يتطرق الحاكم العسكري الجديد للدولة الافريقية الاكبر الى الانتخابات الرئاسية المقررة مطلع آب اغسطس وكان اباتشا المرشح الوحيد فيها، لكنه اكد انه سيتحدث الى الامة "في الوقت المناسب". وجاء ذلك في وقت سارعت دول العالم الى ضم صوتها الى المعارضة النيجيرية التي حضت على "اعطاء الديموقراطية فرصة حقيقية" في البلاد، في اشارة الى الوعود المتكررة التي اطلقها العسكريون النيجيريون بتسليم الحكم الى مدنيين منتخبين. ولم تتحقق امنية النيجيريين هذه سوى لفترة عشر سنوات منذ استقلال البلاد عن بريطانيا سنة 1960. وفي وقت أصبح ابو بكر الذي لم يتول من قبل منصباً حكومياً، تاسع حاكم عسكري لنيجيريا المنتجة للنفط والتي يبلغ تعداد سكانها اكثر من 104 ملايين نسمة، ابدى المناهضون للحكم العسكري مخاوفهم من مخاطر حقيقية تحيط بمستقبل الديموقراطية في البلاد. وكان تحالف الاحزاب المحظورة المعارضة للعسكر، سارع فور الاعلان عن وفاة اباتشا مساء اول من امس الى المطالبة بتسليم الحكم الى السياسي المعتقل مسعود ابيولا الذي يعتقد انه الفائز في الانتخابات الرئاسية سنة 1993. وكان اباتشا الغى نتائج هذه الانتخابات وقام بپ"انقلاب ابيض" تولى على اثره الحكم خلفاً للجنرال ابراهيم بابانغيدا. ولفت المراقبين ان جنوب افريقيا كانت في طليعة الدول التي دعت الحكم العسكري النيجيري الى تسليم الحكم الى المدنيين، مطالبة بپ"اقرار الديموقراطية بشكل كامل" في نيجيريا. وتزامن ذلك مع دعوة الولاياتالمتحدة الى انتقال "فعلي" الى الحكم الديموقراطي في نيجيريا، مشيرة الى ان ذلك سيؤدي الى تقوية العلاقات الثنائية. وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية جيمس روبن ان بلاده تأمل في ان تحقق القيادة الجديدة لنيجيريا برنامج التحول نحو تسليم السلطة الى حكومة مدنية منتخبة، وتعمد الى الافراج عن كل السجناء السياسيين وتطلق حرية الصحافة وتجري انتخابات حرة نزيهة. وأعرب الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان عن أمله في ان تكون وفاة اباتشا ايذاناً بالعودة الى الديموقراطية في البلاد. غير ان منظمة العفو الدولية ابدت خشيتها الا تؤدي وفاة اباتشا الى تحسن يذكر في اوضاع حقوق الانسان في نيجيريا. وقالت رئاسة الاتحاد الاوروبي انها تأمل في ان تمهد وفاة اباتشا الطريق امام اقرار الديموقراطية في البلاد.