بغداد، الرياض - رويترز، أ ف ب، واس - أعلنت بغداد أمس أنها استكملت الترتيبات النهائية لجعل خط أنابيب النفط العراقي - السوري جاهزاً لنقل النفط العراقي. وبتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير عبدالله بن عبدالعزيز و"تقديراً لمعاناة الشعب العراقي الشقيق والظروف التي يمر بها وحاجته للغذاء والدواء"، ينوي الهلال الأحمر السعودي تقديم مساعدات غذائية وطبية "هدية للشعب العراقي من شقيقه شعب المملكة العربية السعودية، وفقاً لما يؤمن به من مبادئ اخلاقية وإنسانية". وكان بيان صدر عن مجلس الوزراء العراقي إثر جلسة عقدت ليل السبت برئاسة الرئيس صدام حسين حض الدول والهيئات التي تقدم مساعدات إنسانية للعراق على العمل من أجل رفع الحظر الدولي عن هذا البلد. وشكر البيان الجهات التي قدمت مساعدات للعراق، موضحاً أن بغداد كانت تقبل بها لأن "هذا العمل كان في تقديرها يسهل مهمة الاتصال بالجهات والشخصيات"، ويسهل جهود العراق ل "طرح قضيته". وأعلن ان العراق يعتذر عن عدم تسلم مساعدات. ووصلت إلى بغداد أخيراً مساعدات من الإمارات والأردن والبحرين. إلى ذلك، أبلغ وزير الخارجية العراقي السيد محمد سعيد الصحاف وكالة "رويترز" قبل مغادرته ووفد عراقي نيويورك ليل أول من أمس عائداً إلى بلاده، أنه يتوقع مبادرة قريبة يطرحها أعضاء مجلس الأمن لإنهاء الجمود في قضية اغلاق ملفات التسلح العراقي. وأوضح أن فرنسا والصين وروسيا "ليست سعيدة" باتجاه ريتشارد بتلر رئيس اللجنة الخاصة المكلفة نزع الأسلحة المحظورة أونسكوم إلى إعداد "خريطة" مطالب ستقدم إلى العراق، مشيراً إلى أن الدول الثلاث تطالب بجدول زمني أكثر تحديداً، بالنسبة إلى اغلاق ملفات التسلح. وزاد الصحاف في حديث إلى "رويترز": "سندخل قريباً جداً في وضع جديد نوعاً ما، يتطلب من كل لاعب بعض التغيير، ستكون هناك قريباً صيغة من نوع ما، لا يمكنني القول بالتفصيل أي شكل ستأخذه لأنني سمعتها من أعضاء مختلفين في مجلس الأمن. سيكون هناك تحول حازم نحو انهاء" عمليات التفتيش عن الأسلحة في العراق. وذكر أن اسلوب بتلر يدخل مفهوماً جديداً يعني "مذنب حتى تثبت براءته. إنهم ينطلقون من افتراض ان هناك اخفاء لمعلومات وأسلحة ويقولون لا يمكننا اغلاق الملفات إذا لم يقدم العراق وثائق معينة، وثائق لا نملكها". وتابع ان الفكرة "سياسية، وهذا ليس تفسير العراق فقط. أجرينا مقابلتين مطولتين مع مسؤولين في اللجنة الخاصة ويقول أعضاء بارزون فيها إنها سياسية". وأشار إلى أن أعضاء في مجلس الأمن سيبلغون اللجنة الخاصة ان "هناك خبرة ومعايير في مجال نزع السلاح، يجب ان تكونوا محددين وإذا لم يكن في استطاعتكم وضع خريطة طريق محددة سنضع واحدة لكم". ونبّه إلى أن الولاياتالمتحدة تشعر بضغط، لافتاً إلى أجواء "سخط ازاء السياسة الأميركية في الشرق الأوسط". وتوقع الصحاف تحركاً أميركياً في نهاية الأمر، قبل أن يتسنى رفع العقوبات، وكرر دعوة حكومته إلى "حوار سياسي" مع واشنطن. وواصلت الصحافة العراقية أمس حملتها على بتلر، واعتبرت صحيفة "بابل" التي يديرها عدي النجل الأكبر للرئيس العراقي ان رئيس "اونسكوم" يسعى الى "محاولة تشويه صورة القيادة في العراق من خلال ادعاء وجود توجيهات من القيادة باخفاء معلومات ومعدات محظورة لغرض استمرار برامج سرية". وأشارت الى أن بتلر "استغل جميع المعلومات الاستخبارية التي زودته بها أجهزة المخابرات البريطانية والأميركية والصهيونية لإعطاء صورة قاتمة عن موقف العراق من تنفيذ قرارات مجلس الأمن". حملة ديبلوماسية على صعيد آخر، أفاد مصدر ديبلوماسي غربي في بغداد أمس ان نائب رئيس الوزراء طارق عزيز سيقوم بزيارة لاسبانيا في 20 الشهر الجاري في إطار الحملة الديبلوماسية التي يقوم بها العراق لرفع الحظر. وأوضح المصدر ان طارق عزيز سيجري محادثات مع رئيس الوزراء الاسباني خوسي ماريا ازنار وعدد من كبار المسؤولين الاسبان خلال زيارة تستمر ثلاثة أيام. وكان طارق عزيز زار فرنسا وايطاليا وبلجيكا أخيراً. وعاودت اسبانيا فتح سفارتها في بغداد في آذار مارس 1997 بعدما بقيت موصدة طوال سبعة أعوام. وزار العديد من رجال الأعمال الاسبان بغداد منذ 1996 لدرس امكانات الاستثمار في السوق العراقية، وتوقيع صفقات في إطار اتفاق "النفط للغذاء".