نيويورك، واشنطن - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - باشرت واشنطن خفض قواتها الجوية في منطقة الخليج فيما عرض وزير الخارجية العراقي السيد محمد سعيد الصحاف موقف بلاده أمام مجلس الأمن. وأكد ان العراق لم يعد يملك أسلحة دمار شامل مطالباً خبراء الأممالمتحدة باثبات العكس في محاولة لاستباق تقرير لرئيس اللجنة الخاصة المكلفة إزالة أسلحة الدمار الشامل العراقية ريتشارد بتلر كان متوقعاً أن يقدمه ليل أمس الى مجلس الأمن. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية كينيث بيكون ليل الثلثاء ان الوزارة سحبت ثماني قاذفات من طراز "ب 52" من جزيرة دييغو غارسيا في المحيط الهندي وأن القاذفات عادت من قاعدة بريطانية في الجزيرة، وأن قاذفة قنابل من طراز "ب 1" سحبت من البحرين. وكانت واشنطن عززت قواتها في المنطقة في ذروة الأزمة العراقية الأخيرة في شباط فبراير الماضي. وسحبت الولاياتالمتحدة من المنطقة أيضاً طائرة صهريج للوقود وطائرة لرصد أجهزة الرادار وثلاث طائرات شحن عسكرية. وذكر بيكون ان حجم القوات الجوية الأميركية في الخليج انخفض من 290 طائرة أواخر أيار مايو الى 275 طائرة. وما زالت ست طائرات "اف - 117 اي" ستليث في الكويت، ولكن يتوقع ان تعود الى الولاياتالمتحدة قريباً مع أكثر من 30 مقاتلة هجومية أخرى ارسلت الى البحرين العام الماضي. وتحدث الصحاف ليل الثلثاء خلال اجتماع غير رسمي لمجلس الأمن استمر ثلاث ساعات، وحضره نائب وزير الخارجية العراقي رياض القيسي ومستشار الرئاسة العراقية عامر السعدي. وأكد الوفد العراقي ان بغداد لم تعد تملك أسلحة دمار شامل، وطالبت خبراء اللجنة الخاصة اونسكوم باثبات العكس ان كانوا يملكون دليلاً. وقال القيسي ان على المدعي في محكمة أن يقدم الدليل على اتهاماته. وأكد سفير سلوفينيا دانيلو تورك للصحافيين ان من حق العراقيين تقديم وجهة نظرهم ووصف الاجتماع بأنه "مهم". لكن المندوب الأميركي بيل ريتشاردسون اتهم العراقيين بتنظيم "حملة دعاية" للتوصل الى رفع الحظر الدولي. وأبلغ الصحافيين عقب الاجتماع المغلق: "استمعت، لكنني لم أقتنع". وأوضح ريتشاردسون ان "العراق لم يعط معلومات. قام بحملة دعاية وجادل وأطلق اتهامات". وأضاف: "عليهم تقديم وثائق ومعلومات واحترام قرارات مجلس الأمن قبل رفع العقوبات". وتابع السفير الأميركي انه طرح كثيراً من الأسئلة عن غاز الأعصاب السام واخفائه وعن الأسلحة البيولوجية العراقية. وأشار ديبلوماسيون الى الطابع الاستثنائي لهذا النقاش بين كبار مندوبي أميركا والعراق. لكن مساعد المندوب الروسي يوري فيدوتوف أكد رداً على سؤال عن اجواء الاجتماع انها "لم تكن ممتعة كثيراً". وأضاف ان العرض العراقي "تضمن تفاصيل فنية كثيرة يمكن أن تكون ذات أهمية بالنسبة الى أعضاء مجلس الأمن". وأعلن السفير البريطاني جون ويستون الذي غادر قاعة الاجتماع قبل انتهائه انه "استمع الى مرافعة مثيرة للسخرية في الدهاء والخداع". وأضاف ان العراق سعى الى وضع "اونسكوم" في قفص الاتهام. وأفاد ديبلوماسيون ان الخبراء العراقيين دحضوا الحجج التي قدمتها "اونسكوم" الاسبوع الماضي خلال اجتماعين. وأكدت مصادر عراقية ان طروحات العراق أمام اعضاء مجلس الأمن ركزت على المطالبة بأن تقدم اللجنة الخاصة "لائحة كاملة تشمل كل ما بقي على بغداد تنفيذه لاعلان استكمال نزع السلاح ونقل ملفات التسلح الى مرحلة الرقابة الطويلة الأمد". واعتبرت المصادر ان كلام بتلر على "مسائل ذات أولوية" يمثل "وسيلة للتملص من خريطة استكمال عملية نزع السلاح التي وعد بها"، واتهمته بأنه "لا يتصرف بحسن نية". وقالت ان المحادثات الفنية أثبتت ان "لا جديد لدى بتلر". وأكدت ان الوفد العراقي الى نيويورك "فند التقرير الأخير الذي أصدره بتلر" وتعتبره بغداد "اسوأ تقرير للجنة الخاصة".