نيويورك - جدة، بكين - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - أعد مجلس الامن مساء الجمعة مشروع قرار يدين التجارب النووية الهنديةوالباكستانية لكنه لا يتضمن فرض عقوبات عليهما. واعلن رئيس مجلس الامن سفير البرتغال انطونيو مونتيرو ان القرار يمكن ان يعتمد اذا توصل الاعضاء الخمسة عشر الى اتفاق. فيما بدأ رئيس الوزراء نواز شريف جولة خليجية قادته الى الامارات والسعودية. وذكر دبلوماسيون ان العقبة الاساسية تتجسد بالبرازيل ممثلة دول عدم الانحياز في المجلس التي تطالب بالاشارة بشكل أقوى الى نزع السلاح العام الذي وافقت عليه الدول النووية الخمس الكبرى بتوقيعها معاهدة حظر الانتشار النووي. والدول النووية الخمس التي تعترف بها معاهدة حظر الانتشار النووي الصينوالولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا هي ايضا الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن التي تتمتع وحدها بحق النقض. ويعكس مشروع القرار الذي تتم مناقشته الموقف الذي تبناه وزراء خارجية الدول الخمس خلال اجتماعهم الطارئ الخميس في جنيف. ويعرب مشروع القرار عن "الأسف الشديد" للتجارب التي اجرتها الهندوباكستان ويدعو الدولتين الى التخفيف من التوتر النووي والانضمام "فورا وبلا شروط" الى معاهدة حظر الانتشار النووي والى معاهدة الحظر التام للتجارب النووية. واتفقت الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن الجمعة على عدم توقيع عقوبات ضد الهندوباكستان طبقا للبيان المشترك الذي صدر في جنيف. وكان مشروع قرار سابق هدد الهندوباكستان ب "خطوات اضافية" اذا ما تجاهلتا قرارات المجلس. واتخذت الولاياتالمتحدة واليابان والسويد حتى الآن عقوبات من جانب واحد ضد اسلام ابادونيودلهي لكن الصين وفرنسا وروسيا أعلنت معارضتها لذلك. من ناحية اخرى، بدأ رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف زيارة رسمية للسعودية امس تهدف الى مواجهة المرحلة المقبلة، في حال فرضت عليها عقوبات بسبب نجاح تجاربها النووية. وكان مقرراً ان يلتقي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز شريف ويبحث معه ابعاد وأهداف امتلاك باكستان القنبلة النووية والتأويلات التي سيقت في هذا الاتجاه. وكان مقرراً ايضاً ان يعقد شريف جولة مباحثات شاملة مع ولي العهد السعودي الامير عبدالله بن عبدالعزيز تتناول الأوضاع في اسيا والشؤون المشتركة. وكان شريف وصل الى السعودية في وقت متأخر أول من أمس قادماً من دولة الامارات العربية المتحدة. وسيواصل جولته الخلجية بزيارة الكويت. وكان شريف دعا قبل مغادرته اسلام اباد الى اجراء محادثات بين باكستانوالهند بهدف الحد من سباق التسلح في جنوب آسيا وذلك خلال اجتماع البرلمان في اسلام اباد. ودعا شريف ايضا المجتمع الدولي الى المساعدة على حل النزاع الباكستاني - الهندي حول كشمير. واكد رئيس الوزراء ان بلاده ما زالت تؤيد اجراء "محادثات جدية" مع الهند، رغم التجارب النووية التي أجرتها كل من نيودلهيواسلام اباد. ويأتي هذا الموقف في اعقاب تصريح أدلى به رئيس الوزراء الهندي اتال بيهاري فاجبايي وأعلن فيه استعداد حكومته لحوار مباشر مع باكستان يشمل مسألة كشمير. من جهتها اتهمت الصينالهند بأنها تخدع العالم عندما تتذرع بالأمن القومي للقيام بتجارب نووية. واعتبرت صيحفة "تشاينا ديلي" الرسمية الناطقة بالانكليزية في افتتاحيتها ان "الحكومة الهندية تخدع رأيها العام والعالم من خلال التذرع بضرورة الحفاظ على أمنها القومي تبريرا لاجراء تجارب نووية". وفي أول رد فعل صيني بعد اجتماع الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الخميس في جنيف للبحث في مسألة التجارب النووية الهنديةوالباكستانية قالت الصحيفة ان "الهند وبطريقة سخيفة قامت دائما باختلاق الاعذار تبريراً لتسلحها". وكان وزراء خارجية الدول الخمس الولاياتالمتحدة وروسيا وفرنسا والصين وبريطانيا دعوا في بيان الخميس كلا من الهندوباكستان الى الامتناع عن القيام بأي تجربة نووية جديدة. ورفضت الهند هذا الموقف الجمعة، بينما اعربت باكستان عن ارتياحها الى النداء الذي وجهته الدول الخمس الى نيودلهيواسلام اباد لتسوية النزاع في شأن كشمير. وانتقدت "تشاينا ديلي" ايضا وزير الدفاع الهندي جورج فرنانديز الذي وصف الصين، قبيل إجراء التجارب النووية الهندية في 11 و13 ايار مايو الماضي، بأنها تشكل "الخطر" الاول على أمن الهند. ورأت الصحيفة "انه يحاول كما يبدو واضحا تبرير التجارب النووية الهندية" معتبرة ان الهند "تتهور" عندما تصنع أسلحة نووية وتعد مشروعا للموازنة ينص على رفع نفقات الدفاع 14 في المئة.