أكدت باكستان امس، اثر اعلانها اجراء تجربة نووية سادسة، انها انهت سلسلة التجارب المقررة، وأبدت استعدادها لبدء حوار مباشر مع الهند لحل المسائل المعلقة بينهما، بما فيها المسألة الأساسية في كشمير. ودعت المجتمع الدولي الى السعي في هذا الاتجاه من اجل نزع فتيل التوتر في جنوب آسيا، فيما اعلن رئيس الوزراء الهندي انه لن يقبل وساطة طرف ثالث بين البلدين، ولم يستبعد اللجوء الى "اي وسيلة" اذا كان هناك تهديد لأمن الهند. ودعا الرئيس كلينتون الهندوباكستان الى استئناف الحوار المباشر بينهما فوراً وتوقيع اتفاق حظر التجارب النووية. ورداً على التجربة الباكستانية الجديدة دعت بريطانيا الى اجتماع لمجموعة الدول الثماني في لندن للبحث في الوضع في جنوب آسيا، واقترحت روسيا اجتماعاً لمجلس الأمن على مستوى وزراء الخارجية. تفاصيل اخرى ص7 وعقد وكيل وزارة الخارجية الباكستاني شمشاد احمد خان مؤتمراً صحافياً امس، اعلن فيه ان بلاده اجرت تجربة نووية واحدة لا تجربتين، كما اعلن سابقاً، واستبعد ان توقع اسلام أباد اتفاق حظر التجارب النووية واكتفى بالقول: "سنقوم الوضع في ضوء التطورات". كذلك استبعد المسؤول الباكستاني ان تكون بلاده تسعى الى التفوق على الهند او غيرها، ودعا نيودلهي الى "البدء في مفاوضات مباشرة من اجل حل الخلافات بين البلدين". وأضاف: "اننا مستعدون للدخول في حوار مع الهند لاتخاذ الاجراءات اللازمة من اجل ضبط النفس لضمان الاستقرار النووي في منطقتنا". من جهته اعلن رئيس الوزراء الهندي آتال فاجبايي ان نيودلهي لا تستبعد اللجوء الى الوسائل المتاحة للدفاع عن نفسها "اذا كان هناك تهديد لأمنها". وقال فاجبايي في حديث الى وكالة "رويترز": "عارضت الهند على الدوام وساطة طرف ثالث. ويتعين على الهندوباكستان ان تحلا خلافاتهما ثنائياً من خلال الحوار المبني على اساس الواقع الجيوستراتيجي". ورداً على سؤال عما اذا كان يرى اي احتمال لاستئناف الحوار مع باكستان اجاب: "قلت مراراً ان سبل حل مشاكلنا الثنائية وخلافاتنا لن تكون الا من خلال الحوار". مجموعة الثماني في لندن اعلنت وزارة الخارجية البريطانية انها ستستضيف في 12 حزيران يونيو المقبل اجتماعاً لمجموعة الدول الصناعية الكبرى "لتنسيق المواقف من التجارب النووية الباكستانيةوالهندية". وأوضح بيان لوزير الخارجية روبن كوك ان اللقاء بين الدول الصناعية السبع وروسيا "سيبحث في الطريقة التي يمكن لمجموعة الثماني بواسطتها ان تدفع الهندوباكستان الى الانضمام الى معاهدة حظر الانتشار النووي". مجلس الأمن وفي هلسنكي اقترح وزير الخارجية الروسي يفغيني بريماكوف عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي على مستوى وزراء. وأكد بريماكوف ان بلاده تريد "عقد اجتماعات مجلس الأمن على مرحلتين، اولاً على مستوى وزراء خارجية الاعضاء الدائمين في مجلس الأمن، ومن ثم دعوة وزيري خارجية الهندوباكستان الى الاجتماع". وأضاف بريماكوف انه بدأ مشاورات في هذا الشأن مع اميركا وبريطانيا وفرنسا والصين. وأوضح ان بلاده ستقترح ان توقع الهندوباكستان على اتفاق الحد من انتشار الاسلحة النووية، والسعي الى ازالة اسباب الخلاف بين البلدين.