تزامن وصول وزير الخارجية الايراني كمال خرازي الى اسلام آباد في زيارة قررتها التطورات المرتبطة بالتفجيرات النووية في المنطقة مع اعلان احد كبار المسؤولين عن برامج التسلح الباكستانية امس الاثنين ان باكستان تعمل حاليا على اعداد صاروخ بعيد المدى برأس نووي ويمكن ان يكون جاهزاً في وقت قريب جدا. في غضون ذلك اعلنت بكين ان اجتماعا لوزراء خارجية الدول الخمس التي تتمتع بعضوية دائمة في مجلس الامن سيعقد في جنيف بعد غد، بينما ذكرت الحكومة الاسترالية ان مؤتمر الاممالمتحدة لنزع السلاح سيعقد اجتماعا طارئا اليوم للبحث في سباق التفجيرات النووية بين نيودلهي واسلام اباد، بينما أكد رئيس الحكومة الباكستانية نواز شريف في مقابلة نشرت امس في طوكيو ان بلاده مستعدة للحوار مع الهند من اجل تخفيف التوترات الناجمة عن التجارب النووية التي اجراها البلدان. في اسلام آباد اوضح الدكتور سمر مبارك مند رئيس برنامج صنع الصواريخ ان الصاروخ "شاهين 2" النسر 2 الذي يبلغ مداه الفي كيلومتر يفترض ان يكون جاهزا لتجربة اطلاقه قبل نهاية السنة. وتابع ان تجربة ستجرى خلال الايام المقبلة على الصاروخ "شاهين 1" الذي يبلغ مداه 700 كيلومتر والقادر على حمل رؤوس نووية. واوضح ان الصاروخ "وضع على منصة الاطلاق وينتظر الضوء الاخضر من الحكومة لاطلاقه". ونشرت صحيفة "اساهي شيمبون"، مقابلة اجرتها مع رئيس الوزراء الباكستاني في لاهور اول من امس، اكد فيها ان اسلام آباد لم تتخل عن كل الاجراءات الهادفة الى تحسين العلاقات مع جارتها الهند. وقال ان بلاده على استعداد للجلوس الى طاولة المفاوضات من اجل حل المشاكل القائمة مع الهند. واضاف ان باكستان لا تنوي القيام بتجارب نووية اخرى في الوقت الراهن ولكن اي قرار لم يتخذ بعد حول ما اذا كانت باكستان ستوقع معاهدة الحد من نشر الاسلحة النووية.على صعيد آخر اعتبر الكسندر دونر وزير الخارجية الاسترالي، الذي دعا اول من امس الى عقد جلسة طارئة لمؤتمر الاممالمتحدة لنزع السلاح الذي يتخذ جنيف مقرا له، ان بلاده ستستفيد من كل المنتديات الدولية المتاحة للتوصل الى حل للسباق الهندي - الباكستاني الذي صعد من التوترات في شبه القارة الهندية. الخمسة الكبار وفي بكين ذكرت وكالة "شينخوا" للانباء امس ان وزير الخارجية الصيني تانغ جياشوان سيحضر اجتماعا لوزراء خارجية الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن في جنيف بعد غد. وتابعت الوكالة ان الاجتماع سيناقش التوتر في جنوب اسيا بعد التجارب النووية التي أجرتها الهندوباكستان الي جانب مسألة منع انتشار الاسلحة النووية. وأضافت ان الاجتماع سيعقد بناء على اقتراح الصين والولايات المتحدة. خرازي وفي طهران ذكرت مصادر معنية بملف العلاقات الايرانية - الآسيوية في طهران لپ"الحياة" ان خرازي سيبحث مع المسؤولين الباكستانيين، وفي مقدمهم رئيس الوزراء نواز شريف ونظيره جوهر يعقوب خان ثلاثة ملفات اساسية "التجارب النووية الباكستانيةوالهندية، والملف الافغاني، وأمن الايرانيين في باكستان". واشار خرازي لدى مغادرته مطار مهرآباد الايراني الى ان مسألة التجارب النووية ستكون احدى القضايا التي سيتطرق اليها في مباحثاته في اسلام آباد، علماً ان طهران "اعربت عن القلق البالغ لاجراء تجارب نووية في الهندوباكستان وتصاعد حدة التوتر في هذه المنطقة الحساسة"، ودعت البلدين الى "ضبط النفس"، كما انتقدت الصحف الايرانية بشدة التجارب النووية، ودعت صحيفة "ايران نيوز" المعتدلة خرازي الى ارجاء زيارته المقررة الى اسلام آباد تعبيراً عن "الغضب والاستياء والقلق".