دان حلف شمال الاطلسي والاتحاد الأوروبي التجارب النووية التي اجرتها باكستان امس الخميس. وفي وقت قال مسؤول في الاطلسي ان باكستان عرضت نفسها لپ"عقوبات قاسية لا يمكن لاقتصادها ان يتحملها"، اكد وزير الخارجية البريطاني روبن كوك الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي ان العواصم الأوروبية "ستدرس بشكل ملح" فرض عقوبات على باكستان شبيهة بالتي فرضت على الهند. وانضمت استراليا الى هذه المواقف وبادرت الى التراجع عن برنامج مساعدات كانت عرضت تقديمه الى اسلام اباد، فيما قررت السويد تجميد كل شحنات الاسلحة الى باكستان. ودانت المانيا التجارب النووية الباكستانية. وأعربت روسيا عن قلقها العميق ازاء هذا التطور. وتفادت الصين التعليق على التجارب النووية الباكستانية علماً ان وكالة الانباء الباكستانية اشارت الى ان اسلام اباد ابلغت بكين مسبقاً بعزمها على اجراء التجارب. وأذاعت وسائل الاعلام الصينية نبأ التجارب نقلاً عن شبكة "سي. ان. ان" التلفزيونية الاميركية. وكانت بكين حملت نيودلهي مسؤولية رفع مستوى التوتر في جنوب آسيا تعليقاً على تقارير اميركية توقعت حصول التجارب الباكستانية. وفي نيودلهي، هيمن نبأ التجربة النووية الباكستانية على اعمال مجلس النواب. وفور وصوله النبأ، غادر رئيس الوزراء الهندي اتال بيهار فاجبايي الجلسة لمتابعة التطورات مع المسؤولين الأمنيين. وقال للصحافيين ان التجارب الباكستانية "اوجدت مبرراً للتجارب الهندية" التي جرت في 11 و13 الشهر الجاري. الاطلسي وفي لوكسمبورغ، ندد الأمين العام لحلف الاطلسي خافيير سولانا "بشدة" بالتجارب النووية الباكستانية. وقال ان من شأن ذلك تعريض امن منطقة شبه القارة الهندية للخطر. وقال سولانا في مؤتمر صحافي عقده بمناسبة الدورة نصف السنوية لوزراء خارجية الدول الست عشرة اعضاء الحلف ان لهذه التجارب "انعكاسات كبيرة على امن المنطقة نفسها وخارجها". وأوضح انه لم تحصل أي مناقشة بعد بين وزراء الخارجية حول العقوبات التي يمكن فرضها على باكستان. اوروبا - روسيا وقال وزير الخارجية البريطاني في بيان باسم الاتحاد الاوروبي: "شعرنا باستياء ازاء التفجيرات النووية التي أجرتها باكستان… ونحن ندين هذا الاجراء الذي يتعارض مع الارادة التي أعربت عنها 149 دولة وقعت معاهدة الحظر الشامل للتجارب بوقف التجارب النووية". واضاف "انها التجارب الباكستانية تزيد مخاوفنا الشديدة بشأن تزايد خطر انتشار الصواريخ النووية في جنوب آسيا وتصعيد التوتر في هذه المنطقة". ورأى ان هناك حاجة عاجلة الى التزام الهند وباكستان بمعاهدة منع الانتشار النووي ومعاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية. كما حث الدولتين على عدم نشر اسلحة نووية او صواريخ طويلة المدى. واشار كوك الى ان السفير البريطاني في باكستان سلّم احتجاجاً شديداً الى الحكومة في اسلام اباد نيابة عن بلاده والاتحاد الاوروبي. وقال كوك ان بريطانيا بصفتها ترأس الدورة الحالية للاتحاد الاوروبي ستجري مشاورات عاجلة مع شركائها الاوروبيين وغيرهم بشأن "هذه التطورات المثيرة للقلق". وفي موسكو، أعلنت الخارجية الروسية انها تشعر ب "قلق عميق" بعد التجارب النووية التي أجرتها باكستان. وقال بيان للوزارة ان "هذه الخطوة أجريت رغم النداءات الملحة التي وجهتها الأسرة الدولية الى اسلام اباد" وهي تشكل "تهديداً حقيقياً بانتشار الاسلحة النووية في العالم". وتابع البيان ان "من المؤسف ان السلطات الباكستانية لم تنجح في ضبط مشاعرها والتزام الحذر والحس السليم في لحظة حرجة". وحذر البيان الروسي من ان "المواجهة القائمة منذ سنوات عدة بين الهند وباكستان تأخذ اليوم طابعاً نووياً جديداً شديد الخطورة على البشرية برمتها". وفي طوكيو أعلن ناطق رسمي ان الحكومة اليابانية "شرعت على الفور في دراسة فرض عقوبات" على باكستان احتجاجاً على التجارب النووية التي أجرتها. وأعلن وزير التعاون الالماني كارل ديتر شبرانغر إلغاء مشاورات حول سياسات التنمية كان مقرراً اجراؤها في اسلام اباد منتصف الشهر المقبل. وفي بانكوك، أعربت تايلند عن "قلقها العميق وخيبة أملها الكبرى" بعد الاعلان عن اجراء التجارب النووية الباكستانية، ودعا الناطق باسم وزارة الخارجية الدول المعنية الى ضبط النفس. وفي هلسنكي، ندد وزير الخارجية الفنلندية تارجا هالونين بالخطوة الباكستانية، وقالت ان تجارب اليوم وتلك التي اجرتها الهند من شأنها ان تدفع في اتجاه سباق تسلّح في المنطقة. نيويورك وفي نيويورك، ندّد الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان بالتجارب النووية الهندية والباكستانية ودعا الحكومتين الى التوقيع على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية والتعهد بعدم البدء باستخدام هذه الاسلحة. وطالب أنان الدولتين "بتجميد" برامج تطوير الاسلحة النووية. واعلن السفير الاميركي لدى الاممالمتحدة بيل ريتشاردسون، ان الولاياتالمتحدة "ستسعى وراء اجراء مناسب في مجلس الامن الدولي". وقال: "في رأينا يجب ان يكون الردّ متعدد الاطراف ومتعدد الجنسيات للعمل معاً على وقف سباق التسلح". وقال كوفي أنان: "انني أُدين هذه التفجيرات". ودعا حكومتي باكستان والهند الى "ضبط هذه النشاطات". وأصدر بياناً عبّر فيه عن مخاوفه من "ازدياد التوتر". ودعا الدولتين الى المساهمة في تخفيض الاسلحة النووية وليس في زيادتها. ووصف السفير الاميركي قرار باكستان بالتفجير رداً على التفجيرات الهندية بأنه "خطأ فادح ومؤسف". وقال ان الردّ من قبل مجلس الامن يجب ان يكون "جهداً موحداً"، وان الولاياتالمتحدة تنوي اجراء مشاورات في الايام المقبلة بهدف اتخاذ مجلس الامن "الردّ المناسب". وزاد ان على الاسرة الدولية "ان تعمل معاً لوقف سباق التسلّح في جنوب آسيا". ووصف ريتشاردسون الوضع الراهن بين الهند وباكستان بأنه "في غاية التوتر" وشدد على ضرورة "ضبط النفس".