سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الصين تعتبر ان تفجيرات الهند "تستهدفها" وواشنطن تسعى الى موقف متشدد في مجلس الأمن . نيودلهي تبدأ برنامجاً لصاروخ باليستي مداه ألفا كيلومتر يمكن تزويده رأساً نووياً
أعلنت الهند أمس الأربعاء انها اطلقت برنامجا لتطوير صاروخ باليستي يصل مداه الى 2500 كلم ويمكن تجهيزه برأس نووي. يذكر ان صاروخ "أغني" النار الذي تملكه الهند حاليا يصل مداه الى 1500 كلم ويمكن تجهيزه برأس تقليدي او نووي ووزنه طن واحد. وقال وزير الدفاع الهندي جورج فيرنانديس في رد على اسئلة اعضاء في البرلمان انه تمت الموافقة على اقتراح لتطبيق برنامج "أغني - 2". وكانت الهندوباكستان اعلنتا، بعد اجراء تجارب نووية حديثاً، عزمهما على المضي قدما في برنامجهما المتعلق بالصواريخ. واكدت باكستان مطلع الاسبوع الجاري انها ستختبر صاروخ "شاهين - 1" الصقر - 1 الذي يصل مداه الى 700 كلم والقادر على حمل رأس نووي، كما سيختبر "شاهين - 2" الذي يصل مداه الى الفي كلم بحلول نهاية العام الجاري. الى ذلك قامت باكستان في السادس من نيسان ابريل الماضي بتجربة صاروخ "غوري" الذي يصل مداه الى 1500 كلم. ثم اجرت الهند خمس تجارب نووية وباكستان ستاً. على صعيد آخر اعلن رئيس الوزراء الهندي اتال بيهاري فاجبايي ان نيودلهي لا تسعى الى "مواجهة" مع الصين، لكنها تريد اقامة علاقة معها "يحترم في اطارها كل طرف هموم الطرف الآخر". وجاء هذا الموقف في رد مكتوب لفاجبايي على اسئلة طرحها عليه اعضاء في مجلس الشيوخ الهندي وقال فيه ان الهند تريد اقامة علاقة "صداقة وتعاون مع الصين تعود بالفائدة على الجانبين" وهي تؤيد اجراء "حوار لتسوية الخلافات". اتهام صيني وفي مقابلة خاصة مع وكالة "فرانس برس" امس، اتهم الرئيس الصيني جيانغ زيمين الهند بانها "استهدفت" بلاده بتجاربها النووية معتبرا ان نيودلهي "تتطلع منذ زمن بعيد للهيمنة في جنوب آسيا" وان "التوترات في جنوب آسيا يجب ان تنسب في الدرجة الاولى الى الهند". النادي النووي في نيويورك قال ديبلوماسيون ان الدول الخمس النووية الكبرى تخشى ان تؤدي التجارب الهنديةوالباكستانية الى حال من "الغضب" بين الدول غير النووية تدفعها الى المطالبة بنزع شامل للاسلحة النووية في العالم. ويستعد الاعضاء الخمسة في "النادي النووي" الولاياتالمتحدة، الصين، روسيا، فرنسا وبريطانيا لوضع استراتيجية منسقة في اجتماع وزاري يعقدونه في جنيف اليوم. لكن هذه الدول قلقة ايضا لان هذه التجارب اعادت الروح الى الدعوات من اجل نزع شامل للأسلحة النووية، اي لاسلحة اعضاء "النادي النووي" انفسهم. وأدركت الهند التي كانت حتى الان في موقع المتهم، الفائدة التي يمكن ان تجنيها من التنديد بهيمنة القوى الخمس النووية الكبرى المعترف بها في معاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية الذي دخلت حيز التنفيذ في 1970. واشنطن وتأمل وزيرة الخارجية الأميركية مادلين أولبرايت في أن تقنع الدول الأربع الكبرى الأخرى بالاتفاق على بيان شديد اللهجة يصدر عن مجلس الأمن لمنع انتشار الاسلحة النووية. وأعرب مسؤولون في واشنطن عن أملهم في موقف موحد للدول الخمس يتبناه بيان يصدره المجلس. وتريد واشنطن ان ينص البيان على مطالبة الهندوباكستان تحديدا بتوقيع معاهدتي حظر اجراء التجارب النووية والحد من انتشار الاسلحة النووية، ان يباشرا مفاوضات في شأن عدد من المسائل، بما فيها استئناف الحوار السياسي بينهما. وستصر واشنطن على ان جميع الخلافات التاريخية بين البلدين، بما فيها النزاع على كشمير، يجب أن تكون في جدول اعمال الحوار المفترض بين البلدين. وأكد مسؤول في البيت الأبيض ل "الحياة" أن "مانريد أن نفعله هو ان نتشاور مع حلفائنا في اطار الدول التي تتمتع بعضوية دائمة في مجلس الأمن وان نتفق على خطة عمل مشتركة". واضاف ان الامر "اعقد من مجرد ان نحصل على بيان مشترك يطالب الهندوباكستان بتوقيع هذه المعاهدة او تلك. فعلينا اولا ان نحاول وقف سباق التسلح في مكانه وثانيا ان نعالج التوترات السياسية التي تشكل الاساس لقرارات هاتين الدولتين اجراء التجارب" النووية. وقال المسؤول ذاته ان اولبرايت ستعقد لقاءات ثنائية على هامش اجتماع وزراء خارجية الدول الكبرى في جنيف اليوم "وانا واثق من انها ستحصل على بيان مشترك".