يتحرك عناصر جيش تحرير كوسوفو بحرية في شمال البانيا قرب الحدود مع الاقليم ولكن من دون زيهم العسكري واشاراتهم و ج ك او اسلحتهم وهم على علاقة ممتازة مع السكان المحليين. ويجمع هؤلاء المقاتلون في أحاديثهم على ان مبادئهم تتركز على المسألة القومية وحزبهم الوحيد هو الشعب الالباني كله وان هدفهم "استقلال الاقليم وتوحيد اراضي الألبان في المنطقة في دولة واحدة من خلال الكفاح المسلح، اذا تعذر ذلك بالوسائل الاخرى". ويفتخر هؤلاء بازدياد نفوذ جيشهم ووصول عملياته الى داخل العاصمة بريشتينا، في حين اصبح الألبان الذين تراوح اعمارهم بين 18 و55 عاماً يتهافتون للانضمام اليه "من اجل المساهمة في النضال لتحرير الأراضي المحتلة بعدما اخفقت الاحزاب السياسية الألبانية عن حل مشكلة اقليم كوسوفو وتحريره". ويفند هؤلاء ما تروجه اوساط صربية عن ان جيش تحرير كوسوفو منظمة ارهابية ويوضحون ان لدى المقاتلين جميعا "تعليمات صارمة بعدم التعرض للنساء والاطفال". لا حاجة للأجانب وينفون كذلك التقارير الصربية عن وجود عرب وسلوفينيين وكروات وبوشناق وشيشان وأفغان وباكستانيين وأتراك يقاتلون في كوسوفو او وصول المان وسويديين للقيام بأعمال التدريب ويقولون: "ان ابناء الشعب الألباني كلهم مقاتلون من اجل قضاياهم المصيرية ولا حاجة الى اقحام اجانب في شؤوننا الخاصة". ويشير قادة جيش تحرر كوسوفو الى ان للألبان مدربين ومقاتلين اكفاء بعدما انضم الى المعركة الحالية غالبية الضباط والجنود الألبان الذين خدموا في الجيش اليوغوسلافي السابق، اضافة الى حوالى 3 آلاف الباني قاتلوا الى جانب الكروات والبوسنيين بعد انهيار يوغوسلافيا السابقة. ولا توجد في شمال البانيا قواعد تدريبية لجيش تحرير كوسوفو الذي يؤكد عناصره ان التدريب "يتم فقط داخل كوسوفو". ولاحظ مراسلون اجانب في بلدة بايرام سوري ضابطاً المانياً بثيابه العسكرية ومعه مترجم اضافة الى حوالى عشرة اشخاص بلحى كثيفة وملابس مدنية بينهم عرب، قال الذين تحدثت "الحياة" معهم انهم من منظمات اغاثة عاملة في البانيا وخارجها "جاؤوا لتفقد اوضاع اللاجئين ومدى حاجتهم الى المساعدات". الحاجة الى السلاح والتقت "الحياة" عدداً من مقاتلي جيش تحرير كوسوفو وفي ما يأتي افاداتهم: تاني فضل عدم ذكر لقبه وهو احد القادة الميدانيين في منطقة جاكوفيتسا، قال: "نحن نستطيع حماية بلادنا ولا نقبل ان يأتي احد من غير الألبان للدفاع عنا ولكننا في حاجة ماسة الى الاسلحة وإذا اراد الكروات والبوشناق الذين قاتل معهم اكثر من 3 آلاف الباني رد المعروف فينبغي ان يسرعوا الى مساعدتنا بالسلاح". وأضاف بحزم: "لو كانت لدى الألبان اسلحة جيدة لاستطاعوا الزحف حتى على بلغراد". وأكد انه لم تصل حتى الآن اي مساعدات من الدول العربية والاسلامية و"نقبل منهم فقط الاموال والاسلحة اسوة بما نقبله من غيرهم من المتعاطفين معنا". وأوضح ان مساعدة الحكومة الألبانية لألبان كوسوفو تقتصر على قبول دخول اللاجئين والسماح بتعاون مواطنيها معنا، "سواء بمعرفتها المباشرة او من دونها". عتب على تيرانا وقال أود أن أكون صريحاً "اننا نفضل لو كان صالح بريشا الذي لا يقبل أي قيود في قضية كوسوفو يتولى قيادة البانيا حالياً بدل فاتوس نانو الذي يتعمد التهرب والتذرع بالمواقف الدولية". ونفى ان يكون جيش تحرير كوسوفو حصل على اسلحة ومعدات عسكرية من مسروقات الجيش الالباني التي اشترت غالبيتها تنظيمات المافيا الالبانية والايطالية واليونانية من المواطنين لبيعها لأي جهة في العالم تدفع السعر الاعلى. وقال: "كان ثمن بندقية الكلاشنيكوف قبل ستة اشهر، حوالى 60 دولاراً بينما ارتفع الآن الى 450 دولاراً". وأضاف انه ازاء هذا الوضع "اضطررنا الى تخصيص معظم الاموال التي تأتينا من الألبان الذين يعملون في أوروبا وأميركا لشراء الاسلحة". وتطرق الى الدولة المجاورة الاخرى مقدونيا. وأشار الى انه خلافاً للتصريحات العلنية فان حكومتها تتعاون مع الصرب بكل شيء ضد الألبان و"سيتم تحرير مناطق الألبان في مقدونيا مباشرة بعد انهاء مشكلة كوسوفو وأمرها سهل لا يتطلب اكثر من 24 ساعة". البان الخارج مصطفى كرانسكي، الباني آخر ترك عمله في المانيا موقتاً وانضم الى وحدات جيش تحرير كوسوفو في بلدية ديتشاني التي ينتمي اليها. وقال: "غالبية الالبان في المانيا، ان لم يكن كلهم، سواء كانوا من كوسوفو او المناطق الاخرى قرروا المشاركة في المعركة لتحرير الاقليم سواء بالقتال لفترة معينة لا تضر بأعمالهم او تخصيص جزء من مداخيلهم للمجهود الحربي". اسماعيل لاها الذي يعمل في النمسا، هو الآخر جاء لقضاء فترة ضمن وحدات جيش تحرر كوسوفو في بلدية جاكوفيتسا. وأشار الى انه اشترى من ماله الخاص عشرة بنادق آلية وقدمها الى قيادة الجيش "للاستفادة منها في تسليح المقاتلين الذين لا يملكون اسلحة". حلمي يوسوفي، مقاتل في قرية بونوشيتس في بلدية جاكوفيتسا، جاء الى بلدة بايرام سوري في اجازة لتفقد عائلته التي نزحت الى شمال البانيا وقال: "حررنا مناطق واسعة في جاكوفيتسا ولدينا فيها مركز قيادة العمليات وقاعدة للتدريب ومستشفيات ميدانية وقوة خاصة لمرافقة اللاجئين حتى عبور الحدود الى البانيا". أطفال مقاتلون موزافير مازريكو 15 عاماً وقريبه بوريم مازريكو 14 عاماً من قرية فوكش في بلدية ديتشاني، انضما الى جيش تحرير كوسوفو في مهمات نقل الاسلحة من البانيا الى كوسوفو. وقالا: "لأننا نعرف جيداً الطرق الخفية التي نسلكها ونقلنا احدى عشرة مرة السلاح من دون ان تكتشفنا القوات الصربية". وأكد مواطنو شمال البانيا الذين التقتهم "الحياة" انهم يبذلون ما في وسعهم لمساعدة المقاتلين في كوسوفو. وقال مانوش ساكولي، من بلدة بايرام سوري: "انني أحد افراد مجموعة لمساعدة البان كوسوفو سواء في شراء الاسلحة لهم او الاهتمام باللاجئين". اما طاهر نيزا من بلدة تروبايا، فأشار الى انه وضع بيته تحت تصرف جيش تحرير كوسوفو سواء كمحطة لنقل الاسلحة والامدادات او لانتقال المقاتلين واللاجئين. وقال: "هذا واجب لأننا جميعاً قوم واحد واقليم كوسوفو هو في موضع القلب بالنسبة لكل الباني"