اشتبكت وحدات من الجيش اليوغوسلافي مع مسلمين ألبان قرب الحدود بين كوسوفو ودولة البانيا. وأعلنت بلغراد انه تم الاستيلاء على كميات كبيرة من الأسلحة خلال الاشتباك وانها قدمت مذكرة احتجاج شديدة الى تيرانا وحملتها مسؤولية ما قد ينجم من حوادث مستقبلاً بسبب تسلل المقاتلين والاسلحة من اراضيها الى كوسوفو. وجاء ذلك في وقت وصف قادة البان كوسوفو الوضع في الاقليم بأنه خطير ورأوا أن السبيل الأفضل للاستقرار هو استقلال الاقليم من صربيا. من جهة اخرى، اعربت الولاياتالمتحدة وفرنسا عن قلقهما ازاء تردي الأوضاع في كوسوفو. وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية ان مساعد وزيرة الخارجية الاميركية ستروب تالبوت بحث مع وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين الوضع في كوسوفو "وعبرا عن اعتقادهما بضرورة تمسك مجموعة الاتصال الدولية بموقفها وفرض عقوبات دولية على صربيا ما لم يتم احراز تقدم في كوسوفو بحلول 25 الشهر الجاري". وأجرى تالبوت امس محادثات مع وزير الخارجية الالماني كلاوس كينكل في بون "تركزت على ما تطلبه مجموعة الاتصال الدولية من بلغراد وخصوصاً سحب القوات الخاصة من كوسوفو والتفاوض مع الألبان من دون شروط مسبقة". ويتوقع أن يصل تالبوت اليوم السبت الى العاصمة المقدونية سكوبيا للتباحث في شأن الوضع في كوسوفو. وفي سكوبيا، لم يستبعد رئيس اركان القوات المسلحة الاميركية الجنرال هنري شيلتون "امكان ارسال قوة دولية الى كوسوفو في حال عدم التوصل الى الحل السياسي الذي تفضله واشنطن للأزمة في الاقليم". وفي بلغراد، اعلنت قيادة الجيش اليوغوسلافي أمس الجمعة ان وحداتها العسكرية المرابطة في بلدية جاكوفيتسا على الحدود مع البانيا، "اشتبكت مع مجموعة ارهابية عبرت الحدود الى كوسوفو". وأوضح البيان ان الاشتباك وقع أول من امس الخميس وأسفر عن استيلاء الوحدات اليوغوسلافية على 60 بندقية آلية وأربعة مدافع ميدان ومئة قنبلة يدوية وأكثر من عشرة آلاف طلقة متنوعة اضافة الى كميات كبيرة من المعدات التي تستخدم في العمليات الارهابية". وأعلن مصدر في الخارجية اليوغوسلافية انه تم استدعاء القائم بأعمال السفارة الألبانية في بلغراد وتسليمه مذكرة احتجاج شديدة "بسبب الانتهاك الصارخ لحرمة الأراضي اليوغوسلافية من قبل جماعة ارهابية قادمة من البانيا". وأضاف المصدر نفسه ان المذكرة "أكدت ان الجانب الألباني سيتحمل مسؤولية اي عواقب تحصل في حال تكرار الحادث". ووصف المركز الاعلامي في كوسوفو بيان الجيش اليوغوسلافي بأنه "محاولة استفزازية زادت من خطورة الوضع الراهن في كوسوفو". وأشار المركز الى ان البان كوسوفو "يطالبون بأن تكون المحادثات مع حكومة بلغراد في بلد محايد وبحضور وسيط دولي". وذكر المصدر الالباني ان الوحدات العسكرية اليوغوسلافية دخلت قريتين في بلدية جاكوفيتسا "بذريعة البحث عن اسلحة واستخدمت كل انواع الارهاب ضد السكان المدنيين". ويذكر ان الزعماء الألبان قاطعوا المحادثات التي دعت اليها بلغراد أول من امس فيما حدد الوفد الصربي المفاوض يوم 28 الشهر الجاري موعداً لمفاوضات جديدة ودعا الالبان الى حضورها الى جانب الاقليات الاخرى في كوسوفو. وصرح الزعيم الألباني ابراهيم روغوفا امس في العاصمة بريشتينا بأن "افضل حل لمشكلة كوسوفو هو في استقلال الاقليم لأنه الوحيد الذي يرضي الألبان ويوفر استقراراً ايجابياً في المنطقة".