دافعت وزيرة التنمية الدولية في الحكومة البريطانية كلير شورت عن انتقاداتها لحملة كبيرة نظمتها منظمات اغاثة لجمع تبرعات في بريطانيا لمساعدة ضحايا النزاع في جنوب السودان. وقالت شورت امام لجنة برلمانية بريطانية مساء اول من امس انها تعتقد ان المشكلة الاساسية هي ضمان وصول الاغاثة الى المتضررين وحض الحكومة السودانية والمتمردين على السماح بمرور شحنات الاغاثة الى مناطق اقليم بحر الغزال المتضررة. وأثارت شورت جدلاً واسعاً في شأن جمع التبرعات في بريطانيا اذ قالت ان الحملة "لم تكن ضرورية" وربما قادت الى "استنزاف مشاعر" المواطنين. ورأت ان المنظمات الانسانية سعت الى التسابق على العناوين الرئيسية في الصحف. واتهمت شورت منظمات الاغاثة بأنها تجاهلت "اصل المشكلة" وهو ضمان وصول الاغاثة. وكانت الحكومة السودانية عرضت وقف اطلاق النار لضمان مرور المساعدات الا ان "الحركة الشعبية لتحرير السودان" رفضت ذلك العرض اثناء مفاوضات السلام التي عقدت في نيروبي في ايار مايو الماضي. واكدت شورت امام اللجنة ان الاموال المطلوبة لتقديم المساعدات موجودة فعلاً وان الافضل الآن التركيز على معالجة مشكلة نقل المساعدات. وقالت النائبة العمالية آن كلويد ان معلومات تلقتها من منظمات انسانية تفيد بأن "هناك مشكلة في تمويل العمل الانساني في جنوب السودان وان عدد رحلات الاغاثة الى المناطق المتضررة خفضت" بسبب ذلك. وبدأت الازمة الانسانية الجديدة اثر انشقاق القائد الجنوبي كاربينو كوانين على الحكومة السودانية التي وقّع معها اتفاق سلام وعودته الى صفوف التمرد. وحاول كوانين السيطرة على مدينة واو عاصمة اقليم بحر الغزال وثلاث مدن اخرى وأدت المعارك الى نزوح نحو 300 ألف من سكان المنطقة. وردّت الوزيرة البريطانية على انتقادات كلويد ونائب آخر بقولها "من الافضل للمنتقدين ان يركزوا جهودهم من اجل الضغط للتوصل الى وقف لاطلاق النار". وأصرّت شورت طوال الجلسة التي استمرت ساعة ونصف الساعة على ان الأولوية يجب ان تعطى لتحقيق هدنة يمكن خلالها اقامة "ممرات آمنة" لضمان وصول المساعدات. ورأت ان مثل هذا العمل "قد يمهد الطريق لحل سلمي على المدى الطويل"