واصل اعضاء المجلس الوطني البرلمان السوداني امس انتقاداتهم لخطاب الرئيس عمر البشير الذي ألقاه أمام المجلس الاثنين الماضي وعرض فيه انجازات الحكومة. وحدد عدد من الاعضاء باقتضاب الجوانب الايجابية في الخطاب بينما طالبوا بمعالجة قضايا تدهور الخدمات التعليمية والصحية وخدمات الكهرباء فوراً. وقال العضو فاروق جاك كوك ان "الجهاز التنفيذي" فشل في كثير من الجوانب "لكن الفشل الأكبر كان من نصيب البرلمان الذي فشل في مراقبة الجهاز التنفيذي". وطالب اعضاء الجيش بالتخلي عن مناصبهم في حال استمرار فشلهم في حل قضايا الشعب السوداني. وأشار عمر الشريف ابراهيم الى المشاكل المستعصية في قطاع الزراعة، وقال: "ان السجون مليئة بالعاجزين عن تسديد شيكاتهم المرتجعة"، مضيفاً: "ان المزارع الذي يزرع الآن يحصد الريح". وقال العضو الخير القهيم ان هنالك مشاكل كبيرة تتعرض لها مناطق التماس من جراء هجمات التمرد. وحذر من انه "اذا ما استمر الوضع على هذا المنوال فإن الآثار ستكون أصعب بكثير مما هي عليه". وأعلن تحفظه عن عمل المنظمات الطوعية التي تعمل في المنطقة واتهمها بمساندة التمرد. كما انتقد اللجنة العليا لدعم المجهود الحربي، وقال انها لم تدعم اهالي المناطق الذين يدافعون بأنفسهم عن مناطقهم. وطالب بدرالدين طه أحمد بدعم عاجل لقطاع الزراعة وللانتاج الحيواني من خلال برامج قومية ودعم انتاج الصمغ العربي. الى ذلك، قال العضو شوقي عبدالعزيز انه "لا بد من حل لمشكلة الكهرباء التي اصبحت تؤرق كل ولايات السودان، خصوصاً ولاية الخرطوم الوجه الحضاري للبلاد". واشار الى ان المشكلة الاساسية في هذا الجانب تتعلق بنقص القدرات الفنية التي طالب بتوفيرها. كما طالب بمعالجة الآثار السلبية لعملية تنفيذ أداء الخدمة الوطنية وانتقد التجاهل الكبير للوفاق الوطني من قبل الحكومة. واشار الى انه لا يمكن تحقيق شيء ملموس من دون لم الشمل السوداني. وانتقد العضو الشاعر مصطفى سند وزراء الثقافة المتعاقبين بسبب "تجاهلهم للثقافة كمحور لتنمية المجتمع، وقال ان الوزير الحالي لم يوفر أدنى الامكانات لدعم الثقافة". من جهة اخرى، قرر اعضاء المجلس الوطني رفع جلساتهم وذلك من أجل المشاركة في حملة التعبئة للاستفتاء على الدستور. من جهة ثانية، وصف مدير المجلس البريطاني - السوداني ديفيد هويل اتهام وزيرة التنمية البريطانية للحكومة السودانية بعرقلة ايصال الاغذية للمتضررين في جنوب السودان، خصوصاً ولاية بحر الغزال، بأنه "غير دقيق وسيء التقدير". وقال في مؤتمر صحافي عقده في الخرطوم ان المجلس، وهو جهة غير حكومية، أجرى دراسة شاملة للأوضاع في الجنوب خلص منها الى ان شبح المجاعة الذي يهدد مناطق بحر الغزال يُعزى بشكل رئيسي الى هجمات قوات التمرد اضافة للهجوم الذي شنته قوات كاربينو على مدينة واو مطلع السنة، وأدى الى انفراط الوضع الأمني في المنطقة. وأشار الى دور الحكومة السودانية الايجابي في ايصال الاغاثة للمتضررين في الوقت الذي تباطأت المنظمات الانسانية الدولية في الالتزام ببرامجها. وأضاف هويل، ان الاممالمتحدة نفسها أعلنت في آذار مارس الماضي استئناف رحلات المساعدات الانسانية الى منطقة بحر الغزال. وأوضح ان وكالاتها، وحتى الثاني من الشهر الماضي، ارسلت خمسين رحلة اغاثية الى المنطقة. واشار الى حديث ديفيد فليتشر منسق برنامج الغذاء العالمي في الجنوب الذي عزى سبب المجاعة في بحر الغزال لعدم استجابة المجتمع الدولي لنداء الاممالمتحدة.