أكد السودان استعداده التام للتعاون مع أي جهة في العالم ترغب في نقل مساعدات انسانية الى المتضررين من القتال الذي وقع أخيراً في جنوب البلاد وأدى الى نزوح مئات الآلاف من الأشخاص، وحمّل المتمردين الجنوبيين مسؤولية إعاقة أعمال الإغاثة الدولية، داعياً المجتمع الدولي الى ممارسة ضغوط عليهم لقبول وقف اطلاق النار. وأوضح بيان أصدره وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل في الخرطوم أمس ان حكومته "تسعى الى ضمان نقل كميات من الغذاء والدواء الى المحتاجين في مناطق جنوب السودان المختلفة". وانطلقت حملة عالمية لجمع التبرعات من أجل مساعدة المتضررين في منطقة ولاية بحر الغزال التي شهدت هجوماً شنه المتمردون في بداية العام الجاري وأدى الى تشريد نحو 350 ألفاً من السكان. وأعربت الحكومة في بيانها الذي تلقت "الحياة" نسخة منه أمس عن أملها في تجاوب المجتمع الدولي بتوفير وسائل النقل المطلوبة لتوصيل المساعدات. وأشار الى أن السودان "وفى بكل التزاماته ويرجو أن يتجاوب المجتمع الدولي مع نداءات الاغاثة التي تحتاج الى مبلغ 109 ملايين دولار لعملية نداء السودان للعام 1998". وأشار الى أن استجابة المانحين كانت أقل من ثلث المبلغ المطلوب. ودعا البيان الى ضغوط دولية على "الحركة الشعبية لتحرير السودان" بقيادة العقيد جون قرنق لقبول وقف اطلاق النار. واتهم حركة التمرد الجنوبية بأنها "استغلت سماح الحكومة للأمم المتحدة ومنظماتها بارسال رحلات الى مناطق بحر الغزال فألحقت أضراراً بالغة بالمواطنين وممتلكاتهم". وتناول البيان ما وصفه ب "الحملة الإعلامية الظالمة التي يشنها بعض الدوائر المعادية في شأن موقف الحكومة في المجال الانساني". وأشار في هذا الصدد الى "موافقة الحكومة على فتح كل ممرات الاغاثة. في اقليم بحر الغزال ووصول فرق الأممالمتحدة ومنظمات الاغاثة الى 22 موقعاً هي كل ما طلبته الأممالمتحدة". وانتقد وزير الخارجية السوداني أمس الحكومة البريطانية بشدة، وقال في مؤتمر صحافي ان لندن "ظلت تتخذ باستمرار موقفاً عدائياً من الخرطوم"، وأنها "لم تبد حماساً أو تجاوباً مع كل أطروحات الحكومة في مجال تحقيق السلام". وعبّر عن شكوكه في أن تكون تصريحات وزيرة التنمية الدولية البريطانية كلير شورت التي دعت فيها الى تدخل دولي لوقف معاناة المواطنين الجوعى في جنوب السودان "محاولة لافشال محادثات السلام" بين الحكومة السودانية وحركة التمرد التي تعقد في الرابع من الشهر الجاري في العاصمة الكينية. ودعا الوزير الحكومة البريطانية الى تقديم مساهمة عملية في توصيل الغذاء للمحتاجين في جنوب السودان باقامة جسر جوي لجنوب السودان مؤكداً التزام الخرطوم بتوفير الغذاء لمواطنيه وأن ما يحتاجه فقط هو الطائرات التي تنقل الامدادات. وأشاد الوزير بموقف سفراء الدول الأوروبية في الخرطوم الذي "ثمّن الجهود الحكومية في المجال الانساني" وأشار الى برقيات تلقتها الخرطوم من عدد من المنظمات الدولية أكدت فيها تعاون الحكومة السودانية غير المحدود في المجال الانساني وذكر منها برقية بعثت بها اللجنة الدولية للصليب الأحمر وأخرى من مكتب الأممالمتحدة المكلف متابعة عملية "شريان الحياة".