بدت الأوضاع هادئة في اقليم كوسوفو أمس الاربعاء بعد يوم من سحب ما اتفق عليه مع الحلف الأطلسي من القوات الصربية وعاد اللاجئون بأعداد كبيرة الى ديارهم. ومن جانبه أكد جيش تحرير كوسوفو التزامه وقف النار لكنه رفض الاتفاق الذي أبرمه المبعوث الأميركي ريتشارد هولبروك مع ميلوشيفيتش وطالب الزعماء السياسيين الألبان بعرض نصه الكامل على الرأي العام. جاء ذلك في وقت نسبت صحيفة "كوخا ديتورا" الألبانية الصادرة في بريشتينا أمس الى مصادر أميركية قولها ان وسائل الدفاع الجوي اليوغوسلافية ليست مشمولة باتفاق الانسحاب العسكري من كوسوفو "لأنها من حقوق الجيش اليوغوسلافي للدفاع عن المجال الجوي لبلاده". الى ذلك نقلت الصحيفة عن قائد قوات حلف شمال الأطلسي في أوروبا الأميركي ويسلي كلارك انه "سيبقى 25 ألف جندي وشرطي صربي في اقليم كوسوفو". وأوضح انه تم إعداد صيغة اتفاق عام بين الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش وزعيم ألبان كوسوفو ابراهيم روغوفا "لابرامها من خلال المفاوضات". وقال الأمين العام للحلف خافيير سولانا "على رغم توقف العنف في مشكلة كوسوفو إلا أن الحل السياسي لا يزال بعيد المنال". ويذكر ان الحلف الأطلسي كان قرر أول من أمس الثلثاء ان سحب نحو 4 آلاف عنصر نظامي من القوات المسلحة الصربية في كوسوفو وفر المجال لاستبعاد توجيه ضربات جوية على أهداف يوغوسلافية لكن الألبان اعتبروا ان العدد الذي وافق الحلف على بقائه في الاقليم كاف لمواصلة العنف الصربي ضدهم. وأفاد ناطق باسم المراقبين الدوليين في بريشتينا أمس ان "الأوضاع بدت هادئة في أنحاء الاقليم وجرت الحركة من دون عوائق ما ساعد في عودة اللاجئين بأعداد كبيرة الى ديارهم". والمعروف ان وكالات الاغاثة كانت قدرت عدد الذين شردتهم العمليات العسكرية الصربية في الأشهر السبعة الأخيرة في كوسوفو بأكثر من ربع مليون نسمة وعاش كثير منهم في العراء. وأعلن رئيس الجناح السياسي لجيش تحرير كوسوفو ادم ديماتشي ان القيادة العليا للجيش خولته ان يعلن بأنها "تلتزم وقف النار ما دام الجانب الصربي لا يستفز مقاتليها وأنها ستتعاون مع المراقبين الدوليين". وأكد ديماتشي ان من غير المعقول الطلب من الشعب الالباني القبول باتفاق هولبروك - ميلوشيفيتش "الذي ابرم من دون علم أو مشاركة القيادات الالبانية". وناشد ابراهيم روغوفا وغيره من زعماء ألبان كوسوفو ان "يتخلوا عن التشبث بالسلطة ويطلعوا الشعب الألباني على بنود اتفاق هولبروك - ميلوشيفيتش لأنه لا يجوز أن تبقى معرفته محصورة بثلاثة ألبان فقط".