شرعت مدينة الغردقة، المطلة على سواحل البحر الاحمر، في ارتداء أحلى حللها استعداداً للمهرجان الاول للسياحة والتسوق الذي تنظمه وزارة السياحة المصرية والذي ستدور فاعلياتها في الغردقة والقاهرة، اعتباراً من 20 تموز يوليو 1998 الى 20 آب اغسطس 1998 المقبلين. وشكل محافظ البحر الأحمر اللواء سعد ابو ريدة لجنة عليا لمتابعة استعدادات الغردقة لهذا الحدث السياحي، الذي يعد الاول من نوعه في مصر، والتي ستتمثل بإقامة استعراضات وعروض فنية وفولكلورية، واعداد قائمة بالمتاجر التي ستشارك في المهرجان، ووضع شعار المهرجان على كل متجر، وضوابط وسبل إلزام تلك المحلات بالتخفيضات المقدرة في كل قطاع خلال المهرجان، ورفع مستوى الخدمات في جميع المرافق السياحية في المدينة. كما تقرر تقديم مزيد من التسهيلات للسياح عبر جعل الغردقة دائرة جمركية مستقلة طوال فترة المهرجان، وكذلك تسهيل اجراءات إعادة قيمة ضريبة المبيعات للسياح على البضائع التي يشترونها خلال المهرجان. وقال اللواء ابو ريدة ل "الحياة" إن محافظته ستقدم لزوارها، بالاضافة الى المشتروات، منتجاً سياحياً جيداً وفريداً تدعمه خصومات غير مسبوقة في اسعار الفنادق والقرى السياحية والرحلات البحرية وتذاكر الطيران تصل الى 50 في المئة بالاضافة الى الفاعليات الترفيهية والثقافية والفنية والمسابقات والجوائز. وأضاف ان الهدف هو اتاحة اكبر فرصة لاستمتاع الزوار بشمس الغردقة ومدن المحافظة المشرقة وبحرها ورمالها واسواقها ورخص أسعارها. والغردقة واحدة من ست مدن تتكون منها محافظة البحر الاحمر هي سفاجا ومرسى علم والقصير ورأس غارب والشلاتين. ويستمتع زائر الغردقة بالطبيعة الخاصة للمحافظة، ورؤية البحر الاحمر بمجموعاته السمكية النادرة وشاطئه الساحر الجميل وجزره وجباله الشاهقة التي تحتضن البحر، بالاضافة الى النقوش والمحاجر الاثرية للمحافظة، وتاريخها القديم، إذ كانت الشريان الرئيسي للربط التجاري بين مصر الفرعونية وافريقيا. كما عرفها البطالمة والرومان، كما كانت ملجأ للرهبان من الاضطهاد الروماني. وفي العصر الاسلامي كانت سكناً للقبائل العربية التي استقرت في مصر. قبائل البحر الأحمر وتقيم قبائل من البجة - او البجاة - في محافظة البحر الاحمر الى اليوم وكانوا وثنيين ثم دخلوا الاسلام، ويشبه البجة عرب البادية في الملامح والعادات. وكلمة بجة تعني في الفرعونية "الحارس" او "المحارب" واثبتت كتب التاريخ وعلم المصريات ان المصريين والبجاة كانوا شعباً واحداً. وشارك البجاة قدماء المصريين في اعمال الحرب وحراسة حدود الصحراء. وكانت اسلحتهم في الحرب هي السيف والدرع والسكين المقوسة التي يستخدمونها في العراك وذبح الماشية. وينقسم البجة الى قبائل وعشائر عدة، فهنا يقيم العبابدة وعشائرهم من "العشايات" و"الليكاب" و"الفقراء" و"العبوديون"، ويقطنون الصحراء الجنوبية الشرقية. والبشاريون وعشائرهم "الحمد راب" و"الشقيرات"، وينتشرون على سواحل البحر الاحمر وفي الوديان والمراعي، وبجوار الآبار. والنوبيون وعشائرهم من "البجة" و"العريب"، وهم خليط من ثلاثة اجناس: النوبة الاصليون والعرب والاتراك، ويعرفون باسم "البرابرة". ويتصف بدو وقبائل البحر الاحمر، الذين يستطيع زوار وسياح المحافظة رؤيتهم ومعاشرتهم، بالكرم وحب الضيافة والنجدة والاخذ بالثأر وتعظيم الجميل وتكريم الابل واحترام العرض والوفاء بالعهود والافتخار بالنسب وكره التقيد بنظام والجرأة في طلب الحق وحب المساواة والحرية والشورى في الشؤون العامة. وتسكن قبائل بدو البحر الاحمر خياماً تحيكها النساء من الصوف، وتبنى على شكل ظهر ثور. ويرتدون ثوباً يسمى "ابو قردان"، يتكون من قميص قصير فوقه قميص طويل من قماش يسمى "الخام" او "البفتة" ويرتدي البعض "القفطان" ويلبسون فوق الكل عباءة سوداء تدعى "دقية" اما النساء فيلبسن ثوب ابو قردان لونه ازرق، ويتحزمن بحزام من شعر صوف اسود او ابيض.. اما عملهم فهو الرعي والزرع عند نزول المطر. وهم الى ذلك يستخدمون الاعشاب الطبيعية لعلاج الكثير من الامراض بالاضافة الى "الكي" لعلاج امراض وآلام الرأس والمعدة والظهر. معالم تاريخية وتعج مدينة الغردقة ومحافظة البحر الأحمر بالفنادق والقرى السياحية ومنتجعات السياحات العلاجية والترفيهية، كذلك سياحة السفاري والمغامرات والرياضات البحرية. وتنتشر الآثار التاريخية في أرجاء المحافظة مثل مناطق جبل الدخان ووادي خريف ووادي الحمامات والكثير من القلاع والحصون العريقة مثل قلعة القصير الاسلامية، بالاضافة الى المعالم التاريخية الدينية مثل دير الانبا انطونيوس ودير الانبا بولا وضريح العالم والقطب ابو الحسن الشاذلي في وادي حميشرة.