"لاعب كرة القدم في القرن المقبل" موضوع ندوة أقيمت على هامش المونديال الفرنسي، وقد تطرّق خلالها المشاركون الى الصورة المتوقعة لللاعب من خلال التطور الكبير في الاعداد البدني والخططي وكثافة المباريات وبرامج المسابقات. واذا اخذنا في الاعتبار البرازيلي رونالدو نموذجاً لللاعب المميز الذي يحتاج الى مدافعين اثنين على الاقل ليحدّا من اختراقاته في احيان كثيرة، فان التركيز الاساسي بات منصباً على ان كرة القدم الحديثة تتطلب لياقة بدنية اكثر من ممتازة. فاللاعب حالياً يجري نحو 10 كلم خلال المباراة الواحدة، اي مرتين ما كان يفعله منذ 25 عاماً. وأظهرت دراسة احصائية علمية صدرت في الآونة الاخيرة ان اللاعب كان يقوم بانطلاقات سريعة قصيرة 70 مرة العام 1947 وقد اصبحت 140 مرة العام 1970 وارتفعت الى 195 مرة العام 1989. وبالنسبة الى قامات اللاعبين فان معدل الطول لم يتجاوز 1.80م الا عند فريق واحد العام 1974، بينما لم يتجاوز هذا المعدل 1.75 عند فريقين فقط العام 1994. وجاء في الدراسة ان كرة القدم الحديثة تتطلب من اللاعب المحترف استغلال المزايا الفنية الخالصة المتمثلة بقوة التحمّل والسرعة والحسّ التقني خلال المباريات الى اكبر درجة ممكنة، لذا لم يعد المدافع مختصاً فقط بوظائف مركزة ولم يعد المهاجم مطالباً بالبقاء متحفزاً لتلقي الكرات التي ينفذ من خلالها الى منطقة الخصم وهزّ شباكه، بل المطلوب منه ان يستوعب تماماً ردّة فعل اللاعب المنافس ويضبط تركيزه الى اقصى درجة. وعرضت خلال الندوة مشاهد من مباريات من المونديالات السابقة على سبيل المقارنة. وجاءت الخلاصة ان شمولية الوظائف جعلت حارس المرمى يقوم بدور الظهير القشاش "الليبرو"… وفي ما يتعلق بلاعب القرن المقبل اعتبر المحاضرون وهم مجموعة من اساتذة الاعداد البدني المهارات الحركية والباحثين في مجال "البيوميكانيك" في المعهد العالي الوطني الفرنسي لاعداد الرياضيين المتفوقين. ومن مركز كاليفورنيا الجامعي للابحاث الرياضة، ان مباريات المونديال الفرنسي ستشكل اساساً لدراسات معمّقة حول المتطلبات البدنية للاعب القرن ال 21، وعليه بالدرجة الاولى ان يوازن بين متطالباته الحياتية والمتطلبات التي تفرضها المباريات المكثفة والقوية والسفر الطويل والدائم والتدريب اليومي المبرمج لذا لن يكون لاعب القرن المقبل صياد اهداف فقط مثل رونالدو او قائد اوركسترا في خط الوسط مثل ميشال بلاتيني في عقد الثمانينات، بل رياضياً ارادته من فولاذ، صافي البصر والبصيرة، على درجة عالية من الأداب وبوتيرة مرتفعة طوال الموسم ليجاري منافسيه في الفريق والفرق الاخرى طوال الموسم المتطلب"