كان لفرنسا يوما ما منتخبان برونزيان فازا بالمركز الثالث في كأس العالم عامي 1958 و1986، الاول بقيادة كوبّا وفونتين والثاني بقيادة بلاتيني وجيريس وتيغانا. ولانها ستستضيف كأس العالم للمرة الثانية بعد 1938 تأمل فرنسا بان ينقلب البرونز ذهباً . والطموح مشروع ليس لعاملي الارض والجمهور فقط بل لامتياز الفرنسيين دفاعاً ووسطاً، ولو كانوا يملكون مهاجماً واحداً من مستوى عالمي لصبت الترشيحات في خانتهم وليس في خانة البرازيليين. المشاركة الفرنسية المقبلة هي العاشرة لها في المسابقة، وكم تحسرت، بل وبكت، عندما حُرمت من خوض مونديال 94. ففي مباراة فاصلة ضد بلغاريا على ملعب بارك دي برانس في باريس في 7 تشرين الثاني نوفمبر سجل اميل كوستادينوف هدفاً في مرمى الفرنسيين في الثانية الاخيرة وكان هؤلاء يحتاجون الى التعادل لا اكثر. وفازت بلغاريا بهدفين لواحد وتابع الفرنسيون مباريات المونديال الاميركي تلفزيونياً. وقد طار رئيس الاتحاد جان فورنيه فايار بسبب ذلك والمدرب جيرار هويّيه وعفين كلود سيمونيه وايميه جاكيه مكانهما، والاخير بصفة مؤقتة. ومع النتائج الجيدة لجاكيه بفضل جيل من اللاعبين الجدد الموهوبين ونجاح منتخبه في بلوغ نهائيات كأس الامم الاوروبية 1996 تم تثبيته في منصبه الى ان ينتهي مونديال 98 سيحل محله بعد ذلك جان تيغانا. مشكلة هجومية وفي المسابقة الاوروبية اعجب الكثيرون بدفاع فرنسا ووسطها ورثوا لحالها هجومياً لان الخط الامامي لم يضم الا لاعباً واحداً. وبالتالي، لم تسجل اي هدف في الدورين ربع النهائي ونصف النهائي، واذا ابتسمت لها ركلات الترجيح في المرة الاولى وهزمت هولندا فانها لم تبتسم في المرة الثانية وخسرت امام تشيخيا. والواقع ان جاكيه جرب الكثيرين خلال المباريات الرسمية الخاصة ببطولة الامم الاوروبية 26 مباراة منذ مطلع 96 حتى اليوم وقد اسفرت عن 16 فوزا و7 تعادلات و3 خسائر مع 41 هدفا مقابل 16، لانه كان يريد الوقوف على تشكيلة اساسية شبه نهائية من دون ان يوفق، حتى انه اختار قبل 6 أيام لائحة اولية من 28 لاعباً للنهائيات فانتقدته الصحف لمماطلته وقالت فيه احداها انه "ليس رجل الساعة". وما زاد في حيرة جاكيه امران. الاول هو ان جميع الذين جربهم في خط الهجوم لم يقنعوا بدرجة كافية وليسوا من عيار دولي، والثاني، المناقض للاول، هو ان فرنسا باتت تملك عددا كبيرا من افضل لاعبي العالم دفاعا ووسطاً، ولرفعة مستوياتهم اغرتهم اندية عريقة ايطالية واسبانية والمانية وانكليزية بالانضمام الى صفوفها فارتقت مستوياتهم اكثر. وهناك ثلاثة فرضوا انفسهم في الاسابيع القليلة الاخيرة هم ثلاثي ارسنال بطل الدوري الانكليزي ايمانويل بوتي وكريستيان فييري ونيكولا انيلكا. وفي التشكيلة الاولية 9 محليين فقط، منهم لوران بلان وكريستيان دوغاري اللذان كانا يلعبان في الخارج قبل ان يعودا الى فرنسا، مقابل 19 محترفاً في الخارج. لذا، فان جاكيه متردد حتى اليوم في خياراته. ويردد جاكيه: "هدفنا الوحيد هو احراز الكأس ولا شيء غيرها، انها فرصة نادرة لنا لاننا الدولة المنظمة مع منتخب عمل بجهد دائم على مدى ثلاث سنوات". لكن المدرب لو يوضح كيف. ومع مشكلات برنار لاما "الكييف" وانتقاله الى وست هام الفرنسي صار فابيان بارتيز اساسياً. وفي الدفاع هناك ليليان تورام ولوران بلان ومارسيل دوسايي وبيكسنت ليزاراتزو. ولكل من هؤلاء احتياطي لا يقل عنه كفاءة. وفي الوسط قائد غير عادي هو زين الدين زيدان حامل لقب ثالث افضل لاعب في العالم 1997 بعد البرازيليين رونالدو وروبرتو كارلوس فضلا عن لاعب مكافح كالنملة هو ديدييه ديشان وثالث هو كريستيان كاريمبو الذي يجيد الدفاع والهجوم وبديله هو برنار ديوميد ورابع متخصص في الدفاع هو الن بوغوصيان أو ايمانويل بوتي. وتبقى مشكلة الهجوم: هناك يوري دجوركاييف غير المستقر في مستواه والذي اذا ما انسجم مع زيدان سيكونان قادرين على اقلاق راحة اي دفاع، وهناك من حيث المبدأ ستيفان غيفارتش مهاجم اوكسير. واذا لم يوفق الاخير فربما يُمنح احد الشابين دافيد تريزيغيه ونيكولاس انيلكا الفرصة. ولا يعرف احد لماذا اختار جاكيه مهاجم مرسيليا دوغاري مع انه لم يقدم شيئا حتى اليوم. خلاصة القول ان فرنسا تملك من المقومات ما يجعلها قادرة على المنافسة على اللقب اذا ما احسن جاكيه الاختيار شرط الا يعاندها الحظ، وهذا ما حصل لها امام المانيا في نصف نهائي 1986. اللاعبون المتوقعون فابيان بارتيز،حارس موناكو، 26 عاماً و11 مباراة دولية، حل محل برنار لاما حارسا اساسياً، تطور اداؤه داخل منطقة الجزاء، وهو يهوى رياضة الغطس ايضاً. برنار لاما، حارس وسات هام الانكليزي، 35 عاماً و36 مباراة، كان من ابرز عناصر باريس سان جرمان مع شيء من عدم الاستقرار في المستوى الى ان اكتُشف تناوله حشيشة الكيف فتم ايقافه شهرين فانتقل الى انكلترا ولعب مباريات قليلة مع وست هام ليضمن بقاءه في صفوف المنتخب. ليونيل ليتيزي، حارس متز، 25 عاما ومباراتان دوليتان امام جنوب افريقيا ثم روسيا. ليونيل شاربونييه، حارس اوكسير، 31 عاماً ومباراة واحدة عندما حل محل بارتيز خلال اللقاء ضد ايطاليا، يتنافس مع ليتيزي على مركز الحارس الثالث في المنتخب. لوران بلان، مدافع مرسيليا، 32 عاماً و66 مباراة دولية، احد اعمدة المنتخب، لعب مع برشلونة الاسباني قبل ان يلبي نداء مرسيليا، يتقدم دائما للاستفادة من الكرات الثانية وسجل منها 12 هدفاً معظمها بالرأس. مارسيل دوسايي، مدافع ميلان الايطالي، 29 عاما ً و40 مباراة، يلعب في خط الوسط مع ناديه، يشكل مع بلان ثنائياً قوياً. ممتاز بدنياً وقادر على الرقابة الفردية. فرانك لوبوف، مدافع تشلسي الانكليزي، 30 عاماً و12 مباراة. انضم متأخرا الى المنتخب بعدما صار اساسيا في صفوف تشلسي. سجل هدفين دوليين. ليليان تورام، مدافع بارما الايطالي، 26 عاماً و31 مباراة، يجيد كل فنون اللعبو ويلبي ايضا متطلباتها الهجومية، يعتبر من افضل الذين يشغلون مركز الظهير الايمن في ايطاليا واوروبا. بيكسنت ليزاراتزو، مدافع بايرن ميونيخ الالماني، 28 عاماً و30 مباراة ، غاب موسما كاملا بعد عملية جراحية في الركبة ولعب ودياً ضد السويد في 22 نيسان ابريل الماضي فحجز مكانه في المونديال، ظهير ايسر مميز وسريع ويساند الهجوم على طراز سلفه مانويل اموروس. فنسان كانديلا، مدافع روما الايطالي، 24 عاماً و9 مباريات، كان لاعبا مغمورا في غانغان الى ان انضم الى روما فصار دولياً، اساسي اذا اعتمد جاكيه اللعب باربعة مدافعين. مارتان دجيتو، مدافع موناكو، 23 عاماً و3 مباريات، خاض موسما جيدا مع ناديه ومتخصص في الرقابة الفردية. بيارليغل، مدافع سمبدوريا الايطالي، 27 عاماً و8 مباريات، يلعب في اكثر من مركز وقد سجل هف الفوز في مرمى اسكتلندا في تشرين الثاني نوفمبر الماضي. الن بوغوصيان، لاعب وسط سمبدوريا، 27 عاماً و5 مباريات كانت الاولى امام جنوب افريقيا، يلجأ اليه جاكيه عندما يعتمد طريقة الدفاع بثلاثة لاعبين. ايمانويل بوتي، لاعب وسط ارسنال، 27 عاما و18مباراة، اختير ابرز لاعب شاب في فرنسا عام 1990 وفاز مع موناكو بكأس فرنسا 1991 ودوري فرنسا 97 قبل ان يسهم في فوز ارسنال بدوري انكلترا 1998. باتريك فييرا، لاعب وسط ارسنال، 22 عاماً و6 مباريات، من اصل سنغالي، قوي بدنيا 91،1 م، لعب دورا بارزا في فوز ارسنال ببطولة انكلترا. كريسيتيان كاريمبو، لاعب وسط ريال مدريد، 27 عاماً و30 مباراة دولية، يجيد اللعب في جميع مراكز خط الوسط والهجوم من الجهة اليمنى، اختلف من ناديه السابق سمبدوريا ثم انضم الى ريال مدريد فبقي مكانه في المنتخب محفوظاً. زين الدين زيدان، لاعب وسط يوفنتوس، 26 عاما و31 مباراة دولية، خليفة ميشال بلاتيني في النادي والمنتخب، نجم يوفنتوس الاول وتعلق عليه فرنسا امالاً كبار لقيادة المنتخب الى كأس العالم. لمساته ساحرة ولا تنقصه سوى الجرأة على التسديد لكنه حاول ان يغطي هذا العيب في الفترة الاخيرة وعرف بعض النجاح. ديدييه ديشان، لاعب وسط يوفنتوس، 29 عاماً و67 مباراة اعتبارا من 1989، الرابع في لائحة اكثر اللاعبين الفرنسيين الذين خاضوا مباريات دولية بعد مانويل اموروس 82 ومكسيم بوسيس 76 وميشال بلاتيني 72. قائد المنتخب الحالي وهمزة وصل ضرورية بين الدفاع والوسط. ابرز ما حققه كان الفوز بكأس ابطال اوروبا مع مرسيليا ويوفنتوس عامي 93 و96. صبري لموشي، لاعب وسط اوكسير، 26 عاماً و11 مباراة، تونسي الاصل، اصيب ضد تركيا في تشرين الثاني نوفمبر 1996 ثم غاب طويلا عن صفوف المنتخب. لكنه استعاد مستواه العالي في الاسابيع الاخيرة فطالب النقاد بعودته وهذا ما حصل. ابراهيم با، لاعب وسط ميلان الايطالي، 25 عاماً و8 مباريات كانت الاولى ضد البرتغال مطلع 1997 عندما سجل هدفا، غير مستقر في مستواه وغير منضبط تماماً كمثله الاعلى وهو لاعب كرة السلة الاميركي دينيس رودمان وقد صبغ شعره بلون اشقر على غراره. يوري دجوركاييف، مهاجم انتر ميلان الايطالي، 30 عاماً و35 مباراة دولية، يلعب في خط الوسط ايضا، نادى النقاد دائما بأن يلعب الى جانب زيدان لان انسجامهما سيزيد من فرص فرنسا في الفوز. روبير بيريس، مهاجم متز، 24 عاماً و11 مباراة، جناح ايسر ويميل الى اللعب في خط الوسط، من الصعب ان يكون اساسيا. برنار ديوميد، مهاجم اوكسير، 24 عاماً و3 مباريات، ضمه جاكيه عندما لعب المنتخب ضد اسبانيا في كانون الثاني يناير الماضي. ينسجم مبدئيا مع زميله في النادي ستيفان غيفارتش، لا يحرز اهدافا كثيرة وافضل ما عنده هي التمريرات العرضية الجانبية. ستيفان غيفارتش، مهاجم اوكسير، 27 عاماً و5 مباريات، افضل هداف في الملاعب الفرنسية في الموسمين الماضي والحالي، سجل هدفا في مباراته الدولية الاولى امام جنوب افريقيا في تشرين الاول اكتوبر الماضي ولم يسجل غيره. استعداده البدني جيد 84،1 م. دافيد تريزيغيه، مهاجم موناكو، 20 عاماً و3 مباريات، من اصل ارجنتيني، مهاجم موهوب ويحتاج الى الخبرة، لو وفق في اغتنام الفرص الكثيرة التي سنحت له في مبارياته الدولية الاولى لصار رئيسياً في التشكيلة. لعب في بلده الاصلي مع بلاتنسي وعندما اراد الانضمام الى نادي العاصمة سان جرمان رُفض. نيكولا انيلكا، مهاجم ارسنال، 19 عاماً ومباراة واحدة كانت امام السويد، فرض نفسه اساسيا بسرعة مذهلة في صفوف الفريق اللندني واحتل مكان الدولي ايان رايت و اسهم في فوزه ببطولة الدوري فضُم الى المنتخب. كريستيان دوغاري، مهاجم مرسيليا، 26 عاماً و21 مباراة، لم يسجل اكثر من هدفين دوليين، يصنع الفرص اكثر مما يسجل لذا لم ينجح كثيرا في الاندية التي تعاقب عليها خصوصا ميلان الايطالي وبرشلونة الاسباني. البطاقة مساحة فرنسا 549192 كلم مربعا وعدد سكانها 500،58 مليون نسمة. انضم اتحاد كرة القدم فيها الى الاتحاد الدولي عام 1904. عدد الاندية 21104 وعدد اللاعبين 2 مليون و86 الفاً. شاركت في كأس العالم 9 مرات في 30 و34 و38 و54 و58 و66 و78 و82 و86، فازت في 15 مباراة وتعادلت في 5 وخسرت 14، لها 71 هدفا وعليها 56. حلت ثالثة عامي 58 و86 ورابعة عام 82. أبرز انجازاتها: بطلة اوروبا 84 وذهبيه اولمبياد 84.