أجواء كرنفالية، وإعلانات تجارية، وبرامج مونديالية، واستوديوات تحليلية ستحتل صدر الشاشات العالمية والعربية طوال شهر على خلفية الحدث الرياضي الأهم والأشهر عالمياً، كأس العالم لكرة القدم المعقود في القارة الأفريقية للمرة الأولى في تاريخه، اذ تحتضن جنوب أفريقيا فعالياته من 11 حزيران (يونيو) الجاري حتى 11 تموز (يوليو). قدوم المونديال يعني ارتباط غالبية سكان المعمورة بالتلفزيون لساعات أطول من المعتاد خصوصاً في ظل تنافس محموم بين القنوات الناقلة للحدث من جهة استخدام أفضل تكنولوجيا متاحة في نقل الصورة ودرجة الوضوح، وعدد الكاميرات وإعادة اللقطات المهمة والجرافيك، وكأن الكل يعمل وفي الذهن مقولة لاعب كرة القدم السابق والمدرب البريطاني بيل شانكلي: «أن تكون الأول فهذا يعني أن تكون الأول، وأن تكون الثاني فهذا يعني أنك لا شيء». تتنافس الشاشات على تقديم مُنتج برامجي رياضي جذاب ومتميز تدعمه تحليلات خبراء الكرة خصوصاً أن فضائيات عالمية عدة من بينها الجزيرة الرياضية تتطلب دفع مبالغ معينة مقابل مشاهدة مباريات المونديال وبرامجه بعد أن كانت التلفزة الوطنية المحلية في غالبية البلدان تتكفل بنقل تلك المباريات لجمهورها مجاناً. وما يميز البطولة هذا العام هو نقل 29 كاميرا للمباراة الواحدة، وسيرتفع العدد الى 32 في المباريات المهمة والأدوار النهائية، وهو ما يحدث للمرة الأولى على مدار بطولات المونديال. وتنحصر المنافسة الشرسة في العالم العربي من جهة البرامج التلفزيونية المواكبة للحدث المونديالي، بين «دبي الرياضية» و «أبو ظبي الرياضية» و«نايل سبورت» المصرية و «الجزيرة الرياضية» التي تتميز عن القنوات السابقة في كونها الناقل الحصري للمباريات في المنطقة مع إمكان التغطية والتصوير المباشر من أرض الملعب وهو ما يرجح كفتها إلى حد كبير. تعد «الجزيرة» الأفضل من جهة البرمجة واستديوات التحليل ونقل كواليس البطولات، إذ مهدت القناة للبطولة عبر بثّ مباريات عدة من المونديالات السابقة، مع بث برامج بعضها يؤرّخ للبطولة وبعضها للتعريف بالمنتخبات المشاركة. كما تعاقدت الجزيرة مع نجوم ومدربين عالميين لتحليل المباريات من أرض الحدث مثل: غراهام سونيس وتريفور فرانسيس وغلين هودل وراي ويلكنز. وستبث القناة التعليق على المباريات بثلاث لغات هي العربية والإنكليزية والفرنسية. كما سيتمكن الجمهور العربي من مشاهدة مباريات كأس العالم بالتقنية العالية الجودة HD، فضلاً عن بثّ عدد من المباريات بالتقنية الثلاثية الأبعاد 3d. وتعد برامج «العرب في المونديال»، و «بوابة المونديال»، و «بوابة جنوب أفريقيا»، و «الطريق إلى المونديال الأفريقي» أبرز البرامج التي تسبق انطلاقة البطولة، في حين سيذاع خلال المونديال برنامج يومي قصير يتابع أبرز ما قيل في المونديال لذلك اليوم. ويشمل «صباح المونديال» كل ما يحيط بالبطولة، إذ يتخلله موعد مع الصحافة عبر تقديم فقرات تستضيف صحافيين رياضيين عرباً وأجانب، بينما يتخصص «مونديال الجزيرة» في نقل كل كواليس المونديال داخل وخارج المستطيل الأخضر. في المقابل تذيع قناة دبي الرياضية برنامجين عن المونديال هما: «عين على المونديال»، و «العد التنازلي»، في حين تذيع «أبو ظبي الرياضية» برنامج «مدار المونديال». من جهة أخرى، التزمت الجزيرة بالعقد الذي وثقه اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري مع المونديال قبل بيعه للجزيرة، وينص العقد على إذاعة 22 مباراة على قناة نايل سبورت art (من خلال بثها الأرضي) 14 مباراة في الدور الأول ومبارتين في دورال 16، ومباراتين في دور ربع النهائى، ومباريات تحديد المركزين الثالث والرابع، والمباراة النهائية مقابل 120 مليون جنيه. وكانت نشبت أزمة بين «الجزيرة» والاتحاد تتعلق برغبة «الجزيرة» في البث حصرياً، ورفضها إعطاء حقوق البث ولو أرضياً إلى أي قناة إلى أن تمت التسوية بين اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري والجزيرة. وتنافس نايل سبورت على الكعكة المونديالية ببرامج متنوعة، إضافة إلى الاستوديوات التحليلية التي سيتولى تقديمها طاهر أبو زيد وتامر صقر، والمحللون فاروق جعفر وعلي أبو جريشة وخالد بيومي، فضلاً عن برنامج يومي طوال فترة البطولة يقدمه الخبير الكروي علاء صادق هو برنامج «المونديال... أسرار وأخبار». وتبث القناة قبل انطلاقة المونديال برنامجين تمهيديين عن البطولة وتاريخها والفرق المشاركة وهما: «مونديال 2010»، و «المونديال أسرار» عن تاريخ البطولة ويقدمه علاء صادق. وتنقل القناة نبض الشارع من جنوب أفريقيا مع إلقاء الضوء على معالمها السياحية والاستعدادت للمونديال عبر تقارير تلفزيونية في خطوة للتحايل على تشديد الجزيرة على الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عدم دخول أي قناة لتغطية كواليس المباريات إلا الناقلة للبطولة. وعلى رغم اقتراب موعد البطولة إلا أنها تطل برأسها على استحياء في مصر على عكس ما هو معتاد، نظراً الى موسم الامتحانات، فضلاً عن أن حقوق البث الحصرية لنقل مباريات البطولة في العالم العربي التي انفردت بها شبكة تلفزيونية واحدة هي «الجزيرة» بددت آمال الطبقتين البسيطة والمتوسطة، وهما القاعدة العريضة في مصر، في متابعة جميع المباريات لعدم استطاعتهما شراء بطاقة الاشتراك التي تبلغ قيمتها 100 دولار. لذا، سيكتفي القطاع العريض من المشاهدين في مصر بمتابعة ال 22 مباراة التي ستذاع أرضياً فقط.