مونبلييه، سانت اتيان فرنسا - "الحياة" ، أ ف ب - تقام اليوم مباراتان ضمن المجموعة الثانية في المونديال الفرنسي. وستخوض إيطاليا الساعة 00،19 بتوقيت غرينيتش في مونبلييه، اختباراً صعباً أمام منتخب كاميروني أثبت أن لديه الكثير من القوة والمهارة اللتين يمكن ان يقلق من خلالهما أي منتخب في المسابقة. وفي الرابعة والنصف في سانت اتيان مواجهة بين منتخب تشيلي متمكن فنياً وآخر نمسوي قوي بدنياً وجيد تنظيماً. ايطاليا - الكاميرون يعلم مدرب ايطاليا تشيزاري مالديني تماماً ان منتخبه قد يعاني أكثر مما عانى عندما تعادل في اختباره الاول ومنتخب تشيلي 2-2 لان الكاميرونيين أقوى بدنياً من التشيليين ولا يقلون عنهم مهارة. الى ذلك فان مدربهم الفرنسي كلود لوروا استراتيجي ومنظّر من الدرجة الاولى. لذا فان الاختبار غير مأمون، والطليان بالذات سرقوا النقطة بركلة جزاء متأخرة. ولا يزال مالديني حائرا في اختيار التشكيلة المناسبة التي ستواجه الكاميرون وفي اختيار الخطة: هل يلعب بمهاجمين او بثلاثة مع كل انعكاسات كل خيار على بقية الخطوط؟ وتطالب ايطاليا برمتها بمشاركة ثلاثي الهجوم روبرتو باجيو واليساندرو دل بييرو وكريستيان فييري معاً، بيد ان القرار في يد رجل واحد هو مالديني. ولان الاخير محافظ بطبيعته ولا يركب المخاطرة عشوائياً في مرحلة تقترب من الحسم، فانه سيشرك اغلب الظن باجيو وفييري اساسيين على ان يحل دل بييرو مكان احدهما في منتصف الشوط الثاني. وركز مالديني في التمارين الاخيرة على اشراك الثلاثي المذكورفي فريق واحد وكانت النتيجة ايجابية لكن ذلك لا يعني اطلاقاً أنه سيضع تجاربه قيد التنفيذ. وفي الوسط سيلجأ مالديني بلا شك الى اجراء بعض التغييرات ومن المرجح ان يدفع روبرتو دي ماتيو وانجيلو دي ليفيو الثمن لمصلحة لويجي دي بياجيو وفرانشيسكو مورييرو، وفي الدفاع قد يلعب المخضرم جوزيبي برغومي مكان اليساندرو كوستاكورتا في حال عدم تعافي الاخير من اصابة في ساقه. وبرغومي هو الوحيد الباقي من المنتخب الذي احرز كأس العالم عام 1982 والذي واجه الكاميرون في مونديال اسبانيا حيث تعادل الفريقان 1-1. اما الكاميرون فكانت في طريقها الى تحقيق فوز ثمين عندما تقدمت على النمسا 1-صفر حتى الوقت بدل الضائع قبل ان يعاقبها المخضرم انطون بولستر. وقدم المنتخب الافريقي عرضاً رجولياً بقيادة المدافع ريغوبرت سونغ، ولن يكون خصماً عادياً ضد ايطاليا. ويقول لوروا : "نحترم المنتخب الايطالي لكنه لا يخيفنا". ورغم صغر سنه يعتبر سونغ الذي يحتفل بعيد ميلاده الثاني والعشرين مطلع الشهر المقبل، ركيزة المنتخب الكاميروني الاساسية وقائدا داخل الملعب وخارجه على حد سواء. وريغوبرت المعروف ب "ريغو" مشهور بقدرته على تلطيف الاجواء بعد الهزائم ويلقب بالمهرج. ويملك سونغ طموحات كبيرة في هذا المونديال، وقد كلف مسؤوليات جديدة في المنتخب، وكان وجوده ملحوظاً الخميس الماضي ضد النمسا. وطلب منه مدرب المنتخب ان يكون قدوة رفاقه. ويوضح ريغو: "يتلخص دوري في ان اكون قائدا للمنتخب" مشيراً الى انه يحب هذه المهمة لانها تتناسب ومميزاته وشخصيته وطريقة تصرفه في الملعب. ويتابع: "من حظي اني عرفت المونديال الاميركي قبل اربع سنوات اذ سمح لي بالقاء نظرة مختلفة على الامور". وقد شارك سونغ في مباراتين في نهائيات كأس العالم 1994 وطرد في الثانية امام المنتخب البرازيلي العتيد، ويعترف بان الانسان لا يولد مع الخبرة بل انه يكتسبها خلال المباريات العالية المستوى التي خاضها مع نادي متز الفرنسي او منتخب بلاده. لكن رغم هذا كله يبدو ريوغوبرت سونغ بضفائره وضحكته الصاخبة وكأنه لا يزال طفلاً. وهو لا ينفي ذلك. النمسا - تشيلي سيحتفل مهاجم النمسا انطون بولستر بمعادلته الرقم القياسي المحلي في عدد المباريات الدولية المسجل بأسم غيرهارد هانابي 93 مباراة منذ عام 1950 عندما يقود رفاقه لمواجهة تشيلي وثنائيها الرهيب ايفان زامورانو ومارتشيلو سالاس. ويعترف بولستر "بعد العرض الكبير الذي قدمته تشيلي ضد ايطاليا فان كفتها ارجح للتغلب علينا خصوصا بوجود زامورانو وسالاس". وسبق لبولستر ان لعب الى جانب زامورانو في اشبيلية الاسباني، ويقول: "كانت تجربة مفيدة وكبيرة لي باللعب الى جانب ايفان، وانا احترمه داخل الملعب وخارجه، واتطلع لرؤيته مجددا". والتقى المنتخبان للمرة الاخيرة في النهائيات في مونديال اسبانيا عام 1982 وفازت النمسا 1-صفر. ويقول بولستر "سأكون سعيدا لو انتهت مباراة الغد بالنتيجة ذاتها. بيد ان سالاس قد يكون له رأي مخالف. ويلعب التشيليون كرة حلوة ومتوازنة ولو أن الالتحام البدني سيصب في مصلحة منافسيهم باستثناء سالاس وزاموانو اللذين تحملا الكثير من الدفاع الايطالي بقدرتهما الفائقة على الارتقاء وتميزهما في العاب الهواء. وربما تقرر حالة مفاتيح المنتخب النمسوي وهم بولستر وهرتسوغ وفايرزينغر وبفيفر وبفايفنبرغر النتيجة.