الموقف في المجموعة الثانية لمونديال فرنسا غامض فعلاً، والتصريحات الصادرة عن مدربي منتخبات ايطالياوتشيلي والنمسا متحفظة ومقتضبة وتكاد تكون بالنسبة الى مدرب الكاميرون غير موجودة. واعتاد منتخب ايطاليا تعريض نفسه للمفاجآت، لذا لم يقل مدربه تشيزاري مالديني جهارةً انه ضامن تخطي الدور الاول، وتمنى مدربا تشيلي والنمسا نيلسون اكوستا وهربرت بروهاسكا التقدم الى أبعد نقطة ممكنة، أما مدرب الكاميرون كلود لوروا، فبقي صامتاً مع انه متحدث لبق لأنه صحافي معروف في فرنسا وافريقيا. ومع ذلك، يجوز القول ان الايطاليين قادرون على الظهور بمظهر مختلف في النهائيات قياساً على ما كانوا عليه في التصفيات لأن رهبة التأهل زالت، ولأن مالديني حفظ الدرس حيث لا يوجد في مجموعته منتخب في مستوى منتخب انكلترا الذي سبقه الى التأهل. بمعنى ان الايطاليين لن ينتهجوا الدفاع في مبارياتهم الثلاث الاولى ولن يلعبوا بطريقة واحدة نظراً لاختلاف المدارس التي يواجهونها... النمسويون أقوياء بدنياً ومفاتيح اللعب عندهم معروفة وهناك من يعرف كيف يتعامل معها من خلال المراقبة اللصيقة، والتشيليون خطيرون إفرادياً خصوصاً في الهجوم لكن سالاس وزامورانو قد لا يقدرون على شيء أمام دفاع عرف دائماً بتفوقه. اما الكاميرونيون فلم يصلوا بعد الى درجة تمكّنهم من إقلاق راحة المنتخب "الآزوري" الا اذا ظهر فجأة روجيه ميلا آخر. واذا سلّمنا بأن المنطق سيفرض نفسه وستبلغ ايطاليا الدور الثاني، فان التكهن بهوية المنتخب الذي سيرافقه الى الدور الثاني يحتاج الى "منجم مغربي" بالتأكيد. وأسهل القول هو الاعتراف بأن فرص الكاميرون والنمسا وتشيلي متساوية. والقول نوع من الهروب منعاً للتورط!