لا تعني تصفيات كأس العالم الكثير لايطاليا طالما ان التأهل حصل، و"البركة" بالنهائيات وحدها. اي ان معاناة المنتخب "الآزوري" في حجز بطاقته الى مونديال فرنسا صارت في خبر كان، وما يملكه الايطاليون من قدرات سيمكنهم من القيام بدور اساسي، من حيث المبدأ وعلى ضوء التراث والتقاليد. وتاريخ المسابقة يشهد على ذلك. والمهم ان يكون مزاج الايطاليين رائقا اذا ما ارادوا ان يكرروا الانجاز الذي حققوه في 34 و38 و1982، فإذا لم يكن كذلك سيستقبلهم مناصروهم بالبيض والبندورة الطماطم على غرار ما فعلوا بهم بعدما سقطوا امام الكوريين الشماليين المجهولين في مسابقة 1966. وربما يتفاءل الايطاليون هذه المرة لسببين: الاول انهم فازوا بلقب 1938 على الاراضي الفرنسية ذاتها، اما الثاني فهو انهم اعتادوا في المسابقات الحديثة ان يكون بعد العسر يسر. ففي 1982 مثلا سجلوا ثلاثة تعادلات في الدور الاول امام الكاميرون وبولندا والبيرو قبل ان يتعملقوا بعد ذلك. وفي 1994 حلوا في المركز الثالث بعد المكسيك وجمهورية ايرلندا في نهاية الدور الاول ولم يتخلصوا في الدور الثاني من نيجيريا الا بركلات الترجيح قبل ان يمضوا قدما الى مباراة القمة. وفي تصفيات 1998 بدأ كل شيء بداية مثالية في عهد المدرب العجوز تشيزاري مالديني الذي حل محل البرغماتي اريغو ساكي لان المنتخب تغلب على مضيفه الانكليزي بهدف واحد لزولا. لكن النتيجة كانت سرابا باعتبار ان الزرق فرطوا بنقاط ثمينة عندما تعادلوا سلبا مع بولندا وجورجيا ثم مع انكلترا فحلوا في المركز الثاني وتوجب عليهم مواجهة روسيا في دور فاصل. وكم كان صعبا الا تتأهل ايطاليا. فعشاقها كثر فعلا والمردود السلبي سيؤثر كليا ً على مستقبل اللعبة واللاعبين. ثم انها تملك اهم مختبر كروي في العالم، حتى لو حاولت اسبانيا ان تخطف هذا اللقب منها. مسابقاتها محط اهتمام دائم والنجوم العالميون في انديتها بالعشرات والمتابعون بالملايين وشمس الالقاب تكاد لا تغيب عنها. وكرة القدم في بلاد السباغيتي ومختلف انواع المعجّنات ومهد البيتزا هي التي تمون الرياضة الايطالية برمتها، وبسببها هي فرض التضخم نفسه في بورصة انتقالات اللاعبين اينما كان. وبعد التعادل 1-1 ذهاباً وسط ثلوج موسكو فازت ايطاليا بهدف اياباً في نابولي وحجزت مكانها في النهائيات للمرة الرابعة عشرة. ويقول مدافع المنتخب ونجمه الاول باولو مالديني، ابن المدرب: "تعودنا المعاناة في الادوار الاولى من كأس العالم، واعتقد اننا تخطينا الصعب في التصفيات تحديدا وآمل في ان تبتسم النهائيات لنا". صانع الالعاب؟ وصرخ المدرب تشيزاري الذي شن هجوما عنيفا على الاستعانة بالاجانب وتكليفهم الادوار الرئيسة في معظم الاندية الامر الذي تسبب بعدم منح الفرصة للشباب المحليين وبهجرة عدد من النجوم الى الخارج للمنافسة العنيفة من الاغراب في الداخل. وقد ايد عدد من السياسيين مالديني الاب في موقفه وهناك مشروع لاصلاح الحال مستقبلا. بيد ان عددا من النقاد اعادوا السبب في معاناة المنتخب مؤخرا الى التحفظ التكتيكي للمدرب واعتماده الدفاع المكثف وتعزيز الوسط مع الهجمات المرتدة، وقالوا انه اذا ما نفع هذا الخيار امام الانكليز المندفعين فانه لم ينفع امام المنتخبات الاخرى التي تعتمد بدورها على الدفاع بدليل التعادل السلبي مع بولندا وجورجيا. ورأى النجم القديم روبرتو بيتيغا: "ان نتائج المنتخب في التصفيات لا تعكس امكاناته ربما لضرورة تسجيل نتائج ايجابية خوفا من عدم بلوغ النهائيات، وارشح ايطاليا لنصف النهائي مع البرازيل والمانيا وفرنسا". وعموما يفضل مالديني القوة على المهارة، ولذا يعتمد على اصحاب الاستعدادات البدنية العالية على قصار القامة نسبيا امثال زولا وكييزا واينزاغي ودل بييرو وروبرتو باجيو. لكن تألق دل بييرو في الدوري وكأس ابطال اوروبا حديثا وتسجيله 31 هدفاً هذا الموسم دفعا المدرب الى القول "انه الرقم 1 في تشكيلتي الاساسية". ويبقى خط الوسط مشكلة مالديني الاولى لأنه يخلو من صانع العاب مقتدر. لذا يطالب الكثيرون بمنح روبرتو باجيو الفرصة لشغل هذا المركز على غرار ما فعل في مونديال 1994 وبنجاح باهر. وهم يطالبون ايضا بألا يقيّد المدرب لاعبيه اي ان يترك لهم هامشا من الحرية ليعرضوا مهاراتهم. ويرى سائق التاكسي انطونيو ريبيتي "ليلعبوا كما يحلو لهم، وسيبلغون نهائي كأس العالم". ويقول روبرتو الذي سجل 18 هدفا لبولونيا هذا الموسم "انها فرصتي الاخيرة ولا ازال احاول اقناع مالديني بالاعتماد عليّ". ويذكر ان المدرب سيذيع اسماء منتخبه في 22 الحالي، واذا لم يضم روبرتو الى تشكيلته فانه سيخيب ظن الكثيرين. ولا يمكن الوقوف على التشكيلة الاساسية لأن ما لديني لا يزال يأمل في تعافي قلب الدفاع تشيرو فيرارا لان له دورا مهما فيها، وأغلب الظن انه سيستعين بجناح انتر ميلان الجديد فرانشيسكو موريرو ليكون داعما لفييري ودل بييرو في الهجوم، وقد منحه الفرصة امام البارغواي مؤخرا فسجل هدفين وفاز منتخبه 3-1. وربما تضم التشكيلة الاساسية بيروتزي، نيستا وكانافارو وكوستاكورتا ومالديني، روبرتو باجيو روبرتو دي ماتيو وانطونيو كونتي فرانشيسكو موريرو وديميتريو البرتيني ودينو باجيو، فييري رافانيللي ودل بييرو. اللاعبون المتوقعون انجليو بيرتزي، حارس يوفنتوس، 28 عاما و22 مباراة دولية. يتمتع ببنية قوية وكان له دور بارز في انتصارات يوفنتوس اوروبيا ومحليا. لم تهتز شباكه على مدى 285 دقيقة في الموسم الحالي. جانلوكا باليوكا، حارس انتر ميلان، 31 عاما و33 مباراة دولية. كان حارسا اساسيا للمنتخب في مونديال 94. ممتاز في ردات الفعل وصد ركلات الجزاء. جانلويجي بوفون، حارس بارما، 20 عاما ومباراتان دوليتان، ثاني اصغر حارس في تاريخ المنتخب، خاض مباراته الاولى امام روسيا في موسكو خلال التصفيات، ويتوقع له الحارس السابق دينو زوف ان يصبح اساسيا بسرعة. اليساندرو كوستاكورتا، مدافع ميلان، 32 عاما و53 مباراة دولية، اساسي لدى المدرب السابق اريغو ساكي والحالي تشيزاري مالديني، جانبه الحظ ولم يشارك في مونديال 94 وبطولة اوروبا 96. فابيو كانافارو، مدافع بارما، 24 عاما و13 مباراة دولية، عنيف في ادائه وبرز في دورة فرنسا الرباعية صيف 1996. تشيرو فيرارا، مدافع يوفنتوس، 31 عاما و44 مباراة دولية، غاب عن معظم مباريات الموسم لاصابته في قدمه اليسرى وربما يتعافى قبل المونديال، فاذا ما تم له ذلك سيكون اساسيا. لعب في نابولي الى جانب مارادونا في الماضي. باولو مالديني، مدافع ميلان، 29 عاما و87 مباراة دولية، يلعب ظهيرا وقلبا للدفاع، ومن الابرز في العالم. مورينو توريتشيللي، مدافع يوفنتوس، 28 عاما و6 مباريات دولية، برز في سن متأخرة وخاض مباراته الدولية الاولى مطلع العام الحالي امام سلوفاكيا ودياً. انطونيو بيناريفو، مدافع بارما، 29 عاما و23 مباراة دولية، مشكلته انه يشغل مركز الظهير الايسر على غرار مالديني، لذا فانه ليس اساسيا مع انه مميز في صفوفه ناديه منذ مطلع التسعينات. اليساندرو نيستا، مدافع لاتسيو، 22 عاما و11 مباراة دولية وكانت البداية في بطولة اوروبا 96، فرض نفسه اساسيا بسرعة. لويجي سارتور، مدافع انتر ميلان، 23 عاما ومباراة دولية واحدة، يلعب مع الانتر موسمه الاول وسبق ان لعب تحت قيادة مالديني في منتخب الشباب دون 21 عاما. اساسي ربما في حال عدم تماثل فيرارا للشفاء. انجيلو دي ليفيو، وسط يوفنتوس، 31 عاما و20 مباراة دولية، تأخر تألقه دوليا قبل ان يسترعي انتباه المدرب السابق اريغو ساكي حين كان يلعب مع أ أس روما عام 1995. دينو باجيو، وسط بارما، 26 عاما و46 مباراة دولية، اساسي، يميل الى الدفاع وقادر على تسجيل الاهداف، طويل القامة. ديميتريو البرتيني، وسط ميلان، 26 عاما و50 مباراة دولية. يجيد تموين المهاجمين خصوصا في الهجمات المعاكسة. انطونيو كونتي، وسط وقائد يوفنتوس، 28 عاما و8 مباريات دولية، عاد الى مستواه العالي بعدما غاب طويلا الموسم الماضي للاصابة. ميّال الى الهجوم واهدافه استعراضية. روبرتو دي ماتيو، وسط تشلسي الانكليزي، 28 عاما و31 مباراة دولية، من مواليد سويسرا، سجل في مرمى سلوفاكيا وديا مطلع العام. لويجي دي بياجيو، وسط روما، 27 عاما ومباراتان دوليتان، بدأ مع لاتسيو وصار اساسيا في أ. أس روما. بدأ بداية جيدة دوليا امام سلوفاكيا. روبرتو باجيو، لاعب وسط بولونيا، 31 عاما و47 مباراة دولية، من نجوم مونديال 94 ونجم منتخبه الاول سابقا. انضم في الموسم الحالي الى بولونيا ويحاول ان يكون في عداد المنتخب المسافر الى فرنسا مع تأييدٍ من نقاد كثيرين. فرانشيسكو موريرو وسط ومهاجم انتر ميلان، 29 عاما ومباراتان دوليتان، خاض مع ناديه موسما جيدا جدا قد يفرض على مالديني منحه الفرصة كأساسي. سجل هدفين رائعين في مرمى البارغواي وديا في 22 نيسان ابريل. اليساندرو دل بييرو، مهاجم يوفنتوس، 23 عاما و19 مباراة دولية، لاعب منتخب الشباب سابقا، وما قدمه اخيرا في يوفنتوس يؤكد انه سيكون من نجوم المونديال الفرنسي. فيليبو اينزاغي، مهاجم يوفنتوس، 24 عاما و4 مباريات دولية، هداف دوري الموسم الماضي عندما كان في صفوف اتالانتا برغامو. يتفاهم تماما مع دل بييرو لكن من الصعب عليه ان يحجز مكانه في المنتخب لوفرة عدد المهاجمين. كريستيان فييري، مهاجم اتلتيكو مدريد الاسباني، 24 عاما و8 مباريات دولية، يتمتع بقوام الملاكم ولذا فانه من المفضلين لدى مالديني خصوصا انه لعب في منتخب الشباب. ترك يوفنتوس مطلع الموسم وفرض نفسه في اسبانيا واصيب لاسابيع عدة. بييرلويجي كازيراغي، مهاجم لاتسيو، 29 عاما و44 مباراة دولية. قوي البنية على غرار فييري، ويصارع لحجز مكانه في المنتخب. جانفرانكو زولا، مهاجم تشلسي الانكليزي، 32 عاما و35 مباراة دولية. انتخب افضل لاعب في انكلترا الموسم الماضي، قصير القامة وخاب ظنه في مونديال 94 عندما طرد من احدى المباريات وفي بطولة اوروبا 96 لاهداره ركلة جزاء. غير مستقر المستوى هذا الموسم وموقف مالديني منه غامض. فابريتسيو رافانيللي، مهاجم مرسيليا الفرنسي، 29 عاما و21 مباراة دولية، جرب حظه في ميدلزبره الانكليزي فلم ينجح وفقد مكانه لفترة في المنتخب الى ان استدعي للقاءين الحاسمين امام روسيا. البطاقة مساحتها 301230 كلم مربعا وعدد سكانها 57.300 مليون نسمة تأسس اتحاد كرة القدم فيها عام 1898 وانضمت الى الاتحاد الدولي عام 1905 عدد الاندية 19994 وعدد اللاعبين 218،168،1 مليون لاعب شاركت في النهائيات 13 مرة وتوجت بطلة في 34 و38 و1982، خاضت 61 مباراة ففازت في 35 وتعادلت في 14 وخسرت 12، لها 97 هدفا وعليها 59 هدفا. بطلة اولمبياد 1936 وبطلة الامم الاوروبية 1968 الطريق الى فرنسا فازت على انكلترا بهدف لزولا ثم تعادلتا صفر- صفر تعادلت وبولندا صفر-صفر ثم فازت 3- صفر سجلها دي ماتيو ومالديني وروبرتو باجيو فازت على جورجيا بهدف سجله رافانيللي ثم تعادلتا صفر- صفر فازت على مولدافيا 3-1 سجلها رافانيللي 2 وكازيراغي ثم 3-صفر سجلها مالديني وزولا وفييري تعادلت وروسيا 1-1 وسجل لها فييري ثم فازت بهدف سجله كازيراغي