نيويورك - رويترز - أعلن بنك الاستثمار "غولدمان ساكس" أمس الاثنين ان الشركاء في ملكيته صوتوا لصالح إلغاء علاقة الشراكة القائمة منذ 129 عاماً وطرح أسهمه للجمهور، في تحرك يهدف إلى اتاحة فرصة افضل لمواجهة منافسيه. وقال إنه وافق أخيراً على الطرح العام للأسهم بعدما رفض مثل هذه الخطوة ست مرات علي الاقل في الاعوام ال 20 الماضية حيث أبدى 190 شريكاً "تأييداً ساحقاً" للاقتراح في الاجتماع السنوي الذي عقد يومي السبت والأحد. وذكر البنك أن من المرجح ان يطرح بين عشرة و15 في المئة من أسهمه الخريف المقبل، إذا أقر الشركاء خطة أكثر تفصيلاً في وقت لاحق. وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية اوردت أمس أن معظم الشركاء في "غولدمان ساكس"، آخر أكبر مؤسسة خاصة في وول ستريت، أقروا اقتراحاً لبيع اسهم في اكتتاب عام. ونقلت عن مصادر لم تحددها ان الموافقة على القرار تعني ان البنك الاستثماري الضخم سيقوم بأكبر عملية طرح أسهم في اصدار أولي في تاريخ الولاياتالمتحدة في وقت لاحق من السنة الجارية. وذكرت الصحيفة ان رئيسي "غولدمان" جون كورزين وهنري بولسون وأربعة آخرين من أعضاء اللجنة التنفيذية عقدوا اجتماعاً مغلقاً مساء أول من أمس لاتخاذ قرار نهائي. ويشير محللون إلى أن قيمة المؤسسة يمكن ان تراوح بين 20 بليوناً و30 بليون دولار، وأنه من المحتمل ان تطرح الشركة بين عشرة في المئة و20 في المئة فقط من أسهمها. ويعني بيع 15 في المئة من الاسهم جمع 5،4 بليون دولار. وقال مصدر في "غولدمان" أول من أمس ان 190 شريكاً اجتمعوا يومي الجمعة والسبت في مركز مؤتمرات خاص في نيويورك، حيث أجابوا على مجموعة من الأسئلة بينها ما اذا كانوا يوافقون على طرح اولي للأسهم، إلا أن هذا السؤال لم يتضمن تفاصيل عن كيفية تنفيذ ذلك. ونقلت "واشنطن بوست" عن مصدر قوله ان "غالبية كبيرة أيدت الاقتراح". ويتيح طرح الاسهم للشركة تعزيز قاعدة رأس مالها والانضمام إلى عمليات الاندماج الضخمة ببلايين الدولارات التي انتشرت في القطاع المالي. غير ان موافقة الشركاء لا تعني طرح أسهم البنك فوراً، إذ أن الأمر قد يعرض على لجنة خاصة لاجراء المزيد من الدراسات. ويقول مايكل فلاناغان، المحلل في "فاينانشال سيرفيس اناليتكس": "إنها فرصة لا تتاح إلا مرة واحدة لكل جيل للاستفادة من النجاح السابق وفي الوقت نفسه الاستعداد للمستقبل في صناعة تتغير سريعاً". وأدت موجة من عمليات الاندماج من خلال تبادل الأسهم شهدتها وول ستريت العام الماضي، إلى تشكيل شركات منافسة أغنى وأكبر من "غولدمان"، بينها "مورغان ستانلي دين ويتر"، والاندماج المقترح بين "سيتي كورب" و"ترافلرز غروب" التي تملك "سولومون سميث بارني" للأوراق المالية