يرى كامران قره داغي، في مقاله عن الانفلات النوويّ، أنّ "العالم يصبح مكاناً أفضل اذا كانت الادارة التي تحكم الولاياتالمتحدة تمتلك الخصائص التي تؤهلها للتفرد بالزعامة العالمية" "الحياة"، 30/5/1998. ويضيف: "ليس صعباً ذكر أمثلة على الفشل المتواصل للسياسة الخارجية الأميركية في منع الانفلات السياسي أو الاقتصادي أو الأمني، في غير مكان في العالم"، بما في ذلك... روسيا! سبق ذلك قولُه: "كان سلوك المعسكرين ]الرأسمالي والشيوعي[ تجاه بقية دول العالم وأنظمتها يتحدد بمقولة جيوبوليتيكية مشهورة هي أنه ابن كلب لكنه ابن كلبنا"! لم أجد - ربّما لكوني غير متخصِّص، أو ساذجاً - أيَّ "مقولة جيوبوليتيكية مشهورة" لدحض الجملة الأولى بحسب ترتيبي لجمله الثلاث" لكنّني أتساءل: أيّ خصائص هي تلك التي تؤهِّل أي دولة كانت... "للتفرّد بالزعامة العالمية"؟ متى كان "العالم... مكاناً أفضل"، عندما حاولت دولة ما، أو أمّة ما، "التفرّد" بزعامته؟ وهل أنّ العبد، وان كانت قيوده من ذهب، "أفضل" من الحرّ... الفقير؟ هل صارت أمم "الهنود الحمر" والشعوب الأفريقيّة، مثالاً لا حصراً، "أفضل" حالاً" لأن الذين قتلوا تلك الأمم والشعوب، واستعبدوها، واستغلّوها... كانوا مؤهَّلين للتفرد بالزعامة؟ وأتساءل أيضاً، في ما يتعلق بهذه الجملة وبالتي تليها: أَلا يعرف الكاتب سنّة الطبيعة! فهل في استطاعة أيّ أب - مهما كان صالحاً وهذه صفة لا تنطبق على الولاياتالمتحدة وقادتها، ومهما كانت خصائصه - أن يتفرّد "بالزّعامة" العائلية" خصوصاً عندما تتألف أسرته من 180 ابناً وابنةً وصهراً وكنّة وحفيداً، الى جانب الزوجة و"صديقة" الابن و"صديق" الابنة... ما اسماه قره داغي "مقولة جيوبوليتيكية مشهورة" ليس، في الحقيقة، سوى ردّ فظّ من رئيس أميركي على قول فظٍّ آخر من مستشاريه. ففي مناقشة حادّة عن الدعم الاميركي التاريخي لبعض أسوأ الحكام الطغاة الدمويين - وما أكثرهم - احتجّ عدد من مساعدي الرئيس ترومان على استمرار الدعم الأميركي لأولئك المجرمين، وقالوا بالترجمة الملطّفة: "انهم ابناء كلبات"! فقال ترومان: "ولكنهم أبناء كلباتنا"... إنه "الانفلات الجيوبوليتيكي" الفعليّ... بامتياز! المحرر: الكاتب يرد بأنك قد تكون غير متخصص لكنك لست ساذجاً، وأن استشهادك بمقاطع من مقاله كان على طريقة "ولا تقربوا الصلاة...".