بدأ عشق رؤساء أمريكا للكلاب منذ نشأة الدولة بصورتها الراهنة. وقبل أن يتولى أي رئيس جديد مهامه بعد الفوز في الانتخابات، فإن أنظار الشعب تكون مركزة على تحديد نوع «الكلب الأول» أو كلب الرئيس الذي سيدخل معه إلى البيت الأبيض دون الالتفات إلى انشغال العالم أجمع بالحديث عن التغييرات المحتملة في سياسة المسؤول الجديد وطريقة تفكيره. وقد مر على البلاد 42 رئيسا امتلك أغلبهم كلابا في مقر الحكم. حرص الرئيس الأول جورج واشنطن عام 1770 على جلب بعض كلاب الصيد من إنجلتراوفرنسا، واعتنى بهذه الكلاب حتى أصبحت الآن أصل كلاب الصيد الأمريكية. ولم يقتصر هذا الولع بالكلاب على الرئيس واشنطن وحده، بل انتقل إلى لاحقيه من الرؤساء خاصة الرئيس الثالث توماس جيفرسون الذي كشف اهتمامه بالكلاب منذ أن كان يعمل سفيرا في فرنسا؛ حيث حصل على كلبين من سلالة نقية لاستخدامها في حماية أغنامه. ويبدو أن اهتمام الرؤساء بالكلاب كان لأغراض سياسية أيضا، فقد أطلق جيمس جارفيلد على كلبه اسم «فيتو» في رسالة تحذير غير مباشرة للخصوم، وهكذا أخذ جميع الرؤساء بمقولة هاري ترومان «1945 1952»: «إذا أردت صديقا في واشنطن فعليك أن تحصل على كلب». وهي تحظى برعاية طبية كاملة وحراسة داخل البيت الأبيض. وكثيرا ما يكون الكلب الأول أو الكلبة الأولى في أمريكا سببا لكسب الرئيس التعاطف أو حصد الكراهية من خلال مراقبة الشعب لطريقة معاملته لكلبه قبل وبعد وأثناء الانتخابات. وفي أول مؤتمر صحفي لآخر رئيس منتخب في شيكاغو، أراد أوباما أن يفي بكل الوعود التي قدمها أثناء حملته الانتخابية وكشف أنه حصل على الكلب الذي سيأتي معه إلى البيت الأبيض وهو من فصيلة «الكانيش» الذي يحظى بمكانة كبيرة في قلوب الأمريكيين منذ القدم ومعروف بذكائه الحاد وحسن التصرف، ليكون هذا أول وعد يفي به الرئيس الجديد. والطريف أن أوباما تدخل شخصيا في اختيار نوع الكلب الذي ستحصل عليه العائلة. وكان الشرط الوحيد أن يكون الكلب غير مسبب للحساسية لأن ابنته ماليا شديدة الحساسية. ويبدو أن دولة بيرو أرادت أن تحظى بثقة أوباما فعرضت عليه إرسال كلب غير مثير للحساسية. ويتميز هذا الكلب، الذي تشتهر به بيرو منذ ثلاثة آلاف عام بأنه أصلع وودود وعادة يكون بلا أسنان. وأطلقت قناة تليفزيونية إسبانية حملة إعلامية لإقناع أوباما بتبني كلب من أحد ملاجئ الحيوانات هناك. وكان لدى الرئيس كلينتون كلب يدعى «بادي». واستنكر على هذه التسمية أحد شيوخ العشائر العربية العريقة وطالب بتغيير الاسم لأنه يطابق اسمه!! وأشارت عدة تقارير إلى أن كلب الرئيس جورج بوش «بارني» كان مستاء وحزينا للغاية من مغادرة البيت الأبيض بعد انتهاء ولاية صاحبه بعد هزيمة الجمهوريين في الانتخابات الرئاسية. ورفض بارني، الذي يقول عنه بوش: «إنه ابني الذي لم أنجبه» أن يتنازل عن مكانته إلا بعد أن يترك أثرا تتحدث عنه الدنيا. فقد فاجأ بارني مراسل إحدى وكالات الأنباء بغرس أنيابه في أصبع السبابة أثناء محاولة المراسل مداعبته. ولأنه كلب مدلل، فقد تم توجيه الاتهامات للمراسل بأنه أساء التعامل مع بارني.