لماذا؟ كلمة رددتها طوال مساء الاربعاء بعد نهاية مباراة المغرب والنروج في اليوم الاول من المونديال الفرنسي، ولا أزال أرددها الآن ولن اتوقف عن ذكرها الا عندما تنطلق مباراة المغرب الثانية في المجموعة الاولى ضد بطل العالم البرازيل في 16 الجاري في نانت. حاولت الحصول على اجوبة عن تساؤلاتي علّها تخفف من همّي انا المتأمل في عروض مشرّفة للمنتخبات العربية في النهائيات تونس والسعودية والمغرب، لكن انتهى بي الامر بتلة من... ال "لماذات؟". لماذا لم يخرج المغرب بثلاث نقاط؟ ولماذا اختير بن ذكري في حراسة المرمى المغربي؟ ولماذا انتقل مصطفى حجي الى اللعب على الجهة اليمنى من منطقة الوسط بعدما تألق في منتصف الميدان؟ ولماذا لم يجر المدرب هنري ميشال تبديلاته الثلاثة في وقت مبكر؟ ولماذا... اسئلة تقض مضجعي ومضجع ملايين العرب منذ انتهى لقاء المغرب والنروج بالتعادل 2-2 في مونبيليه. "اسود الاطلس" اثبتوا علو كعبهم وكانوا الطرف الافضل نسبياً وقدموا لمحات فنية عالية وسرقوا الاضواء من "سحرة" البرازيل الذين افتتحوا المونديال بفوز هزيل على اسكتلندا 2-1. 35 الف متفرج معظهم شجع المغرب في ملعب "لا موسون" لم يفهموا مثلي اموراً كثيرة حصلت في المباراة. فالمنتخب المغربي دفع ثمن اخطاء حارسه بن ذكري المسؤول عن الهدفين مباشرة، وهو الذي فضله المدرب ميشال على الحارس الاصلي البرازي "الفاشل" في بطولة امم افريقيا في بوركينا فاسو في شباط فبراير الماضي. وسلبت "هفوتا" بن ذكري فوزاً كانت تستحقه العروض التي قدمها كل من نايبت في الدفاع والخلج وحجي في الوسط وحدّا "كاماتشو" في الهجوم. ف "الصخرة" نايبت نظم خط الدفاع ولم يجازف كثيراً في الهجوم ربما بسبب الاصابة الطفيفة التي يعاني منها. وفي الوسط كان الخلج مصدر خطورة دائمة بتمريراته الدقيقة التي جاء منها الهدفان، في حين لعب حجي "المصاب" مباراة كبيرة وسجل هدفاً رائعاً وقلده في ذلك "كاماتشو" الذي اقلق الدفاع النروجي وسجل هدفاً ممتازاً. وبعدما سيطر حجي على منطقة التموين في الشوط الاول، نقله المدرب الى الجهة اليمنى ففقد فعاليته بشكل ملحوظ في الشوط الثاني الذي دانت خلاله السيطرة اكثر للنروج خصوصاً بعد الهدف المغربي الثاني. ولا احد غير ميشال يعرف سبب هذا التعديل التكتيكي. وحتى اقل الاشخاص دراية في كرة القدم يعرف ان سلاح النروج الاساسي هو لياقة لاعبيها العالية وظهر الامر جلياً في الدقائق العشرين الاخيرة ضد المغرب اذ كان الاسكندينافيون الاسرع والأقوى ووصلوا الى الكرات المشتركة اولاً. ووقف هنري متفرجاً على "جنوده يخسرون المعارك" ولم يقدم على اي خطوة، ولم يلعب اوراقه الا في الدقائق السبع الاخيرة فحل عمزين محل شيبو 83 والخطابي بدل حدّا "الخطير" 89 وعزوزي بدل الخلج 90 ابرز لاعب في المباراة! وما من مدرب يسلم من الانتقادات رغم النتائج الجدية او الانتصارات. ونتيجة المغرب طيبة وسيدخل "اسود الاطلس" مباراتهم الثانية في المونديال على قدم المساواة مع ابرز منافسيهم النروج على بطاقة التأهل الثانية للمجموعة الاولى بطاقة مضمونة للبرازيل وخطوة امام اسكتلندا منافستهم الثانية التي تحسن وضعها اثر تعادل النروج والمغرب. ويبقى امام المغرب تأكيد قوته في الامتحان البرازيلي في 16 الجاري ليثبت ان عرضه الكبير امام النروج رغم الاخطاء لم يكن غيمة صيف عابرة. والامل كبير في ان يحذو المنتخبان العربيان الاخران تونس الاثنين المقبل ضد انكلترا والسعودية اليوم ضد الدنمارك حذو المغرب ويحققا نتيجة طيبة تؤكد "الوجود" العربي الفعال على المسرح الدولي. م. بورع