يستعد المغرب لخوض "مغامرته" الرابعة في العرس الكروي الكبير واضعاً نصب عينيه محو صورة الهزائم التي لازمته في المونديال الاخير العام 94 في الولايات المتحدة عندما خرج من الدور الاول بثلاث هزائم امام السعودية وبلجيكا وهولندا. ويسعى المنتخب المغربي الى اعادة امجاد الفريق الذي فاجأ الجميع في مونديال المكسيك عندما تصدر مجموعته في الدور الاول على حساب فرق عريقة مثل بولندا ثالثة مونديالي 82 و74 وانكلترا بطلة العالم 66 والبرتغال بعد تعادلين سلبيين مع انكلترا وبولندا وفوز مدوي على البرتغال 3-1 قبل ان يصمد 88 دقيقة في الدور الثاني امام المانيا الغربية ولم ينحن الا بهدف من ركلة حرة للوتار ماتيوس. واوقعت القرعة الفريق المغربي في النهائيات الى جانب البرازيل المرشحة الدائمة والنروج القوية واسكتلندا الساعية الى اجتياز الدور الاول للمرة الاولى. وتبدو المجموعة للوهلة الاولى قوية لا سيما بوجود البرازيل حاملة اللقب والنروج التي هزمتها العام الماضي، لكن بعد درس الوضع وتحليله يتبين ان المركز الثاني خلف البرازيل مفتوح بفرص متساوية امام كل من النروج واسكتلندا والمغرب. ولان النروج حققت فوزها المشهود 4-2 العام الماضي على ابطال العالم يرشحها كثيرون لمرافقتهم الى الدور الثاني، لكن عنصر المفاجأة قد يساند الفريق المغربي في مباراته الاولى ويساعده على انتزاع فوز او حتى تعادل امام الفريق الاسكندينافي، ما قد يرفع معنويات اللاعبين قبل لقاء البرازيل في مباراتهم الثانية. وفي ختام الدور الاول ضد اسكتلندا كل شيء ممكن لان الفريق البريطاني عادي ولا يضم في صفوفه اسماء كبيرة وتأهله الى المونديال بعد حلوله ثانياً في مجموعة ضعيفة لا يدلّ عن قوة. كما ان اسكتلندا لم تنجح في تخطي الدور الاول في المونديال رغم تأهلها مرات عدة وخسرت ضد فرق ضعيفة مثل كوستاريكا العام 90 وتعادلت مع ايران 78... ويؤكد المدرب هنري ميشال الذي استلم الفريق العام 1995 ان منتخبه قادر على تحقيق المفاجأة في فرنسا ويقول:"نريد تخطي الدور الاول. المركز الاول للبرازيل في المجموعة ولدينا امل في منافسة النروج على المركز الثاني". وظن كثيرون ان طريق المغرب الى فرنسا لن يكون سهلا خصوصاً ان قرعة التصفيات اوقعته مع منتخب غانا القوي، لكن "اسود الاطلس" فرضوا نمطهم على المباريات التي خاضوها وتأهلوا بسهولة الى المونديال بعد تعادلهم في غانا 2-2 وفوز على الخصم نفسه 1-صفر في المغرب. وفي الخريف الماضي قدم المغرب عرضاً مقبولا امام البرازيل وخسر بنتيجة مشرفة 2-صفر في بيليم البرازيل بهدفين متأخرين. وفي شباط فبراير الماضي خرج الفريق من ربع نهائي مسابقة كأس الامم الافريقية على يدّ جنوب افريقيا 1-2 بعدما قدم عروضاً مقبولة. ويؤكد ميشال ان الخسارة في بطولة امم افريقيا قد تفيد اللاعبين كثيراً لان الفوز باللقب كان اصابهم بغرور ودفعهم الى التراخي في المونديال "اما بعد الخروج يريد اللاعبون اثبات ان ما حصل في بوركينا فاسو لا يدّل على مستواهم الحقيقي، والمونديال افضل فرصة لهم لاثبات قدراتهم". يذكر ان المغرب خاض البطولة الافريقية وسط موجة كبيرة من الاصابات والمرض التي طالت بالخصوص المهاجم صلاح الدين بصير لاعب ديبورتيفو لا كورونا الاسباني الذي سجل 12 هدفاً مع المنتخب في الاشهر ال18 الاخيرة. ويعترف ميشال انه منتخب يعاني من قلة الاحتياطيين الجيدين لذلك يطوف انحاء اوروبا بحثاً عن مواهب جديدة يطعم فيها المنتخب ويجعل التنافس على المراكز محتدماً ما يدفع كل لاعب الى تقديم افضل ما لديه للحفاظ على المركز الاساسي. ويعلق ميشال على السفر: "من الصعب متابعة كل اللاعبين لانهم يلعبون في بلدان مختلفة مثل البرتغالواسبانياوالمانياوفرنسا، واحاول قدر المستطاع متابعة اخبارهم عبر وسائل الاعلام او من خلال الاتصال بهم او بمدربي فرقهم. ويواجه اللاعبون مشكلة في احيان كثيرة وهي عدم لعبهم اساسيين في فرقهم". ويأمل المغاربة ان يقودهم ميشال على الاقل الى معادلة انجازهم في مونديال 86 عندما باتوا اول منتخب عربي وافريقي يتخطى الدور الاول. وبامكان المدرب الفرنسي الاعتماد على كوكبة من اللاعبين المحترفين لقيادة فريقه الى الدور الثاني او حتى معادلة انجاز الكاميرون التي بلغت ربع النهائي العام 90 وباتت اول فريق افريقي يبلغ هذه المرحلة المتقدمة. ويساعد وجود لاعبين محترفين المدرب في مهمته لان هؤلاء يعرفون معنى الانضباط الخططي ويحتكّون بفرق قوية كل اسبوع ويتحملون الضغوطات عندما لا تسير الامور في مصلحة فريقهم. وتتميز التشكيلة المغربية بعامل التضامن بين اللاعبين اذ يلعب كل واحد منهم من اجل الاخر والامر يصبّ في مصلحة الفريق العامة. ورغم الهزائم الثلاث في المونديال الاميركي قدم الفريق المغربي عروضاً جيدة لا سميا ضد هولندا 1-2. ومما لا شك فيه ان اللاعبين تعلّموا كثيراً من المونديال الاخير وسيحاولون قطف الثمار في فرنسا. كما يمتاز الفريق بسرعة لاعبيه في الهجمات المرتدة بفضلة تقنية مرتفعة مكتسبة من خلال اللعب في البطولات الاوروبية. ويقود خط الدفاع نورالدين نايبت لاعب ديبورتيفو لا كورونا صاحب الخبرة الواسعة الذي لا يتوانى في مساندة خط الوسط والمهاجمين عندما تدعو الحاجة. واكتسب نايبت خبرته بعدما لعب مع نانت الفرنسي ثم سبورتنغ لشبونة البرتغالي قبل الانتقال الى اسبانيا. والى جانب نجد نكروز الذي يلعب في الدوري الايطالي اقوي دوري في العالم مع فريق باري ويرقب لاعبين من طراز البرازيلي رونالدو والايطالي دل بييرو والالماني بيرهوف والارجنتيني باتيستوتا، ما يعني انه جاهز للعب على اعلى المستويات. ويعتبر الظهيران عبدالاله صابر وعبدالكريم الحضريوي مصدر خطورة على الجهتين لقدرتهما على تخطي مراقبيهما بفضل سرعتهما وبالتالي تزويد المهاجمين بكرات متقنة. وفي الوسط يبرز مصطفى حدجي لاعب ديبورتيفو الاسباني ايضاً الذي يملك خبرة واسعة ويخوض المونديال للمرة الثانية. ومثل نايبت لعب حاجي في فرنسا مع نانسي ثم مع سبورتنغ البرتغالي قبل الانضمام الى ديبورتيفو. ويملك لاعب الوسط قدرات تقنية هائلة وقادر على زعزعة اي دفاع بتمريرة بينية متقنة، واثبت انه مسجل من الطراز الاول في بوركينا فاسو عندما سجل اجمل هدف في البطولة في مرمى مصر من تسديدة مقصية وظهره الى المرمى. والى جانب حاجي في الوسط نجد لاعبين جيديين هما سعيد شيبا من كومبوستيلا الاسباني ويوسف شيبو الذي توّج اخيراً بطلا للبرتغال مع بورتو. وفي الهجوم يبرز صلاح الدين بصير لاعب ديبورتيفو ايضاً والذي لعب سابقاً مع الهلال السعودي، والى جانبه قد يلعب الوكيلي الذي يمرّ في فترة جيدة مع فريقه ميونيخ 1860 الالماني ويسجل اهدفاً تساعد فريقه في تجنب الهبوط الى الدرجة الثانية، او احمد بهجا لاعب الاتحاد السعودي صاحب الموهبة العالية "غير المصقلة" حسب ميشال، او كاماتشو لاعب النادي الافريقي التونسي. ترك المغرب انطباعات طيبة في مشاركاته الاربع في النهائيات، سواء على صعيد النتائج او العروض. ففي العام 70 شارك لاول مرة في المونديال في المكسيك وتعادل في مباراة وخسر اثنتين، ورغم خروجه من الدور الاول ترك ذكرى طيبة. وعاد المنتخب المغربي الى النهائيات العام 86 في... المكسيك ايضاً وكان مفاجأة الدورة باحتلاله المركز الاول في مجموعة تضم انكلترا والبرتغال وبولندا ثالثة مونديال 82. وحقق تعادلين وفوز وخسر في الدور الثاني بصعوبة. ورغم خسارته ثلاث مباريات في الولايات المتحدة العام 94، لم يلق انتقادات لاذعة لان تشكيلته ضمت لاعبين صغاراً في السن كانوا في حاجة الى الخبرة. تحسنت نتائج المنتخب المغربي منذ استلم ميشال تدريبه العام 95، بشكل لافت حتى بات عاشراً في تصنيف المنتخبات الذي يصدر شهرياً عن الاتحاد الدولي. وفي 30 مباراة مع المدرب الفرنسي لم يخسر الفريق سوى مباراة رسمية واحدة ضد جنوب افريقيا وثلاث ودية امام البرازيل والامارات واخيراً امام بلغاريا. ومن المتوقع ان يصل الفريق الى فرنسا في قمة عطائه بعد احتكاكات قوية مع فرنسا وانكلترا وبلجيكا في دورة الحسن الدولية التي ينظمها نهاية الشهر الجاري. وفي حال حافظ اللاعبون على مستواهم ستزأر "اسود الاطلس" على المسارح الفرنسية هذا الصيف. البطاقة المساحة: 660 ألف كلم مربع عدد السكان: 200،29 مليون العاصمة: الرباط تأسس الاتحاد العام 1955 وانضم الى فيفا العام 1956 ورئيسه حسني بن سليمان اللاعبون: 608،27 آلاف عدد الاندية: 1080 السجل: بطولة افريقيا العام 1976 السجل في المونديال: ثلاث مشاركات، 10 مباريات، فوز وثلاثة تعادلات وست هزائم له 7 أهداف وعليه 13 أفضل نتيجة في المونديال: الدور الثاني 86 الطريق الى فرنسا المغرب - سييراليون 4-صفر سييراليون - المغرب صفر-1 المغرب - غانا 1-صفر غانا - المغرب 2-2 المغرب - الغابون 2-صفر الغابون - المغرب صفر-4