الدار البيضاء - "الحياة"، أ ف ب - تعادل منتخبا المغرب وفرنسا 2-2 ثم فاز الاول بركلات الترجيح 6-5، لكن هذا لم يمنع المنتخب "الابيض والازرق والاحمر" من احراز كأس دورة الملك الحسن الثاني الرباعية على استاد محمد الخامس في الدار البيضاء امام انكلترا والمغرب وبلجيكا على التوالي. وقبل ان يتوجه المنتخب المغربي الى فرنسا غداً للمشاركة في مونديالها فإنه أعاد الى انصاره الاطمئنان واستعاد ثقته بنفسه بعدما قدم عرضاً مقنعاً برغم غياب قلب دفاعه المعروف وعميده نورالدين النيبت وصانع العابه مصطفى حجي. وأمام 60 ألف متفرج، سجل صلاح الدين بصير 9 و68 هدفي المغرب، ولوران بلان 22 ويوري دجوركاييف 73 هدفي فرنسا. وكان النفس الهجومي الطابع الرئيسي لاداء المنتخبين اللذين ارضيا طموح الجمهور، ومنذ البداية هدد الفرنسي اصحاب الارض عن طريق ديوميد وبوغوصيان، ورد المغرب عن طريق سعيد شيبا، وتسارع الايقاع وعمل "أسود الاطلس" على تجنب خسارة ستكون الخامسة لهم على التوالي ضمن استعداداتهم لكاس العالم، فبدلوا الصورة التي ظهروا بها امام انكلترا والانطباع الذي تشكل لدى انصارهم. وفي الدقيقة التاسعة، مرر أمزين كرة عرضية الى عبدالكريم حدا كاماتشو فحولها برأسه الى بصير الذي اسكنها على قدمه اليسرى وسددها طائرة قوسية من فوق الحارس الفرنسي برنار لاما مفتتحا التسجيل بهدف رائع. وفاجأت سرعة المغربيين وتمريراتهم في عمق المنطقة الفرنسية رجال ايميه جاكيه، وبدأت معاناتهم بعد الهدف لكن رأسية دوغاري اعادت اليهم الروح 19، ثم سنحت لزيدان فرصة غنية لكنه ارسل الكرة عالية. ومن ركلة ركنية نفذها زيدان باتقان امام مرمى الحارس عبدالقادر برازي، تطاول بلان اليها برأسه وزرعها في الشباك مستغلاً سوء التغطية ومدركاً التعادل لفرنسا 22، والهدف هو الثالث عشر له مع المنتخب علماً بأنه يلعب مدافعاً. وبعد دقيقة، كاد زيدان الاختصاصي بتنفيذ الكرات الثابتة ان يضاعف الغلة الفرنسية من ركلة حرة لكن القائم ناب عن برازي، ثم اقترب الفرنسيون من التقدم في الدقيقة 36 اثر خطأ من الحارس المغربي و3 من مدافعيه، لكن الارض انشقت عن الحضريوي الذي ابعد كرة تييري هنري المتجهة الى المرمى الخالي في اللحظة المناسبة. وسيطر الفرنسي نسبياً في الدقائق الاخيرة من هذا الشوط، في مقابل هجمات مرتدة خطرة للمغرب، كان أهمها رأسية امزين 45. وفي الشوط الثاني، دخل باتريك فييرا بدلا من ديدييه ديشان قائد المنتخب الفرنسي، ومرر زيدان كرة رائعة الى هنري الذي لم يحسن التعامل معها، ورد المغربيون بلعبة جماعية رائعة انتهت على رأس كماتشو لكن الكرة علت العارضة قليلاً 50. وبقيت وتيرة الاداء مرتفعة من قبل الجانبين الطامحين الى تحقيق الفوز، وتبادل هنري وفييرا الكرة وسدد الاخير بتركيز فامسك برازي الكرة من دون عناء 58، وبدأ مستوى الفرنسي بالانخفاض بعد ان حل التعب بلاعبيه، واخفق لوبوف بابعاد الكرة بالشكل الصحيح فمررها كماتشو الى بصير غير المراقب الذي دار حول نفسه نصف دورة ولفها بطريقة ولا احلى من 20 مترا داخل شباك لاما الذي وقف لها متفرجاً مسجلا الهدف الثاني للمغرب في الدقيقة 63. ونزل دجوركاييف مكان زيدان، وتريزيغيه مكان دوغاري، فانتعش الفرنسي من جديد، واحدث ديوميد اختراقاً في الجهة اليسرى بعدما فقد روسي الكرة واعادها الى نقطة الجزاء فطار لها دجوركاييف وسددها بطريقة مقصية خلفية 73، رافعا رصيده الى 17 هدفاً مع منتخب بلاده. وكان المغربي انشط حتى نهاية المباراة، وبدا لاما 35 عاماً اشبه بحارس طري العود حيث تسبب بخطأين امام مرماه كاد يدفع ثمنهما قبل النهاية بقليل في زحمة الضغط المغربي المتواصل الذي خلخل الحلقة الدفاعية الفرنسية. وفي ركلات الترجيح، تألق برازي وصد ركلتين لدجوركاييف وكانديلا، في حين ارتدت كرة ابرامي من العارضة ليفوز المغرب 6-5. المدربان مرتاحان وصرح مدرب فرنسا ايميه جاكيه: "المباراة كانت ممتعة، واجهنا صعوبة ووضعنا في موقف حرج امام المنتخب المغربي الذي كان متحمساً للغاية، وكان علينا ان نخرج جميع طاقاتنا النفسية لندرك مرتين التعادل، انها مباراة جيدة جداً، وهناك اشياء كثيرة استخلصناها منها". وقال مدرب المغرب الفرنسي هنري ميشال: "اهنئ اسود الاطلس الذين اثبتوا اليوم ان المغرب يملك منتخباً جيداً، وفي كل مرة نبحث عن طريقة، صحيح ان الدفاع تاه قليلاً فدخل شباكنا هدفان وذلك بسبب قلة خبرة بعض عناصره، لكن بشكل عام انا مرتاح وراض عن الاداء والنتيجة". يذكر ان فرنسا فازت على بلجيكا بهدف في مباراتها الاولى في حين خسر المغرب امام انكلترا بهدف ايضاً. - مثل المغرب: برازي - ابرامي والروسي والتريكي والحضريوي صابر، 46 - امزين وعزوزي سلامي، 64 وشيبو وكيلي، 64 وشيبا- بصير الخطابي، 77 وكاماتشو. - مثل فرنسا: لاما - كاريمبو ولوبوف وبلان وكانديلا - بوغوصيان وديشان فييرا، 46 - هنري وزيدان دجوركاييف، 63 وديوميد بيريس، 75- دوغاري تريزيغيه، 68. انكلترا وبلجيكا وحلت انكلترا ثالثة بعدما تعادلت وبلجيكا صفر-صفر امام 10 الاف متفرج. ولأن نظام الدورة يقضي بعدم وجود تعادل، لجأ المنتخبان الى ركلات الترجيح ففازت بلجيكا 4-3. وكان البلجيكيون افضل من الانكليز خصوصاً مهاجمهم اميل مبينزا، الذي ازعج الدفاع الانكليزي مرات عدة بسرعته واختراقاته، وكانت اولى محاولاته في الدقيقة 22 لكن الحارس مارتين تصدى لكرته القوية، ثم سدد كرة اخرى اقل خطورة 45. وفي الشوط الثاني، كان نقل الكرة فوضوياً ومن دون تركيز من الجانبين، وانضم مبو مبينزا الى شقيقه في خط الهجوم بعد الاستراحة لكنهما لم ينجحا في طرق المرمى الانكليزي. وجرب لوسو حظه فحول الحارس البلجيكي فان دي فاله كرته الى ركنية، ثم تصدى لكرة بات 63. وهدد انزو شيفو الحارس مارتين 87، ومرر كرة ممتازة الى اميل بينزا لكن الاخير اخطأ الهدف 89، ثم نجح مع زملائه بركلات الترجيح وخطف نقطتين لن تجديا نفعاً. وبعد اللقاء، صرح المدرب الانكليزي غلين هودل: "النتيجة غير مهمة باعتبار ان المباراتين في هذه الدورة استعداديتان، واداء المنتخب يتطور باستمرار، وأسفنا لغياب المهاجم ايان رايت وقد افتقدناه فعلاً، وسأعلن التشكيلة الرسمية الاثنين المقبل". وقال مدرب بلجيكا جورج ليكينز: "انا راض عن اللقاء، المجموعة التي خاضت المباراة ضد انكلترا أبدت تطوراً ملحوظاً قياساً على تلك التي خسرت امام فرنسا، في كل حال، خضنا دورة جيدة وان افتقدنا الى الفاعلية في خط الهجوم، فنحن لم نسجل أي هدف وانا افضل هذه النتيجة لأنها ستشكل دافعاً لنا". - مثل بلجيكا: فان دي فال ه- ديفلاندر وفان ماير وفيرستراتن وبوركيلمانز - فيرهاين كلايسنز، 62 دي بوك وبوفان وشيفو - اميل مبينزا وغوسينز مبو مبينزا، 46. - مثل انكلترا: مارتين - غاري نيفيل ريو فرديناند، 46 وكامبل دبلن، 76 ولو سو وكيون - فيليب نيفيل اوين، 46 وبات ولي وغاسكوين بيكهام، 49 - لس فرديناند وميرسون. - الترتيب النهائي: 1- فرنسا 4 نقاط، 2- انكلترا 4 نقاط، 3- المغرب نقطتان، 4- بلجيكا نقطتان.