حققت قوات "طالبان" تقدماً ملحوظاً هو الأهم منذ انهيار المحادثات الأفغانية في إسلام آباد واستولت ليل الخميس - الجمعة على بلدة أشكامس ونحو 15 قرية مجاورة في ولاية تخار شمال أفغانستان. واعترفت القوات الطاجيكية بقيادة الجنرال أحمد شاه مسعود بخسارتها مواقع في تلك المنطقة المحاذية لولاية قندوز. وعلمت "الحياة" ان عشرات القتلى والجرحى سقطوا نتيجة المعارك، كما أسرت "طالبان" 30 من القادة التابعين لمسعود، فيما استسلم أحدهم مع اتباعه. ويعتبر هذا الاختراق الأول من نوعه لمعاقل مسعود منذ هزيمة الحركة أمام مقاتلي حزب الوحدة الشيعي الموالي لطهران والميليشيات الأوزبكية في أيلول سبتمبر الماضي، وفشلها في السيطرة مرتين على مزار الشريف عاصمة الشمال الأفغاني. وتشكل تخار سداً أمام "طالبان" يحول دون وصولها إلى ولاية بدخشان معقل الرئيس الأفغاني المخلوع برهان الدين رباني ومسقط رأسه. وفي حال تمكنت من السيطرة على هاتين الولايتين، ستكون قادرة على محاصرة قوات مسعود في وادي بنجشير وعزلها عن العالم الخارجي. لكن مراقبين لا يستبعدون ان يكون تراجع مسعود جزءاً من استراتيجية عسكرية لتوجيه ضربة إلى "طالبان"، وذلك لإظهارها بمظهر المعتدي بعد تحميلها مسؤولية انهيار محادثات إسلام آباد، ما ساعد على تأليب الرأي العام الدولي ضدها، خصوصاً مع النداءات الدولية لها لرفع الحصار عن مناطق الشيعة وسط أفغانستان التي تهددها المجاعة، حسب منظمات الاغاثة الدولية. وذكر بيان لبرنامج الأغذية العالمي انه "لا يزال ينتظر مبادرة من قيادة طالبان بشأن ما أعلنه سفيرها في إسلام آباد عبدالحكيم مجاهد الأربعاء الماضي عن السماح بإدخال 800 طن من المواد الغذائية إلى مناطق هزارة جات و200 طن إلى وادي غوربند". ورأى البيان ان هذه الكمية لا تكفي لعشرات الآلاف المحاصرين منذ الصيف الماضي، وترفض الحركة رفع الحصار عن تلك المناطق بحجة ان هذه المواد ستقع في أيدي المقاتلين، ودعا برنامج الأغذية العالمي إلى السماح بنقل عشرة آلاف طن من المواد الغذائية إلى هذه المناطق المحاصرة. ودعا مندوب حزب الوحدة الشيعي في باكستان الدكتور عبدالرسول طالب الأممالمتحدة إلى عدم قبول شروط "طالبان" في ما يتعلق بنقل المواد الغذائية وشحنها وتوزيعها.