تبددت الآمال بشأن التوصل لاتفاق بين الاطراف الافغانية المتحاربة يضمن وقف اطلاق النار ويعيد صوغ النظام السياسي والاجتماعي والاقتصادي. وتحدثت بعض الاطراف الافغانية التي شاركت في المحادثات لپ"الحياة" عن الدور القاصر الذي لعبه الوسطاء. وحسب المصادر الطالبانية حاول الرئيس الافغاني المخلوع برهان الدين رباني إنجاح لجنة العلماء الا ان حزب الوحدة الموالي لطهران هو المسؤول رقم واحد عن انهيارها. وقال المندوب الطالباني عبدالحكيم مجاهد: "تصرف مندوب حزب الوحدة اثناء المحادثات وكأنه رئيس الوفد". وتمكن الوسطاء في اليوم الثالث من عقد مصافحة بين الوفدين الى جانب تشكيل لجنة العلماء مناصفة وهو تنازل ليس بالبسيط من قبل حركة طالبان التي تسيطر على 80 في المئة من البلاد. ويسود الاعتقاد ان المحادثات لم تفشل لو انها علّقت لمزيد من المشاروات وممارسة الضغوط والمضي قدماً في تشكيل لجنة العلماء وعدم ضياع الوقت في قضية مثل رفع الحصار عن مناطق هزارة. وقال عضو في التحالف: "كنا نستطيع ان نرجئ الحديث عن رفع الحصار فهي مسألة انسانية ينبغي حلها في هذا الاطار، لا ان تسيس ويتم نسف المحادثات من اجلها". ولا يستبعد البعض ان يكون الدور الاميركي دفع في هذا الاتجاه من اجل ارضاء ايران وتطمينها بشأن العلاقة الاميركية - الايرانية، وتأمين مصالحها في افغانستان. وما زاد من غرابة دور المنظمة الدولية اصدار برنامج الاغذية العالمي الفاو بياناً بعد ساعات من انهيار المحادثات يتحدث عن تهديد آلاف العائلات في وسط افغانستان بالموت جوعاً ووفاة 100 شخص معظمهم من النساء والاطفال بسبب الحصار الذي تفرضه حركة طالبان على تلك المناطق، ويحمل طالبان مسؤولية ذلك وكأن البيان أعدّ مسبقاً. الى ذلك تم تجاهل مناطق الشمال خصوصاً الخاضعة لسيطرة احمد شاه مسعود التي تعاني من الحصار. ويؤكد القادمون ان اهالي بدخشان يعانون من مجاعة حقيقية سكتت المنظمات الدولية ووسائل العالم عنها. وباعتقاد الكثيرين انه لو بذلت جهود اطول في اقناع نظام الامارة الاسلامية الطالبانية بضرورة رفع الحصار لحصل هذا وما يدل على ذلك موافقة طالبان أثناء المحادثات السماح للأدوية بالمرور الى مناطق الشيعة، وموافقتهم على ارسال 1000 طن من المواد الغذائية توزع على مناطق باميان 800 طن وغوربند 200 طن. ويجزم المتخصصون بالشأن الافغاني ان علّة انهيار كل الاتفاقات الافغانية السابقة مردها اصرار الوسطاء على تسجيل نقاط سياسية لصالح هذه الدولة او تلك بعيداً عن المصلحة الافغانية الى جانب طريقة حل القضية من خلال الحل الشامل وعدم اتباع سياسة الحل الجزئي والخطوة خطوة على طريق بناء الثقة، وذلك على غرار ما يحصل من حوارات بين دول وجهات استغرق حوارها سنوات طويلة.