رغم اجواء التفاؤل التي أشاعها امس القائم بأعمال بعثة الأممالمتحدة جيمس غوبي الذي يشارك في المحادثات الأفغانية في إسلام آباد، فإن رئيس وفد "طالبان" ملا وكيل احمد متوكل، بدد هذا التفاؤل نافياً وجود اتفاق على جدول اعمال المحادثات المقبلة. وكان غوبي ابلغ الصحافيين تحقيق اختراق وتقدم في المحادثات، مشيراً الى ان "الاطراف الافغانية وافقت على جدول اعمال يتضمن وقف اطلاق النار وفتح الطرق الى مناطق محاصرة، وتبادل الاسرى، وتشكيل لجنة للعلماء تتولى المفاوضات السياسية وتحديد مواصفات أعضاء اللجنة". وشدد متوكل على ان وفده "حمل اقتراحاً من أمير المؤمنين ملا محمد عمر زعيم طالبان ينطوي على تشكيل لجنة العلماء، على أساس أن القوانين الإسلامية هي الكفيلة بتحقيق السلام والاستقرار" في أفغانستان. ونفى رئيس وفد "طالبان" ان يكون بحث في مسائل أخرى ما عدا تشكيل لجنة العلماء، متحدياً الذين يخالفونه في الرأي ان يثبتوا ان اعمال الحركة غير صائبة من الوجهة الشرعية وعندئذ "سنترك لهم كل شيء". وقال ل "الحياة" مندوب حزب الوحدة الشيعي الموالي لطهران الدكتور عبدالرسول طالب ان "المحادثات تسير بشكل حسن وقد تستغرق خمسة أيام واتفق على البحث في قضايا مثل وقف النار وتبادل الاسرى ورفع الحصار عن المناطق المحاصرة". وفي وقت استمرت المحادثات في اسلام آباد، تجددت الاشتباكات شمال كابول، بعد توقف اول من امس. وكانت معارك عنيفة دارت عشية انطلاق المحادثات، إذ شنت قوات "طالبان" هجومين عنيفين على مواقع المعارضة سقط خلالها عشرات القتلى والجرحى في صفوف الحركة. وأفاد شهود ان المعارك لم تشهد أفغانستان مثلها منذ أشهر. وتحظى المحادثات الافغانية في اسلام آباد بغطاء دولي واقليمي قلما حظيت به محادثات افغانية في الماضي. وتوقع بعض المصادر التوصل الى اتفاق خصوصاً ان ايران ايدتها. لكن مصادر اخرى استبعدت حصول اتفاق بين الجانبين في ظل التباينات والاختلافات التي طاولت حتى تفسير جدول الاعمال.