حمّلت حركة "طالبان" ايران وحزب الوحدة الشيعي الموالي لها مسؤولية فشل المحادثات في اسلام آباد بين الاطراف الافغانية والتي رعتها منظمتا الأممالمتحدة والمؤتمر الاسلامي. وقال رئيس وفد "طالبان" ملا وكيل احمد شوكل: "اننا نتهم ايران وحزب الوحدة بتعطيل المحادثات". لكنه اكد ان وفده الذي غادر الى قندهار للتشاور مع قيادته سيعود ليستأنف المحادثات غداً الأحد. وكانت المحادثات بدأت الأحد الماضي. ورفضت "طالبان" البحث في مسائل غير تشكيل لجنة العلماء التي ستتولى المفاوضات السياسية لاحقاً، كما رفضت البحث في امور حيوية مثل رفع الحصار عن مناطق هزارة جات ذات الغالبية الشيعية وسط افغانستان ووقف اطلاق النار، وتبادل الأسرى. وأفادت مصادر "طالبان" لپ"الحياة" امس ان التحالف الشمالي المناهض لها "خرج عن جدول الاعمال المحددة للجنة التحضيرية التي التأمت بهدف تشكيل لجنة العلماء فقط". وبدا ان السفير الاميركي في اسلام آباد توماس سيمون فشل في تحريك المحادثات اثر لقاءاته مع الاطراف الافغانية على حدة أول من أمس. وامتدت محادثات الاطراف الافغانية حتى منتصف ليل أول من أمس، خرج بعدها مندوب الأممالمتحدة جيمس ناغومي وأبلغ الصحافيين تأجيل المحادثات حتى الأحد لإتاحة الفرصة لوفد "طالبان" للسفر الى قندهار من اجل التشاور مع قيادته. ورغم نفي "طالبان" وجود ضغوط اميركية وباكستانية عليها لتعديل مواقفها، الا ان بيان برنامج الاغذية العالمي الذي وزع امس فُهم على انه ضغوط دولية على الحركة خصوصاً وانه صدر بعد ساعات فقط من وقف المحادثات. وحمّل البيان "طالبان" بشكل غير مباشر مسؤولية مقتل مئة شخص بين طفل وامرأة وسط افغانستان بسبب الحصار الذي تفرضه على مناطق الشيعة وترفض رفعه. وأوضح البيان ان ثلاثة آلاف عائلة مهددة بالموت خلال أيام بسبب فقدان مخزونها من المواد الغذائية. وعلمت "الحياة" ان السفير الاميركي نصح الاطراف المجتمعة بتعليق محادثاتها عوض الاعلان عن فشلها، وذلك تفادياً لاعطاء انطباع أن الزيارة التي قام بها المندوب الاميركي لدى الأممالمتحدة بيل ريتشاردسون لأفغانستان لم تؤت ثمارها. ولم تستبعد مصادر ديبلوماسية مطلعة على سير المحادثات ان يعود وفد "طالبان" ومعه اعضاء لجنة العلماء لتولي البحث في المسائل السياسية والدينية موضع الخلاف، الامر الذي سيحرج المعارضة ويحوّل المشكلة الى خلاف ديني مذهبي، حسب تصور الحركة لأسباب الحرب.