يدخل منتخب اسكتلندا نهائيات كأس العالم لكرة القدم في فرنسا واضعاً نصب عينيه تخطي الدور الاول للمرة الاولى في تاريخه بعدما اقترب من تحقيقه مرات عدة. وتعود اسكتلندا الى النهائيات بعد غيابها عنها العام 94 في الولاياتالمتحدة علماً أن تأهلت الى مونديالات 74 و78 و82 و86 و90 اضافة الى خوضها مونديالي 84 و58. وخاضت في النهائيات 20 مباراة ففازت في 4 وتعادلت في 6 وخسرت 10. وستحاول اسكتلندا في تجربتها الثامنة ان تنجح حيث فشلت في الماضي لكن القرعة لم ترحمها هذه المرة اذ اوقعتها في مجموعة قوية ضد البرازيل اقوى المرشحين لاحراز اللقب والنروج المنظمة والمغرب افضل فريق افريقي حسب التصنيف الذي يصدره الاتحاد الدولي شهرياً. ولا تعود اسباب فشل المنتخب الاسكتلندي في تخطي الدور الاول خلال تجاربه السابقة الى خلو تشيكلاته من مواهب كبيرة بل لعدم ثبات مستواه من مباراة الى اخرى. فما الفائدة من الفوز على هولندا التي احتلت المركز الثاني في مونديال 78 اذا كان الفريق سيخسر امام البيرو وايران، كما حصل في مونديال الارجنتين العام 78؟ واحتاجت اسكتلندا وقتاً طويلا لتقتنع بانها ليست قوة على ساحة كرة القدم. ذلك ان مدربها السابق آلي ماكلويد رفع توقعات الجميع في بلاده مسؤولين كانوا او مشجعين عندما اعلن ان منتخبه قادر على احراز لقب المونديال العام 78. وضمّ الفريق يومها لاعبين كبار امثال جو جوردان في الهجوم وكيني دالغليش وغريام سونس في الوسط... لكن كل ذلك لم يمنع وقوع الكارثة بالخسارة امام كل من ايران والبيرو وطرد اللاعب ويلي جونستون من البطولة لتعاطيه المنشطات... وبعد هذه الانتكاسة تمكنت اسكتلندا من التأهل الى النهائيات في كل مرة باستثناء العام 94 علماً ان الحظ لم يقف الى جانبها ابداً، اذ خرجت من كؤوس العالم 74 و78 و82 و86 و90 بفارق الاهداف فقط! والفريق الحالي لا يضم اسماء كبيرة ولا احد يعطيه فرصة للعب دور في النهائيات او حتى التقدم الى الدور الثاني، وربما هذا ما تحتاجه اسكتلندا لتحقق هدفها، اذ سيكون بوسع المدرب كريغ براون التحضير للمباريات بهدوء بعيداً عن الضوضاء التي ترافق مثلا تدريبات البرازيل. والتحضير للمباريات هو اختصاص براون الذي يدرس الخصم تماماً ويزود لاعبيه معلومات دقيقة عن كل لاعب سيواجهونه ما يسهل مهمتهم فوق المستطيل الاخضر، وقد يكون هذا العامل اقوى سلاح في ايدي الاسكتلنديين في فرنسا. ورغم ان التشكيلة الاسكتلندية لا تضم لاعبين قادرين على حبس قلوب الجمهور، يعتبر براون ان الفريق يضم بعض النجوم ويذكر مثلا لاعبين من طراز المدافع كولن هندري لاعب بلاكبرن روفرز الانكليزي وكيفن غالاكر من الفريق نفسه وبول لامبرت لاعب سلتيك الحالي وبوروسيا دورتموند الالماني سابقاً وجون كولينز لاعب موناكو الفرنسي... لكن في نظر براون الفريق هو الاساس واللعب الجماعي هو مفتاح الفوز، لذلك سخر قدرات كل لاعب حسب متطلبات الفريق ونجح الى حد بعيد اذ بنى فريقاً منظماً يقدر على مفاجأة الفرق الكبيرة وزعزعت زعامتها. ومنذ تسلم براون قاد المنتخب الى نهائيات كأس الامم الاوروبية في انكلترا العام 96 حيث خرج من... الدور الاول ايضاً. وعرف براون كيف يجد الحافز للاعبيه اذ كانت تصفيات المونديال على الابواب. وحقق الفريق انطلاق قوية بتعادله في فيينا مع النمسا احد المنتخبات المنافسة على التأهل، قبل ان يهزمها في اسكتلندا. كما اكرم ضيافة منتخب السويد المصنف اول في المجموعة بعدما حلّ ثالثاً في مونديال اميركا 94. وردت السويد التحية بالفوز في ستوكهولم. وانتزعت اسكتلندا انتصارات صغيرة لكن عزيزة على فرق الذيل مثل استونيا وبيلاروسيا وليتوانيا... حتى انهت التصفيات في المركز الثاني خلف النمسا متفوقة علي السويد، وتأهلت مباشرة كونها افضل فريق يحتل المركز الثاني في المجموعات الاوروبية. واثبتت التصفيات ان المنتخب الاسكتلندي صلب اذ لم يدخل مرماه الا هدفين فقط في 10 مباريات، لكن في المقابل لم يكن خط هجومه فعالا اذ لم يسجل سوى 15 هدفاً بمعدل 5،1 هدف في المباراة الواحدة وهي نسبة قليلة جداً. ويواجه براون ازمة حقيقية في حراسة المرمى، اذ لا يبشّر المستقبل القريب بظهور حراس مرمى جدد في البلاد لخلافة "العجوزين" جيم ليتون 39 عاماً من هيربنيان واندي غورام 34 عاماً من رينجرز. ويتألق الاخير منذ عاد من الاصابة مع فريقه رينجرز لكنه لا يواجه هدافين محنكين في الدوري الاسكتلندي وقد يختلف الوضع عندما يواجه لاعبين من طراز رونالدو وروماريو... وبنى براون خط الدفاع حول كولن هندري الذي يتمتع بصفات القائد ويوجه لاعبي هذا الخط تماماً. ويساعد هندري لعبه في الدوري الانكليزي الصعب ويتيمز بقدراته الهائلة في الجو وغالباً ما يتقدم الى منطقة جزاء الخصم عند الركلات الركنية والحرة علي الجانبين. والى جانبه يلعب حالياً كولين كولدروود لاعب توتنهام الانكليزي لكن بروز مات ايليوت من ليستر سيتي هذا العام قد يرجح كفته. والمدافعان متميزان لكن ايليوت يتفوق بقدرته على مساندة خط الهجوم خلال الاوقات الحرجة وقد يرجح ذلك كفته على حساب كولدروود. وعلى الجانبين نجد تومي بويد 32 عاماً من سلتيك وتوش ماكينلي 33 عاماً من سلتيك ايضاً. وللدلالة على قوة هذا الخط لم تتلق الشباك الاسكتلندية الا 9 اهداف في آخر 24 مباراة. وسيفتقد خط وسط المنتخب جهود قائد الفريق غاري ماكاليستر الذي تعرض لاصابة في اربطة الركبة حرمته من المشاركة في النهائيات. وستقع مسؤولية هندسة هجمات الفريق على لاعب موناكو جون كولينز 30 عاماً وستفيد خبرته الفرنسية الفريق كثيراً في حملته. والى جانبه نجد ماكنمارا 24 عاماً من سلتيك وبورلي 26 عاماً من سلتيك ايضاً وماكول من رينجرز 34 عاماً ولامبرت 28 عاماً من سلتيك. وخاض الاخير تجربة ناجحة مع دورتموند الالماني واحرز معه كأس الابطال العام الماضي، وسيكون اساسياً الى جانب كولينز في حين يدور تنافس على المركزين الاخرين. ويقود خط الهجوم كيفن غالكر من بلاكبرن الانكليزي الذي سجل 17 هدفاً هذا الموسم. ورغم ان هذا اللاعب بدأ اللعب دولياً ضد كولومبيا العام 88 الا ان الاصابات المتكررة حرمته من تقديم خدماته للمنتخب وهو الان في قمة لياقته ويأمل في تعويض ما فاته، في فرنسا هذا الصيف. وسجل غالاكر ستة اهداف من اهداف فريقه ال15 في التصفيات، وهو الذي يتمتع بذكاء حاد داخل المنطقة ويعرف كيف ينهي الهجمات من اوضاع صعبة. ويحتار براون في اختيار زميل لغالاكر في الهجوم، اذ ان المرشحين الثلاثة غوردون ديوري 32 عاماً والي ماكويست 35 عاماً من رينجرز ودارين جاكسون 31 عاماً من سلتيك لا يلعبون اساسيين بسبب المنافسة من اللاعبين الاجاب في الفريقين. واعتمد براون في السابق على دانكان فرغيسون 26 عاماً من ايفرتون الذي يتمتع بقدرات جسدية وتقنية هائلة لكن الاخير عين موعد لحفلة زفافه في 23 حزيران يونيو المقبل اي يوم تواجه بلاده المغرب في ثالث مباراة لها في الدور الاول. ورغم توسل المدرب له لتأجيل موعد الزفاف الا ان اللاعب اصرّ على الموعد ومن المتوقع الا يكون ضمن التشكيلة الاسكتلندية في المونديال! وقد تستغل اسكتلندا عامل المفاجأة في المباراة الافتتاحية اذ لم يتمكن بطل العالم من الفوز في مباراة الافتتاح منذ بدأ العمل بالنظام العام 78 الا مرة واحدة العام 94 عندما فازت المانيا علي بوليفيا. ففي العام 78 تعادلت المانيا وبولندا سلباً وعام 82 فازت بلجيكا على الارجنتين وفي 86 تعادلت ايطالياوبلغاريا، وفازت الكاميرون على الارجنتين العام 90. وتأمل اسكتلندا ان يكون دورها هذه المرة للعب لتخطي الدور الاول وربما لعب دور كبير، لان بلغاريا قبل مونديال 94 لم تتخط الدور الاول في خمس محاولات قبل ان تبلغ الدور نصف النهائي وتحتل المركز الرابع في اميركا قبل اربع سنوات. ويعرف اللاعبون انها الفرصة الاخيرة لهم لتقديم شيء على المستوى الدولي علماً ان معدل اعمار الفريق 30 عاماً. البطاقة المساحة:770،78 ألف كلم مربع عدد السكان: 957،4 مليون العاصمة: ادنبره تأسس الاتحاد الاسكتلندي العام 1873 وانضم الى فيفا العام 1910 ورئيسه جون ماكغين اللاعبون: 114 ألفاً الاندية: 5700 السجل: بطولة اوروبا للصغار 82 السجل في المونديال: سبع مشاركات و20 مباراة واربعة انتصارات وستة تعادلات و10 خسارات أفضل نتيجة في المونديال: الدور الاول الطريق الى فرنسا اسكتلندا - النمسا 2-صفر النمسا - اسكتلندا صفر-صفر اسكتلندا - السويد 1-صفر السويد - اسكتلندا 2-1 اسكتلندا - لاتفيا 2-صفر لاتفيا - اسكتلندا صفر-2 اسكتلندا - استونيا 2-صفر استونيا- اسكتلندا صفر-صفر اسكتلندا - بيلاروس 4-1 بيلاروس - اسكتلندا صفر-1