أفادت مصادر ديبلوماسية في بروكسيل ان حلف شمال الاطلسي يتجه الى اتخاذ خطوات لتعزيز وجوده في منطقة البلقان، بما في ذلك اقامة مناورات برية وجوية لقواته في البانيا. وجاء ذلك في وقت اعترضت بلغاريا على ما ورد في كتاب للمبعوث الاميركي ريتشارد هولبروك في عنوان "نهاية حرب" تطرق فيه الى وجود اطماع بلغارية في أراضي جمهورية مقدونيا ونقلت وكالات الانباء فقرات منه. وأوضح هولبروك ان معارضته الشديدة لانفصال كوسوفو عن صربيا ناتجة عن ان هذه الاستقلال سيفسر بأن الاقليم جزء من البانيا الكبرى ما يحفز البان مقدونيا لفعل الشيء ذاته "وسيؤدي الى مشاكل في المنطقة بكاملها حيث سيتحرك اليونانيون البالغ عددهم في جنوبالبانيا حوالى 300 ألف شخص وبعد ذلك ربما ستقرر بلغاريا الاستيلاء على جزء من مقدونيا". وأشار هولبروك الى ان الولاياتالمتحدة تسعى الى الحيلولة دون حصول مثل هذه التطورات المأسوية كي لا يتكرر الخطأ الذي ارتكبته سابقاً عندما تأخرت في السعي الى حل مشاكل يوغوسلافيا السابقة. وقال ان "شكلاً من أشكال التواجد الدولي يجب ان يتم في كوسوفو". يذكر ان بلغاريا تعتبر ان المقدونيين يتحدرون من أصول بلغارية وهي لا تزال حتى الآن ترفض الاعتراف بوجود لغة تسمى "مقدونية" وتعتبرها بلغارية. من جهة اخرى، بدأ وزراء خارجية دول حلف شمال الاطلسي امس الخميس اجتماعاً في لوكسمبورغ سيطر الوضع في كوسوفو على جدول أعماله. واتجه الوزراء الى اعتماد اجراءات من شأنها صيانة المناطق الحدودية في البانياومقدونيا من امتداد العنف اليها من خلال تبني خطة تتضمن تدريبات ونصائح يقدمها الحلف من خلال وجوده في المنطقة. وقدر خبراء الحلف ان حماية الحدود الالبانية تتطلب انتشار قوة عسكرية قوامها نحو 23 ألف جندي. وأصدر البرلمان الالباني في تيرانا بياناً بمناسبة اجتماع لوكسمبورغ طالب "بنشر قوات تابعة لحلف شمال الاطلسي في اراضي كوسوفو ومشاركة طرف ثالث في المفاوضات الجارية بين حكومة بلغراد والبان كوسوفو". من جهة اخرى، اتفق الطرفان الصربي والالباني على تأجيل الجولة الثانية من مفاوضاتهما التي كان مقرراً عقدها اليوم الجمعة الى موعد آخر يتم تحديده بعد عودة الوفد الذي يرأسه ابراهيم روغوفا من زيارته الحالية للولايات المتحدة.