حذّر الرئيس المقدوني كيرو غليغوروف من مشكلة تغيير التركيبة السكانية في بلاده بسبب النزوح الالباني الكبير الذي سيحصل من اقليم كوسوفو في حال عدم ايجاد حل للأزمة المتفاقمة فيه فيما اكدت كل من بلغارياوالبانيا خطورة الوضع في كوسوفو على أمن واستقرار دول المنطقة. وجاء ذلك بعد تصريح من المفوضة العليا الدولية لشؤون اللاجئين ساداكو اوغاتا لمجلة المانية قالت فيه ان على اوروبا ان تتوقع "سيلاً من اللاجئين" من كوسوفو اذ تصاعد العنف هناك. ورجحت ان المانيا ستكون المقصد الرئيسي للاجئين. يأتي ذلك في وقت اشتد تبادل الاتهامات بين بلغراد وواشنطن اثر رفض الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش استقبال المبعوث الاميركي الخاص الى منطقة البلقان روبرت غيلبارد. ووصفت وكالة "تانيوغ" شبه الرسمية التي مقرها بلغراد غيلبارد ب "عدم الموضوعية" في مهمته في كوسوفو. وقالت في تعليق وزعته امس الاحد "ان المبعوث الاميركي اظهر رعايته الفائقة لدعاة الانفصال ودافع عن الذين يبررون ارهاب جيش تحرير كوسوفو على رغم ادعائه بأنه ضد استقلال الاقليم". ومن جانبه افاد غيلبارد في تصريحات نشرت امس ان ميلوشيفيتش "لا يزال مستمراً في خلق المشاكل للعالم اجمع". وأضاف "اذا رغبت يوغوسلافيا في تحسين وضعها السياسي والاقتصادي المزري فيتوجب على رئيسها احترام المعايير الدولية وفهم الرسالة بقرب فرض مزيد من العقوبات على بلاده بسبب طريقة معاملتها لألبان كوسوفو". على صعيد آخر ازدادت مخاوف الدول المجاورة من خطورة الاوضاع في كوسوفو ونقل تلفزيون سكوبيا امس عن الرئيس المقدوني كيرو غليغوروف ان "مشكلة كوسوفو لا يمكن ان تكون من شؤون صربيا ويوغوسلافيا الداخلية ما دامت تؤثر على الامن في المنطقة". وأشار الى مخاطر تدفق اللاجئين من كوسوفو الى بلاده "لأنه سيؤدي الى خلل في الوضع الديموغرافي في مقدونيا". يذكر ان الألبان يشكلون نحو ربع مجموع سكان مقدونيا البالغ عددهم نحو مليوني نسمة، وان الوضع فيها يتسم بالحساسية الشديدة بسبب التنوع العرقي ومطالب الالبان الذين ينتشرون على المنطقة الحدودية مع كوسوفو والبانيا بمزيد من الادارة الذاتية. على الصعيد نفسه نُشرت امس تصريحات لوزيرة خارجية بلغاريا نادجدا ميخائيلوفيتش التي اجتمعت في بلغراد اول من أمس السبت مع الرئيس ميلوشيفيتش ذكرت فيها "ان ازمة كوسوفو ليست مقتصرة على شؤون يوغوسلافيا الداخلية لأنها يمكن ان تهدد امن واستقرار الدول المجاورة". وفي تيرانا طلب الحزب الاشتراكي الحاكم في البانيا نشر وحدات لحلف شمال الاطلسي في المناطق الالبانية القريبة من حدود كوسوفو وأوضح رئيس الكتلة البرلمان للحزب بانديلي مايكو ان "حلف شمال الاطلسي هو الوسيلة الوحيدة القادرة على منع نشوب حرب شاملة في البلقان".