جاكارتا، واشنطن - رويترز، أف ب - اكد الرئيس الاندونيسي يوسف حبيبي أمس لرئيس لجنة فرعية في مجلس النواب الأميركي ان بلاده لا تعتزم اقامة دولة اسلامية في اطار اصلاحاتها السياسية المقترحة. واعتبرت ادارة الرئيس بيل كلينتون ان التطورات منذ تسلم حبيبي السلطة "مشجعة". وقال النائب كريس سميث رئيس اللجنة الفرعية لحقوق الانسان في مؤتمر صحافي عقده إثر لقائه حبيبي انه تساءل في اثناء اللقاء عن احتمالات تحول اندونيسيا دولة اسلامية. وأوضح: "كانت هناك مخاوف في الغرب في شأن نوع الحكومة الجديدة في اندونيسيا واكد لنا الرئيس حبيبي انه يريد ان يكون التسامح السمة المميزة لفترة توليه الرئاسة". واضاف سميث: "اكد لنا الرئيس ان البانكاسيلا عقيدة الدولة تستبعد اقامة نظام اسلامي، وان شعار اندونيسيا سيكون التسامح وستكون للناس حرية ممارسة عقائدهم واحترام الاديان الاخرى". وأضاف انه والحكومة الأميركية يأملان ويتوقعان الا تصبح اندونيسيا دولة اسلامية. معروف أن أندونيسيا أكبر بلد اسلامي ويشكل المسلمون نحو 85 في المئة من عدد سكانها البالغ 202 مليون نسمة. وتابع سميث انه سلم حبيبي رسالة موقعة من 15 عضوا في الكونغرس الأميركي يطالبون فيها بالافراج عن المسجونين السياسيين ووضع جدول زمني واضح لاجراء انتخابات عادلة وعدم فرض قيود على المعارضة والحوار في شأن الوضع السياسي لتيمور الشرقية واريان جايا. وتطالب الرسالة ايضا الحكومة بالالتزام بالمصادقة على معاهدات حقوق الانسان الرئيسية واعادة النظر في الدور السياسي والاجتماعي الذي يلعبه الجيش. من جهة اخرى اعتبرت ادارة كلينتون ان الوعد الذي قطعه حبيبي باجراء انتخابات قريبة امر "مشجع" ملمحا الى ان استئناف قيام صندوق النقد الدولي بدفع مساعداته مرتبط بتقدم الاصلاحات في اندونيسيا. وقال الناطق باسم البيت الابيض مايكل ماكاري أول من امس ان "قيام قيادة البلاد مع الشعب بالبحث في سبل تعزيز الانتقال الى الديموقراطية هو تطور مشجع". واضاف ان "الحكومة الاميركية كانت دائما تترقب الخطوات التي يمكن ان تنجز في اندونيسيا للقيام باصلاح سياسي، وهي حريصة على ان يتخذ الشعب هذه الخطوات". ورفض ماكاري تحديد اي موعد محتمل لاستئناف البرنامج الخاص بصندوق النقد الدولي الذي خصص 40 بليون دولار لاندونيسيا، وتوقف العمل به بسبب الاضطرابات الاخيرة التي اطاحت سوهارتو. واكتفى بالقول: "نريد ان نرى تقدما اقتصاديا وسياسيا لان ذلك يشكل قاعدة لاستقرار طويل الامد". وأوضح ان البيت الابيض لا يزال ينتظر تحديد موعد الانتخابات في اندونيسيا.