جاكرتا، واشنطن - رويترز - تدخل الرئيس الأميركي بيل كلينتون شخصياً أمس في الأزمة التي تشهدها آسيا، وأبلغ الرئيس الاندونيسي سوهارتو في اتصال هاتفي استغرق 25 دقيقة انه يتعين على اندونيسيا مواصلة تطبيق الاصلاحات الاقتصادية. وقال وزير الدولة الاندونيسي مورديونو ان سوهارتو وافق على تقويم كلينتون وأنه "سينفذ بجدية" الاصلاحات. وأعلن البيت الأبيض ان كلينتون تحدث ايضاً لمدة 12 دقيقة الى رئيس وزراء سنغافورة جوه تشوك تونغ، وقال ان وفداً أميركياً سيسافر الى جنوب شرق آسيا لاجراء مشاورات. ونشرت أمس الجمعة نداءات الى الرئيس سوهارتو 76 عاماً ليتنحى، وهو أمر لم يكن ليبدو معقولاً قبل أسبوع، في الصفحة الأولى من صحيفة "جاكرتا بوست" وهي أكبر الصحف توزيعاً باللغة الانكليزية. وخيم الهدوء على جاكرتا أمس وليس هناك ما يشير الى زيادة تواجد القوات في العاصمة التي يزيد عدد سكانها على عشرة ملايين شخص. وفي الوقت الذي تسعى اندونيسيا الى المحافظة على الاستقرار، أعلنت مؤسسة "ستاندرد اند بورد" عن خفض جديد في التصنيف الائتماني لهذا البلد. وخفضت المؤسسة تصنيف اندونيسيا بالنسبة للالتزامات بالعملات الأجنبية في الأمد الطويل والعملة المحلية في الأمد القريب. وكانت الأسواق المالية هادئة بعد الانخفاض التاريخي أول من أمس الخميس، لكن محلات السوبرماركت لا تزال مزدحمة بالمشترين الحريصين على تخزين الأغذية والسلع الأساسية خوفاً من ارتفاع معدل التضخم على نحو كبير. واستعادت الروبية نحو 25 في المئة من قيمتها بعدما هبطت الى 10 آلاف روبية مقابل الدولار أول من أمس، لكن مؤشر سوق الأسهم في جاكرتا انخفض أكثر من 2 في المئة بعدما تراجع نحو 12 في المئة في اليوم السابق. وباعت ستي هارديانتي روكمانا الأبنة الكبرى لسوهارتو دولارات أميركية واستبدلتها بروبيات في بنك حكومي أمس في محاولة علنية لاستعادة الثقة في العملة الاندونيسية. ولم تذكر المبلغ الذي باعته، لكن مساعدين قالوا انه 50 ألف دولار. وقد تفجرت الأزمة المالية في اندونيسيا وتحولت الى حال من الفوضى، مما سبب صدمة في دول آسيوية أخرى تسعى الى تخفيف متاعبها الاقتصادية، عندما أعلن سوهارتو موازنة عام 1998 - 1999 الثلثاء الماضي. وأشار محللون الى ان الموازنة لا تتضمن مقترحات ملموسة لتطبيقها من خلال برنامج اصلاحات تم الاتفاق عليه مع صندوق النقد الدولي مقابل خطة انقاذ تكلف 43 بليون دولار. وقال مسؤول أميركي كبير وهو يتحدث عن مكالمة كلينتون مع سوهارتو ان "الرئيس أوضح تماماً ضرورة تطبيق برنامج صندوق النقد الدولي". وأكد كلينتون أهمية اندونيسيا للمنطقة وللولايات المتحدة. وأضاف المسؤول ان نائب وزير الخزانة الأميركي لورانس سومرز سيزور اندونيسيا ودولاً آسيوية أخرى ابتداء من اليوم السبت ليوجز موقف كلينتون في شأن الأزمة الاقتصادية في المنطقة. من جهته أعلن صندوق النقد الدولي انه سيرسل فريق خبراء لزيارة اندونيسيا الأسبوع المقبل للبحث في أحدث التطورات ومعرفة ما إذا كان يمكن تعزيز الاصلاحات وتعجيل مسارها. وقال ستانلي فيشر النائب الأول للعضو المنتدب للصندوق لشبكة تلفزيون "سي ان ان": "نود ان نسرع خطى البرنامج لأن كثيرين يعتقدون ان الحكومة الاندونيسية ليست ملتزمة حقاً بتنفيذ البرنامج". وذكر بيان للصندوق ان الفريق سيدرس أحدث تطورات الأسواق ومقترحات الموازنة الجديدة لاندونيسيا. وأضاف ان الهبوط الأخير للعملة المحلية كان مبالغاً فيه.