واصلت السلطات الباكستانية امس محاولة "فك لغز" خطف طائرة باكستانية من طراز فوكر كان على متنها 29 راكباً وهي في طريقها من ميناء جواد على بحر العرب الى كراتشي العاصمة الاقتصادية للبلاد اول من امس. وقالت مصادر مطلعة في اسلام اباد ان اجهزة الأمن تسعى الى معرفة هل للهند دور في عملية الخطف خصوصاً مع وجود اشارات عدة الى ذلك، فالخاطفون الثلاثة يتحدرون من اثنية البلوش وينتمون الى المنظمة الطلابية الفيديرالية المعروفة تاريخياً بتوجهها اليساري وارتباطاتها بالهند وروسيا. وزاد من المخاوف الباكستانية إصرار الخاطفين الثلاثة على التوجه الى نيودلهي علماً ان الطيار خدعهم حين أبلغهم هبوطه في مطار بصحراء راجستان، وان ضباطاً باكستانيين قادمين من أجل التعرف على مطالبهم، وفي غضون ذلك، اطفئت أضواء المطار وشنت القوات الخاصة الباكستانية هجوماً على الطائرة فحررت المحتجزين دون ان أن يصاب أحدهم بأذى. وحسب الناطق باسم شركة الخطوط الجوية الباكستانية فإن الخاطفين طلبوا فدية تقدر بمليوني دولار اميركي الى جانب مطالبتهم الحكومة الباكستانية بالاهتمام بإقليمهم بلوخستان وعاصمته كوتيا على الحدود مع ايران، اذ معروف عن أكثرية قرى وبلدات الاقليم انها تعاني من الاهمال وعدم تزويدها بضرورات الحياة مثل المياه والكهرباء والغاز. وشدد الخاطفون على ضرورة عدم اجراء باكستان تفجيراتها النووية في صحراء بلوخستان وهو ما أقلق السلطات الباكستانية التي توحد الرأي العام فيها بكافة أطيافه السياسية والعرقية إزاء ضرورة اجراء الاختبار النووي. وفور الاعلان عن خطف الطائرة أبدت اسلام آباد مخاوفها من ان تكون الحادثة مقدمة لاندلاع حرب مع الهند خصوصاً ان شرارة حرب 1971 التي أدت الى انفصال بنغلادش كانت بسبب إقدام عناصر كشميرية على خطف طائرة هندية، واتهام نيودلهي حينها باكستان بالتورط في ذلك.