1 - بورتريه - تمثال لُفافَةُ التبغ في فمه لحيةٌ كثَّةٌ تَفضحُ العُمرَ، في عتبةِ الأربعين غزاها المشيبُ وجهُهُ يتغضَّنُ من غَضَبٍ دائمٍ ومن حُزُن دائمٍ من زمانٍ حقير من كلابٍ تطاردهُ يتغضّنُ من فشلٍ دائمٍ في الصداقاتِ، من خيبةٍ في السياسةِ من ضجرٍ في الأدبْ دائمُ النطراتِ الى أُفُقٍ تتراكَمُ فيه الغيوم يتصاعدُ فيه الغبار يدهُ فوقَ خدّه أصابِعُهُ في هدوءٍ تمسِّدُ لحيتَه وبعد قليلٍ يتحجّرْ فأرفعه من مكانِه وأُجلسه فوقَ رفِّ التماثيل 2 - المعطف معطفي يتدلى وحيداً على هيكلٍ من حديدْ يميلُ الى جهةٍ مثقلٌ بمفاتيح بيتٍ أُبدّلها كلَّ عام بعناوينَ أفقدُها بعدَ يومينِ بعلبة تبغٍ بوثائَقَ رسميةٍ بقصائد مخطوطةٍ بمكانٍ لكفين حينَ ألبسُهُ أدسهما فيه 3- الشاعر والقيصر في كلِّ مرة أضطر ان أضعَ اليدَ اليمنى على الكَتِفِ اليسارْ وأقول مبتسماً: - ها أنتَ تكتهلُ فَتَحلَّ بالصبرِ الجميلِ، بحكمةٍ أو دَعْ لقيصرَ ما لقيصَرْ اذ دائماً في كلِّ أرضٍ قيصرٌ يعلو ويستولي ويطغى ثمَّ انكَ شاعرٌ ولديكَ مملكةٌ من الكلمات، تستولي وتطغى في أراضيها وحيدا ماذا تقول؟ إسمعْ كلامي وتَحلَّ بالصبرِ الجميلِ بحكمةٍ أو دَعْ لقيصرَ ما لقيصرْ واكتب ْ نشيدَك