بلفاست - أ ف ب، رويتر - يدلي نحو 8،3 ملايين ناخب في جزيرة ايرلندا الجمهورية وشطرها الشمالي المندمج في الاتحاد البريطاني اليوم الجمعة برأيهم في استفتاء تاريخي على التقاسم الجديد للسلطة بين الكاثوليك والبروتستانت في ايرلندا الشمالية التي توجه اليها رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أول من أمس ليضع ثقله وراء المؤيدين لاتفاق السلام واقناع المترددين من الناخبين. وهذه ثالث زيارة الى ألستر في غضون خمسة عشر يوماً يقوم بها بلير سعياً الى الحصول على تأييد قوي يعتبر وحده الكفيل بضمان تطبيق الاتفاق. واعتبر بلير ان الزخم في عملية السلام تزايد عشية التصويت في شمال ايرلندا التي سقط فيها ثلاثة آلاف و600 قتيل في مواجهات وأعمال عنف وتفجير قنابل بين الكاثوليك والبروتستانت، من جهة وبينهما والقوات البريطانية من جهة اخرى خلال الثلاثين سنة الماضية. واعتبر بلير انه لا يوجد بديل من التصويت ب "نعم"، وقال: "انني أتفهم القلق الناجم عن اتفاق السلام وقد سعيت الى تبديده. ولكنني أقول بصدق إنه الاتفاق يمثل أفضل فرصة للمستقبل في إيرلندا الشمالية". وكان بلير اعتبر أول من أمس أنه إذا ضاعت الفرصة الحالية فربما لن تأتي فرصة مماثلة إلا بعد جيل كامل. وفي جمهورية ايرلندا حيث يتوقع ان تصوت غالبية ساحقة الى جانب الاتفاق اعرب رئيس الوزراء بيرتي أهيرن عن امله هو ايضا في "تصويت كثيف مؤات في الشمال والجنوب" يفضي الى برلمان "قوي قادر على تطبيق الاتفاق". وفي الشمال، يؤيد 80 في المئة من الكاثوليك القوميين الاتفاق حسب استطلاعات الرأي الاخيرة التي توقعت "نعم" شاملة تزيد عن 60 في المئة. اما الفريق البروتستانتي فيبدو منقسما الى ثلاثة تيارات متساوية بين مؤيد ورافض ومتردد. وللمرة الأولى في غضون ثلاثة عقود من التاريخ الدامي، يدعى ناخبو ايرلندا الشمالية الى التصويت، ليس لأحزاب، بل على تسوية سياسية لجزيرتهم. وبطرحها اتفاق ستورمونت المبرم في العاشر من نيسان ابريل بين مختلف الاطراف على استفتاء شعبي سعت لندن الى تجنب الوقوع في خطأ تاريخي جديد. ففي 1974، وقع اتفاق بين الحزبين الكبيرين الوحدوي بروتستانتي والقومي كاثوليكي لكنه انهار إثر اضراب بروتستانتي عام بدعوة من الوحدوي المتشدد إيان بايزلي الذي تذرع بأن الشعب لم يستشر. وكانت الحملة تمهيدا لاجراء الاستفتاء حول اتفاق السلام في ألستر اشتدت الثلثاء الماضي مع بروز دلائل اولى على موافقة زعماء اكبر حزبين بروتستانتي وكاثوليكي على اتفاق السلام ما قد يعطي دفعة جديدة لمعسكر المؤيدين له. وظهر ديفيد تريمبل عن الحزب الوحدوي البروتستانتي المعتدل وجون هيوم عن الحزب القومي الكاثوليكي المعتدل جنبا الى جنب خلال حفلة موسيقية أقيمت في بلفاست لاقناع الشباب بالتصويت ب "نعم"، في حين ان استطلاعات الرأي أشارت الى انشقاقات مثيرة للقلق داخل المجموعة البروتستانتية. والدليل على قلق لندن من نتائج استفتاء اليوم هو هذه المشاركة النشطة لرئيس اللوزراء البريطاني في الحملة. وبلير هو المهندس الرئيسي لاتفاق ستورمونت.