لندن، بلفاست - اف ب - اعتبر رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ان "الامور تسير في اتجاه السلام" في ايرلندا الشمالية بعد الدعم الكبير الذي قدمه الحزب الوحدوي الاساسي لاتفاق السلام المبرم الاسبوع الماضي. واعلن بلير ذلك في تصريح ل "هيئة الاذاعة البريطانية" من مدينة جدة في السعودية التي وصلها أول من أمس في اطار جولته الحالية في الشرق الاوسط. واضاف ان ديفيد تريمبل وقيادات حزب "أولستر الوحدوي" اتخذوا "موقفا شجاعا وحازما"، مضيفا انهم "قاموا بمجازفة وكسبوا". وقال: "يبدو لي ان الامور تسير بثبات في اتجاه السلام"، واكد ان الفرصة المتاحة لتحقيق السلام هي "فرصة فريدة من نوعها". وختم: "اذا اخذنا في الاعتبار ما كنا عليه منذ سنة، بل منذ بضعة اشهر، يمكننا القول اننا قطعنا شوطا كبيرا ولكن لا يزال امامنا الكثير". وعزز الدعم الكبير الذي اظهره اعضاء حزب أولستر الوحدوي للتسوية التي ابرمت الاسبوع الماضي، فرص نجاح اتفاق السلام في ايرلندا التي يناقشها ايضا حزب "شين فين"، الجناح السياسي للجيش الجمهوري الايرلندي في دبلن. ورحب تريمبل، وهو زعيم اكبر احزاب ايرلندا البروتستانتية التي تؤيد الاتحاد البريطاني، بارتياح جلي بموافقة 544 عضوا من مؤتمر حزبه على الاتفاق ورفض 210 اعضاء اخرين له. ويطلق هذا التصويت يد تريمبل في قيادة حملة مؤيدة للاتفاق تمهيدا للاستفتاء المقرر في 22 ايار مايو المقبل في جنوبايرلندا وشمالها. واعرب تريمبل عن أمله في ان يكون هذا التصويت "تمهيدا لحقبة جديدة يمكن لكل سكان ايرلندا الشمالية فيها ان يتقاسموا الادارة المحلية في دولة متعددة القوميات والاعراق حيث يمكن للناس ان يعملوا معا فعلا". وفي دبلن رحب جيري ادامز زعيم "شين فين" خلال ترؤسه لمؤتمر حزبه بنجاح خصمه السياسي وقال: "احسنت يا ديفيد" فرد الحضور بالتصفيق. واعتبر المسؤول الثاني في الحزب الوحدوي جون تايلور ان تأييد الحزب لاتفاق السلام بنسبة 70 في المئة يشكل نتيجة "ممتازة"، خصوصا ان رفض الحزب لهذه التوصية كان سيقضي عمليا على مصير الاتفاق الذي تحقق بعد سنتين من المفاوضات بين البروتستانت الوحدويين والكاثوليك القوميين. وشدد تريمبل على ان "الباب مفتوح" امام المعترضين في حزبه وفي صفوف الوحدويين من الخارج. وكان عشرات من اعضاء حزب أولستر الديموقراطي بزعامة القس المتطرف ايان بايسلي استقبلوا تريمبل لدى وصوله الى اجتماع حزبه بهتافات مثل "خيانة" و"استسلام". وفي دبلن واجه آدامز ايضا مخاوف من قبل بعض المندوبين الى مؤتمر حزبه، وعددهم ألفا مندوب، الذي قرر التمهل فترة شهر قبل التصويت على الاتفاق. وقال ادامز: "هذا الاتفاق ليس تسوية نهائية بل يمكن ان يصبح مرحلة انتقالية نحو توحيد ايرلندا". وشارك في المؤتمر اربعة معتقلين من الجيش الجمهوري الايرلندي حصلوا على اذن لمدة 48 ساعة. وتعتبر موافقة المعتقلين على الاتفاق شرطا حيويا لتطبيقه والاستمرار في احترام وقف النار الذي اعلنه الجيش الجمهوري الايرلندي في تموز يوليو 1997.