ثار جدل عراقي - مصري بسبب استضافة القاهرة حواراً عربياً - كردياً عراقياً دعت الى عقده "اللجنة العصرية للتضامن" منظمة غير حكومية في 27 و28 أيار مايو الجاري. وأكد الجانب المصري تصميمه على "الحوار ورفض مصادرة بغداد الحق في الحوار والتعرف الى الحقائق"، فيما احتج "مجلس السلم والتضامن العراقي" في رسالة بعث بها رئيسه صلاح المختار الى السيد أحمد حمروش رئيس اللجنة، على عقد هذا الحوار، ووصفه بأنه "سلبي يتجاهل جوهر المشكلة الكردية في ايرانوتركيا، وهذا ما تريده الأطراف المعادية للأمة العربية. ووجه انتقادات حادة الى اللجنة مطالباً بإلغاء الحوار. وعبّر المختار عن "قلق بغداد من هذا الحوار" ورأى ان "توقيت الدعوة الى الحوار غير مناسب كونه يتزامن مع الاستخدام الاميركي - البريطاني للورقة الكردية ضد العراق في مسعى لتقسيم البلد كما ظهر خلال الأزمة الأخيرة في شباط فبراير الماضي" وزاد ان "الولاياتالمتحدة تتوكأ على حجة حماية أكراد العراق لإبقاء العزل الاجباري لشمال العراق والحصار بزعم ان العراق لم ينفذ التزاماته في شأن حقوق الاقليات. واعتبرت رسالة "مجلس السلم" ان عقد الحوار "يؤثر سلباً على الحوار الدائر بين الحكومة العراقية والأكراد خصوصاً ان العقبة الرئيسية، أمام تتويج هذا الحوار باتفاق، هي مواقف بريطانيا واميركا". وعبر المجلس عن أمله بتراجع "اللجنة المصرية" عن عقد الحوار. وعزا حمروش في تصريحات الى "الحياة" جعل الحوار الكردي مقتصراً على الحوار مع العراق، الى "عنصر التوقيت اذ تشهد منطقة كردستان الاستراتيجية للأمن القومي العربي تدخلات من جانب تركيا وأطراف أخرى، علاوة على الحصار الذي يعانيه الشعب العراقي". وزاد: "اهتمامنا بأكراد العراق يرجع أيضاً الى انهم وحدهم بين الاكراد في المنطقة الذين اعترف بهم الدستور العراقي عام 1971 كقومية الى جانب العرب يشكلون معاً شعب العراق". وشدد على "رفض أي محاولة لمصادرة الحق في الحوار أو حق مصر والعالم العربي في التعرف الى حقائق الأمور، والعمل لتحسين العلاقات بين العرب والقوميات الأخرى، لأن أخطار التدخلات الخارجية عبر قضية الأكراد ستصل الى مصر وسورية وغيرها من البلدان العربية"، معتبراً ان النظر الى الحوار بوصفه يمس وحدة العراق "تصور خاطئ". ورأى حمروش ان الحوار جاء متأخراً "لأننا كعرب تعودنا معالجة مشاكل القوميات والأقليات بتقليل أهميتها بدل مناقشتها بصراحة وتأكيد حق المواطنة لأي انسان لتثبيت الاستقرار". ويناقش الحوار العربي - الكردي ثلاثة مواضيع اساسية هي: "العلاقات التاريخية بين العرب والاكراد"، و"كردستان الحاضر والمستقبل في اطار وحدة العراق"، و"الرؤية العربية - الكردية لقضايا السلام واستقرار المنطقة". وسيشارك في الحوار وفدان يضم كل منهما 13 عضواً من الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني. واستبعد حمروش مشاركة بارزاني، لكنه توقع حضور طالباني، اضافة الى عدد من السياسيين والمثقفين المصريين وأعضاء لجان التضامن في دول عربية بينها اليمن والأردن وفلسطين وسورية والسودان.