توقفت الاشتباكات التي كانت بدأت بين القوات الاريترية وبين القوات الاثيوبية في السادس من الشهر الجاري في نزاع على مناطق حدودية يدعي كل من البلدين ملكيته لها. لكن التوتر استمر بين البلدين أمس مع تصاعد الحرب الكلامية والاتهامات المتبادلة بانتهاك قوات كل منهما حدود البلد الآخر. واعترف السفير الاريتري في أديس أبابا غيرما أسمروم في مؤتمر صحافي أمس ان القوات الاريترية احتلت مناطق في إقليم بادومي شمال غربي اثيوبيا. لكنه أكد ان ذلك حصل فقط، بعدما هاجمت القوات الاثيوبية قوات بلاده مطلع الشهر الجاري. ورافق هذه التطورات أول مسعى ديبلوماسي قاده الرئيس الجيبوتي حسن غوليد ابتيدون في محاولة لاحتواء النزاع. راجع صفحة 6 وأكد مصدر اريتري من أسمرا في اتصال هاتفي مع "الحياة" ان الاشتباكات التي كانت اندلعت في جنوب غربي اريتريا شمال غربي اثيوبيا توقفت منذ اول من أمس، وان قوات الجانبين تلتزم المواقع الموجودة فيها. ونقل عن الرئيس الاريتري اساياس افورقي نفيه في حديث الى التلفزيون الاريتري مساء اول من امس ان تكون القوات الاريترية تجاوزت حدود بلادها. وقال: "إن النظامين الحاكمين حالياً في اريتريا وفي اثيوبيا لا علاقة لهما برسم الحدود الحالية الموروثة". وجدد ما ذكره مجلس الوزراء الاريتري في اجتماعه اول من امس عن "الدعوة إلى حل سلمي للنزاع عبر المفاوضات بحضور طرف ثالث، أو عبر التحكيم الدولي لبت النزاع". وبثت اذاعة "فانا" الناطقة باسم الجبهة الثورية الديموقراطية لشعوب اثيوبيا الحاكمة امس ان القوات الاريترية توغلت عشرات الكيلومترات داخل الاراضي الاثيوبية واحتلت بلدة باديمي الحدودية وكادت تصل الى مدينة شيرارو فى مثلث يرغا. في شمال غربي اثيوبيا. وعقد مجلس الوزراء الاثيوبي مساء امس اجتماعاً طارئاً للرد على بيان مجلس الوزراء الاريتري الذي دعا الى التفاوض او التحكيم في النزاع. وعقد السفير الاريتري أسمروم مؤتمراً صحافياً امس في اديس ابابا وحاول التقليل من اهمية النزاع، وقال ان بلاده منفتحة على "كل الوساطات" ومستعدة لإجراء عملية تفتيش دولية لحل النزاع الذي وصفه بأنه "مجرد مناوشات صغيرة أخذت أحجاماً مضخمة". وقال إن "خمس أو ست مناطق تتطلب تحكيماً"، وأن القوات الاثيوبية تحتل مدناً اريترية. واضاف "انها ليست المرة الاولى التي تحتل فيها القوات الاريترية باديمي، والقوات الاثيوبية عبرت الى الاراضي الاريترية مرات عدة في السابق".