القاهرة - أ.ف.ب، بيروت - "الحياة" - دانت جامعة الدول العربية امس الغارة التي شنّتها طائرات اسرائيلية على موقع لحركة "فتح - الانتفاضة" بقيادة العقيد ابو موسى في البقاع الأوسط، وأدت الى مقتل 10 فلسطينيين وجرح 26. وقال الامين العام المساعد للجامعة احمد بن حلي "ان العمل الاسرائيلي الوحشي على المناطق اللبنانية المدنية يظهر النيات الاسرائيلية العدوانية حيال لبنان ويكشف مدى زيف طرح رئىس وزراء اسرائىل بنيامين نتانياهو المتطرف في شأن الانسحاب من جنوبلبنان". وأضاف "ان هذا الاعتداء يؤكد ان كل ما يطرح هدفه التنصل من تطبيق قرارات الشرعية الدولية". الحص واستغرب رئىس الحكومة السابق النائب سليم الحص التعليق الذي ادلى به السفير الاميركي في لبنان ريتشارد جونز على الغارة الاسرائيلية لجهة قوله "ان الناس يجب ان يتساءلوا لماذا وجود المخيمات الفلسطينية في البقاع ولا اعلم ماذا تفعل هناك؟". ولفت الحص السفير الاميركي الى "ان الفلسطينيون ينتشرون في البقاع والشمال وضواحي بيروتوالجنوب، اي في كل مكان من لبنان لسبب بسيط هو انهم طُردوا من ديارهم في فلسطين وشرّدوا في طول العالم العربي وعرضه بمباركة من الدول الكبرى وعلى رأسها الولاياتالمتحدة الأميركية". وأضاف الحص "بقيت قضيتهم عالقة حتى اليوم وسيبقون مشرّدين في العالم ما دامت الدول تدعم اسرائيل بالمال والسلاح والتغطية السياسية والديبلوماسية، وتمالئ اسرائيل في الحؤول دون قيام الوطن الفلسطيني على ارض فلسطين. ويتساءل الناس عن موقف الولاياتالمتحدة من استخدام اسرائيل السلاح الاميركي في اعتداءاتها على الجنوب والبقاع الغربي والمخيمات، لا بل في اجتياحها الجنوب عام 1978، وحربها الشاملة على لبنان عام 1982، والعدوانين الواسعين الآثمين اللذين نفّذتهما عامي 1993 و1996، وكذلك في سائر اعتداءاتها على الأمة العربية على امتداد نصف قرن من وجودها؟". مخيبر لكن رئىس "التجمع للجمهورية" الدكتور ألبير مخيبر اعتبر "ان تصريح السفير الاميركي يعبّر في وضوح عما يتساءله اللبنانيون انفسهم ويسألون حكومتهم عن الوجود الفلسطيني العسكري في منطقة البقاع وماذا يفعل ومن هو المسؤول عن هذه الحرب الجديدة في البقاع؟". وأضاف "ان لبنان الوطن الصغير يحمل كل اعباء الصراع العربي الاسرائيلي، أما آن له ان يرتاح من سلسلة العنف المستمر؟". وتابع "ان الرأي العام العالمي خصوصاً الولاياتالمتحدة والدول الكبرى وأوروبا تتعاطف مع اي تحرك يؤدي الى السلام في الشرق الاوسط لأن مصالح عدة تربط هذه الدول بشرقنا، وحكومات هذا الشرق العربي تتهرّب من الوجود في الساحة الدولية لفقدان الثقة بقدرتها على سياسة الانفتاح على الديبلوماسية وليس التحفظ المقرون بالهرب من الحوار مع القائمين الكبار الذين يملكون القرار". وختم "على رغم تقديرنا الجهد الذي يبذله رئىس الحكومة رفيق الحريري نأسف لأن يكون ألغى موعده في باريس مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان لأن هذا الإلغاء يصب في خانة الهرب الذي تكلمنا عليه".