القدس المحتلة، تل أبيب - أ ف ب، رويترز - قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس إن حكومته لا تزال مستعدة للتوصل إلى "حلول وسط" في سبيل تحقيق السلام، لكنه أعلن في مقابلة تلفزيونية ان إسرائيل ستقاوم أي محاولة متعجلة لتمرير اتفاق. في غضون ذلك، أكد نائب الرئيس الأميركي آل غور لنتانياهو أمس أن واشنطن ستواصل دعمها لإسرائيل، وأنها لن تتركها وحيدة. وأعلن غور خلال حفلة استقبال في مقر رئاسة الوزراء الإسرائيلية: "نحن نقف معكم ونؤيد حلمكم. من رماد المحارق النازية نهضت عنقاء دولة إسرائيل". وأضاف: "بينما تواجه إسرائيل أعوامها الخمسين التالية تتمخض هذه الأوقات العصيبة عن حقائق معينة أهمها حقيقة أنه بينما تسعى إسرائيل لتحقيق قدرها، فإن الولاياتالمتحدة لن تدعها أبداً تقف وحيدة". وزاد ان واشنطن "ستبقى إلى جانبكم في سعيكم للسلام والأمن". ورحب نتانياهو بغور "كأحد أكبر أصدقاء إسرائيل في العالم"، وأوضح أن إسرائيل تريد "مساعدة الولاياتالمتحدة" في التوصل إلى السلام "الطريق الصعب الذي صممنا على اجتيازه بنجاح". وكان غور وصل إلى إسرائيل أمس للمشاركة في احتفالات الذكرى الخمسين لتأسيس إسرائيل، وأجرى محادثات مع نتانياهو، قبل لقائه مع الرئيس عيزر وايزمان ورئيس بلدية القدس ايهود أولمرت وزعيم المعارضة العمالية ايهود باراك. ويتضمن جدول جولة غور في المنطقة زيارة للمملكة العربية السعودية اليوم على أن يعود ليلاً إلى تل أبيب، ويتوجه غداً إلى مدينة رام الله في الضفة الغربية حيث سيلتقي الرئيس ياسر عرفات قبل أن يتوجه إلى مصر للقاء الرئيس حسني مبارك. وذكرت الاذاعة الإسرائيلية أن غور بقي في طائرته في مطار بن غوريون نصف ساعة بعد خلاف بين رجال الأمن الإسرائيليين والأميركيين. وأضافت ان الخلاف يتعلق بالمسؤولية عن حماية نائب الرئيس، ولم يحل إلا بعد تدخل مباشر من مكتب نتانياهو. وأوضحت ان عناصر جهاز الأمن الأميركي تولوا حماية نائب الرئيس، مما سمح له بمغادرة طائرته. وفي واشنطن، قال مسؤول في البيت الأبيض إن الغرض من جولة غور هو "تعزيز عملية السلام". لكن المسؤول أكد ان غور "لن يتفاوض أو يقوم بوساطة" خلال الجولة التي تنتهي الاثنين المقبل. من جهة أخرى، وجه الرئيس بيل كلينتون أمس برقية تهنئة إلى نتانياهو لمناسبة الذكرى الخمسين لقيام الدولة العبرية، ودعاه في الوقت نفسه إلى بذل المزيد من الجهود للتوصل إلى السلام. وقال كلينتون في برقية التهنئة التي تسلمت وكالة "فرانس برس" نسخة منها، ان "الولاياتالمتحدة معجبة بإسرائيل لما واجهته من صعوبات وما انجزته". وأضاف انه "تم انجاز العديد من الأمور في البحث عن سلام دائم بين إسرائيل وجاراتها وأمامنا حجم أكبر من العمل لننجزه". وأكد الرئيس الأميركي: "معاً نستطيع أن نجسد أمل إسرائيل في السلام مع جاراتها". وكانت شبكة "آي. تي. ان" التلفزيونية أجرت مقابلة مع نتانياهو سألته فيها عن توقعاته لمحادثات لندن في الرابع من الشهر الجاري، فقال: "لا يمكنني قول ما الذي سيحدث في لقاء لندن، لأنني أعلم أن هناك استعداداً من جانبنا للتوصل إلى حل وسط، ونحن ذهبنا إلى أقصى مدى وأكثر منذ ذلك". لكنه قال إن إسرائيل ستقاوم أي محاولة متعجلة لتمرير اتفاق. وأضاف: "لا يمكن بأي حال أن يعني التوصل إلى حل وسط وضع شروط ثابتة سلفاً بالتنسيق مع الفلسطينيين. إننا الجانب الوحيد الذي يطلب منه أن يقدم تنازلات". لكن عندما سُئل إن كانت إسرائيل ستوافق على الاطلاق على إقامة دولة فلسطينية، رفض نتانياهو الفكرة، ووصفها بأنها تهديد لأمن إسرائيل. وقال: "لا اوافق بسبب تداعيات معاني كلمة دولة التي تعني أن مثل هذه الدولة يمكنها بناء قوة عسكرية قوية وجيش مزود بصواريخ وقذائف وبنادق آلية في التلال المطلة على تل أبيب. هذا بلد صغير". وأضاف نتانياهو ان إسرائيل حققت قفزات عظيمة في أول نصف قرن. وتابع: "لقد بنينا قدرتنا على الدفاع عن النفس واقمنا واحداً من أكثر المجتمعات تقدماً تكنولوجياً على سطح الأرض". لكنه رفض عقد أي مقارنة بين جهود إسرائيل منذ 50 عاماً لإقامة دولة وبين الجهود الآن لإنشاء دولة فلسطين، وقال: "ليس كل طرف يريد إقامة دولة مع اقتراب نهاية القرن العشرين يمكنه أن يقيم دولة بسلطات غير محدودة مزودة بجيش قوته غير محدودة".