يسعى أركان الإدارة الأميركية، في لقاءاتهم مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، خلال زيارته الحالية للولايات المتحدة التي بدأت أمس، إيجاد حل لأزمة تعثر المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية على خلفية استئناف البناء في المستوطنات. ونقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن موظفين كبار في البيت الأبيض أن المسؤولين الأميركيين سيوضحون لنتانياهو أن «رزمة الامتيازات والمحفزات السياسية والأمنية» التي اقترحتها واشنطن لإسرائيل في مقابل تجميد البناء في مستوطنات الضفة الغربية لمدة شهرين «ما زالت مطروحة على الطاولة». وتضمنت الرزمة التي اقترحتها واشنطن على إسرائيل قبل أكثر من شهر تزويد الدولة العبرية طائرات حربية متطورة ومساعدات أمنية أخرى، وضمانات بفرض الفيتو الأميركي على أي قرار لمجلس الأمن يعلن قيام دولة فلسطينية، وغير ذلك من ضمانات تتعلق بتأييد واشنطن بقاء الجيش الإسرائيلي في غور الأردن. لكن نتانياهو رفض في حينه الاقتراح بداعي أنه لا يحظى بدعم غالبية وزراء حكومته الأمنية المصغرة. وتابعت الصحيفة أن نائب الرئيس الأميركي جو بايدن ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، اللذين سيلتقيان نتانياهو، سيحاولان إقناعه بتجميد البناء لشهرين، أو أن يتقدم بعرض جدي يظهر نياته للتقدم في مسألة الحدود، من دون أن يوجها له أصابع الاتهام بوصول العملية السياسية إلى طريق مسدود، «لأن الولاياتالمتحدة ليست معنية في الوقت الراهن بصدام مع نتانياهو». لكن مصادر إسرائيلية مطلعة على سير الاتصالات بين واشنطن وتل أبيب استبعدت أن تقوم الأولى بمسايرة نتانياهو، ولفتت الى إنه في حال وافق الأخير على «رزمة الامتيازات» فإن واشنطن ستطلب ثمناً مرتفعاً، ولن تكتفي بتجميد لشهرين. إلى ذلك أشارت الصحيفة إلى أن نتانياهو لم يعقد أي اجتماع للمنتدى الوزاري السباعي قبل سفره إلى واشنطن ما من شأنه أن يؤشر إلى أنه لا يحمل أي جديد، خصوصاً أن زيارته للولايات المتحدة التي تستمر خمسة أيام مكرسة أساساً للمشاركة في مؤتمر المنظمات اليهودية الأميركية ولإجراء مقابلات مع وسائل الإعلام الأميركية. من جهتها أفادت صحيفة «معاريف» أمس أن مصر تدفع نحو معادلة بديلة في حال فشلت جهود الإدارة الأميركية للخروج من الطريق المسدود تقضي بأن تتم إزاحة قضية البناء في المستوطنات جانباً لقاء تنازلات بعيدة المدى تقدمها إسرائيل في مجالات أمنية مختلفة، مثل انسحاب الجيش الإسرائيلي من مناطق أخرى في الضفة الغربية وتسليم المسؤولية الأمنية عنها للسلطة الفلسطينية. ولن يتمكن نتانياهو من لقاء الرئيس باراك أوباما الذي يقوم منذ السبت بزيارة الى الهند في أول مرحلة من جولة آسيوية تدوم عشرة أيام. وفي القاهرة أبلغ مصدر «الحياة» بأن المحادثات التي أجراها رئيس الاستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان في إسرائيل مع كل من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو والرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز ووزير الدفاع إيهود باراك «تناولت أهمية استئناف المحادثات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي»، وأشار إلى إن الوزير سليمان «سمع من المسؤولين الإسرائيليين مدى اهتمامهم وحرصهم على استئناف محادثات السلام»، داعياً إياهم إلى ترجمة هذا الأمر على الأرض للتأكيد على حسن نياتهم. ورأى المصدر أن الكرة الآن في الملعب الأميركي. وقال: «ننتظر من الأميركيين تقديم اقتراحات لتحريك المسار السلمي»، معرباً عن أمله أن يتحقق ذلك خلال الزيارة التي يقوم بها نتانياهو إلى واشنطن، مرجحاً أن يطرح الأميركيون أفكاراً وحلولاً تمهد لاستئناف العملية السلمية «لكن المهم مدى استعداد الحكومة الإسرائيلية للاستجابة لذلك». وذكر المصدر أن «نتانياهو عبر للوزير سليمان عن رغبته في استئناف محادثات السلام مع الفلسطينيين والاجتماع مع الرئيس الفلسطيني لتذليل العقبات التي تحول دون تحقيق ذلك»، لكنه لفت إلى أن مثل هذه الخطوة لن تأتي قبل تحرك أميركي نشط على مسار السلام يمنح الفلسطينيين تطمينات تدفعهم للجلوس ثانية الى طاولة المفاوضات مع الإسرائيليين. ويقوم وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط ورئيس المخابرات اللواء عمر سليمان بزيارة الى واشنطن الثلثاء لاجراء محادثات مع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون حول عملية السلام.