أفادت الإذاعة الإسرائيلية أمس أنه بالرغم من «البيان الودي» الصادر عن اجتماع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في نيويورك أول من أمس، إلا أن الخلافات بين واشنطن وتل أبيب في مسألة البناء الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة لم يجد له حلاًّ. وأضافت أن الجولة الماراثونية من المفاوضات التي امتدت لنحو ثماني ساعات لم تفضِ إلى حل في شأن تجميد البناء في المستوطنات. واعتبر مراسل الإذاعة في واشنطن البيان الصادر «ضبابيّاً ومبهماً»، خصوصاً في كل ما يتعلق بقضية الاستيطان، إذ لم تتم الإشارة إليها. وأضاف أن مضمون البيان لم يحمل أي جديد «ما يؤشر إلى عدم التوافق في الرأي على موضوعات البحث». وتابع أن ما يعني إسرائيل الآن هو التوصل مع واشنطن إلى تفاهمات بعيدة المدى تتعدى مسألة تجميد الاستيطان واستئناف المفاوضات، «والحديث هو عن صفقة أمنية ترافق عملية المفاوضات لسنوات طويلة، وعن تفاصيل أوسع بكثير من التفاصيل المباشرة المتعلقة بالمفاوضات». وكان بيان مشترك صدر في ختام المحادثات، أكّد وجوب أن تؤخذ «حاجات إسرائيل الأمنية في الاعتبار بشكل كامل» في أي اتفاق سلام مستقبلي مع الفلسطينيين. وكرر «التزام واشنطن الراسخ بأمن إسرائيل والسلام في المنطقة»، مضيفاً أن نتانياهو وكلينتون أكدا أهمية مواصلة المفاوضات المباشرة «لتحقيق أهدافنا ... وما زال ممكناً أن تؤدي المفاوضات إلى دولة فلسطينية مستقلة تعيش بجوار إسرائيل التي يكون لها حدود آمنة ومعترف بها تعكس التطورات اللاحقة وتفي بالحاجات الأمنية الإسرائيلية». ويقصد بالتطورات اللاحقة نشوء التكتلات الاستيطانية الكبرى التي أقيمت في العقود الأربعة الأخيرة في محيط القدسالمحتلة وغرب الضفة الغربية التي يقطنها نصف مليون مستوطن، وهي تجمعات تصرّ إسرائيل على ضمها إليها في إطار أي اتفاق سلام في المستقبل، وتقول إنها تلقت رسالة ضمانات أميركية بذلك من الرئيس السابق جورج بوش في ربيع عام 2004. وأضاف البيان أن «أي دولة فلسطينية في المستقبل يجب أن تقام على أساس حدودها عام 1967 مع «مقايضات يتفق عليها» للأرض، أي تعويض الفلسطينيين بأراض بديلة للأراضي المقامة عليها التكتلات الاستيطانية. ووفقاً للتقارير الإسرائيلية، فإن نتانياهو يبحث مع واشنطن التوصل إلى «اتفاق أمني» بعيد المدى يتضمن حصول إسرائيل على مساعدات أمنية ومالية كبيرة لقاء التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين على الحل الدائم، يشمل ضمانات أمنية، مثل تحسين منظومة الدفاع الإسرائيلية ضد الصواريخ، وقيام واشنطن بتزويد إسرائيلي بمعلومات مباشرة من أقمار اصطناعية أميركية تتعلق بإمكان تعرضها لقصف صاروخي. وسبق لأوساط نتانياهو أن سربت أن إسرائيل تريد إبقاء جيشها في غور الأردن المحتل وعلى طول الحدود الشرقية للدولة الفلسطينية بعد قيامها، بداعي منع تغلغل أسلحة وإرهابيين إلى الدولة الفلسطينية، خصوصاً أن انسحاب القوات الأميركية من العراق سيؤدي إلى إحياء «الجبهة الشرقية» لإسرائيل، كما يقول نتانياهو. وكان نتانياهو قال قبل بدء محادثاته مع كلينتون إن «فرص التوصل إلى اتفاق للسلام ستتحسن إلى حد بعيد بالتوصل إلى نقاط تفاهم أمنية شاملة بين إسرائيل والولايات المتحدة». في غضون ذلك، هاجمت زعيمة المعارضة تسيبي ليفني الحكومة الإسرائيلية على «الانفصام السياسي في شخصيتها»، وقالت إنها «تعزف لَحْنين وتتحدث كل يوم بصوت آخر، والحكومة الحالية لا تقول الحقيقة للجمهور الإسرائيلي»، في إشارة الى تصريحات وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان أول من أمس بأنه يرفض تجميد الاستيطان حتى ليوم واحد، وأن السلام مع سورية لن يتحقق مع النظام الحالي في دمشق.