حذر روبن كوك وزير خارجية بريطانيا في مؤتمر صحافي عُقد في مبنى وزارة الخارجية بعد الاجتماع الاوروبي - الخليجي الذي جرى في "لانكستر هاوس" من ان تعثر عملية صنع السلام في الشرق الاوسط يمكن ان يعرض أمن المنطقة الى الخطر. واضاف الوزير الذي كان يتحدث بعد اجتماع موسع بين دول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الاوروبي انه سيجتمع مع مادلين اولبرايت وزيرة خارجية الولاياتالمتحدة يوم الاحد المقبل ليطلعها على مسار الاجتماع الاوروبي - الخليجي، وللتأكيد لها مجدداً الاهمية التي يعلقها الاتحاد الاوروبي على وجوب حلحلة مسيرة السلام. راجع ص4 وكان كوك اعرب في كلمة في بداية الاجتماع الموسع عن امله في ان يكون هناك متسع اكبر للتفاؤل بمستقبل عملية السلام خصوصا بعد زيارة توني بلير رئيس الوزراء البريطاني الى الشرق الاوسط اخيراً. وأضاف الوزير البريطاني الذي ترأس بلاده الاتحاد الاوروبي في الدورة الحالية: "من المشجع ان الاجتماعات الرفيعة المستوى التي تستهدف دفع عملية السلام ستعقد في لندن في الرابع من الشهر المقبل، واساس التقدم يجب ان يكون الاتفاقات التي جرى التوصل اليها بين الاطراف المعنية". وقال الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي رئيس الدورة الحالية لمجلس التعاون في كلمة في بداية الاجتماع الخليجي - الاوروبي: "انطلاقاً من حرص دول مجلس التعاون على تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الخليج ذات الأهمية الحيوية للعالم اكدت دول المجلس مطالبتها الدائمة للعراق بتنفيذ كل قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بحرب تحرير دولة الكويت، لا سيما ما يتصل منها بالافراج عن الأسرى والمرتهنين الكويتيين وغيرهم من رعايا الدول الاخرى، والكف عن تهديد دول الجوار واتخاذ الخطوات الضرورية لإثبات نواياه السلمية تجاه دول المنطقة قولاً وعملاً بما يحقق الاستقرار لدول المنطقة". "وفي اطار علاقات دول مجلس التعاون بالجمهورية الاسلامية الايرانية فإن دول المجلس تتطلع الى اقامة علاقات طيبة وبناءة معها تكون قائمة على مبادئ احترام حسن الجوار والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وعدم جواز احتلال اراضي الغير بالقوة، ونتطلع الى أن تتحقق الاستجابة الفورية والايجابية من قبل الجمهورية الاسلامية الايرانية للمبادرات الصادرة عن دولة الامارات العربية المتحدة، والهادفة للوصول الى حل نهائي لقضية الجزر الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى التابعة لدولة الامارات العربية المتحدة، وذلك باللجوء الى الوسائل السلمية بما فيها القبول بإحالة النزاع لمحكمة العدل الدولية". "اننا نشعر بالقلق ازاء ما تشهده عملية السلام في الشرق الأوسط من جمود وتعطيل نتيجة لسياسات السلطات الاسرائيلية المتعنتة ومواصلتها لسياستها الاستيطانية في الأراضي العربية المحتلة في محاولة منها للتنصل من التزاماتها الدولية تجاه عملية السلام. وانطلاقاً من الموقف المبدئي لنا حيال السلام الشامل والعادل باعتباره خياراً استراتيجياً ارتضيناه جميعاً، فاننا لندعو الى تكاتف وتضافر الجهود الدولية لإزالة كل العقبات التي تعترض مسيرة عملية السلام، كما نأمل من الجانب الأوروبي بمواصلة دوره البناء وتكثيفه لاستئناف المفاوضات على كل المسارات وإعادة العملية السلمية الى وضعها الصحيح بما يحقق الانسحاب الاسرائيلي الشامل من كافة الأراضي العربية المحتلة، وفي مقدمتها القدس الشريف والجولان السوري المحتل وجنوب لبنان وبقاعه الغربي، وذلك طبقاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة ومبدأ الأرض مقابل السلام. حماسة خليجية وأكد الشيخ صباح الاحمد في المؤتمر الصحافي وجود حماسة خليجية اكبر لدفع عملية السلام في الشرق الاوسط، وقال بوجود تطابق في وجهات النظر بين الجانبين الخليجي والاوروبي بالنسبة للوضع في العراق وعملية السلام في الشرق الاوسط ومجمل القضايا التي كانت مدار البحث امس.. ومثّل مجلس التعاون في اللقاء السنوي امس وزراء الخارجية الستة في دول المجلس وهم الامير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي والشيخ صباح الاحمد والشيخ محمد بن مبارك آل خليفة وزير خارجية البحرين والسيد يوسف بن علوي بن عبدالله وزير الدولة للشؤون الخارجية في سلطنة عمان والسيد عبدالله راشد النعيمي وزير خارجية الامارات والشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني وزير خارجية قطر، وشارك في الاجتماع ايضاً السيد جميل ابراهيم الحجيلان الامين العام لمجلس التعاون الخليجي. وقاد الجانب الاوروبي روبن كوك وزير خارجية بريطانيا الذي ترأس بلاده الاتحاد الاوروبي اضافة الى العضوين الآخرين في الترويكا الاوروبية وهما النمسا ودوقية لوكسمبورغ ومثّل الاولى الدكتورة بينيتا فيريرو-فالدنر والثانية روجر لينستر السكرتير العام لوزارة الخارجية، وحضر المحادثات كذلك مانويل مارين نائب رئيس المفوضية الاوروبية. وقال السيد الحجيلان لپ"الحياة" بعد المؤتمر الصحافي انه يعتبر الاجتماع ناجحا وكان فرصة للتعبير للاتحاد الاوروبي عن الاهمية التي يوليها مجلس التعاون الخليجي لحل مشكلة الشرق الاوسط، وتمنى نجاح لقاء لندن وتتويج ذلك بتقدم مسيرة السلام. انقاذ مسيرة السلام ونقلت وكالة الانباء السعودية عن الامير سعود الفيصل قوله بعد لقاء ثنائي مع كوك في لندن صباح امس ان الاجتماع تناول "العلاقات الثنائية وبخاصة بعد الزيارة التي قام بها رئيس وزراء بريطانيا الى السعودية اخيرا". واضاف: "آراؤنا كانت مشتركة وهذه الزيارة سيكون لها اثر فعّال في دفع العلاقات بين البلدين الى آفاق اوسع"، واعرب عن شكره للحكومة البريطانية على مبادرتها عقد اجتماع الحوار السياسي بين الترويكا الاوروبية ووزراء خارجية دول مجلس التعاون. كما اعرب سعود الفيصل عن تفاؤله بنتائج مؤتمر السلام الذي ستستضيفه لندن يوم الاثنين المقبل ووصفه بأنه "مؤتمر مهم ويأتي لانقاذ مسيرة السلام، كما انه فرصة لتبادل الآراء حول هذه القضية والقضايا الاخرى"، وزاد: "استمرار الجمود الحالي ليس في صالح احد بل هو يهدد بالخطر وأملنا ان يعي كل طرف مسؤوليته وان يكون متجاوباً مع المبادرة". البيان المشترك وتضمن البيان المشترك الذي صدر في ختام اجتماعات امس حرص الجانبين الخليجي والاوروبي على تطوير العلاقة بينهما، وأكد عقد اجتماع آخر في تشرين الثاني نوفمبر المقبل. ورأى البيان ان التعاون السياسي يعزز الأمن والاستقرار في المنطقة، وأنه المفتاح المشترك للسياسة الخارجية والأهداف الأمنية. وقال البيان "ان تعزيز الأمن في منطقة الشرق الأوسط من الأهداف الرئيسية للاتحاد الأوروبي ويشاركها في هذا الهدف مجلس التعاون الخليجي". ودعا البيان العراق الى الانصياع لكل القرارات الدولية، وعبر عن القلق ازاء عدم حل مشكلة الجزر الاماراتيةالمحتلة من قبل ايران، وأظهر اجماع الوزراء المشاركين على ادانة الارهاب وتصميمهم على محاربته.